حرق نحو ثلاثة آلاف من رجال الدين وطلاب العلوم الدينية الإيرانيين أمس الأعلام الأميركية والبريطانية في مدينة قم المقدسة احتجاجا على وجود القوات الغربية قرب المقدسات الشيعية في جنوب العراق. واحتجت أيضا مجموعة أخرى تضم 70 من رجال الدين والطلاب سلميا خارج السفارة البريطانية في طهران التي أصبحت نقطة جذب في إيران لمعارضي الحرب. وطوقت قوات أمن السفارة بإجراءات أمن مكثفة. وفي قم مركز التعليم الديني الشيعي في إيران ردد متظاهرون هتافات «الموت لأميركا» واحرقوا نعشا ملفوفا بأعلام أميركية وبريطانية. وحذرت إيران مرارا القوات الأميركية والبريطانية من المساس بالمقدسات الشيعية في مدينتي كربلاء والنجف في جنوب العراق.
وقال أحمد خاتمي وهو احد رجال الدين المحافظين في خطاب له في مدينة قم «إن احتلال هاتين المدينتين من قبل الكفار عمل مدان ويعتبر هجوما على جميع الشيعة في العالم». ونقلت عنه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية قوله «إن أميركا وبريطانيا بتجاهلهما الأعراف الدولية تتصرفان مثل هتلر».
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن جميع المدارس الدينية الإيرانية توقفت عن العمل أمس لتنظيم احتجاجات ضد الحرب في العراق.
على صعيد آخر، أكد وزير الاستخبارات الإيراني علي يونسي ان عددا كبيرا من الأعضاء «التائبين» في مجاهدي الشعب، كبرى حركات المعارضة الإيرانية المسلحة المتمركزة في العراق، عادوا إلى إيران في الأشهر الأخيرة. ونقلت الإذاعة عن يونسي قوله إن عودتهم «تسارعت واستسلم نحو مئة منهم أخيرا للسلطات الإيرانية».
وأكد يونسي ان أعضاء الحركة «التائبين يمكنهم العودة من دون خوف إلى إيران» لكن عليهم قبل ذلك التوصل إلى سحب أي شكوى محددة ضدهم، كما اتهم المجموعة بأنها «حاولت عن طريق معلومات خاطئة الإيحاء بأن النشاطات النووية المدنية لإيران هدفها الحصول على أسلحة ذرية»، وان إيران «لا تريد دخول العراق» لمقاتلتهم مؤكدا ان «القوات الأميركية لم تشن حتى الآن أي هجوم على قواعدهم في العراق»
العدد 214 - الإثنين 07 أبريل 2003م الموافق 04 صفر 1424هـ
