العدد 214 - الإثنين 07 أبريل 2003م الموافق 04 صفر 1424هـ

فلسطينيو سورية على خط نار واحد

كان احتفال الفلسطينيين السوريين بيوم الارض الذي صادف 30 مارس/آذار الماضي لهذا العام مختلفا عن احتفالات الاعوام السابقة بسبب توافقه مع العدوان الاميركي على العراق، الامر الذي دفع إلى بروز الموضوع العراقي على مستوى الموضوع الفلسطيني ذاته الدافع إلى الاحتفال، وجعل الاحتفال ينعقد تحت شعار «من فلسطين إلى العراق المقاومة مستمرة»، ما يعكس مدى اهتمام الفلسطينيين ومنظماتهم بالموضوع العراقي.

ويورث الاهتمام بالموضوع العراقي جدلا ونقاشات واسعة بين الفلسطينيين في سورية عن الحرب على العراق، وهو جدل يتعلق بتفاصيل لها علاقة بمجريات العدوان الاميركي ـ البريطاني على العراق، وإمكان صمود بغداد والمدن الاخرى في مواجهة الحصار، والعوامل التي ادت إلى اشتعال الحرب، والاخطاء التي وقعت فيها خطة العدوان على العراق، والموقف العربي وممكناته في مواجهة العدوان.

ووسط النقاش، يؤكد فلسطينيو سورية اتفاقهم على مواجهة العدوان وضرورة دعم نضال العراقيين ضد القوات الاميركية ـ البريطانية، وكثير منهم يرى ان الحرب على العراق إنما هي حرب تتماثل، وتكمل الحرب «الاسرائيلية» على الفلسطينيين التي يقوم بها شارون وحكومته بدعم من واشنطن.

وتعكس إدانة الفلسطينيين السوريين الحرب الاميركية ـ البريطانية، ودعمهم نضال العراقيين، حالا من الغضب الفلسطيني الذي عبَّر عن نفسه في تنظيم التظاهرات التي جابت أكثر مخيمات الفلسطينيين خلال الاسبوعين الماضيين، مع اشارة إلى ان اول تظاهرات جرت في سورية ضد الحرب كانت في مخيم اليرموك بعد أقل من ساعة على القصف الاميركي لبغداد والذي كان ايذانا ببدء الحرب.

ومنذئذٍ يشارك فلسطينيو سورية في الفعاليات التي تنظمها جماعات رسمية وأهلية وحزبية من مسيرات واعتصامات، في دمشق ومدن أخرى، ولاسيما حمص واللاذقية وحلب، إذ توجد اعداد من الفلسطينيين هناك.

غير أن موقف الفلسطينيين تجاوز التعبيرات السابقة في الموقف من العدوان، فذهب بعضهم متطوعا للقتال إلى جانب العراقيين. وتذهب تقديرات فلسطينية إلى القول ان مئات من الفلسطينيين السوريين واللبنانيين، عبروا الحدود السورية إلى العراق، وهو أمر متاح من الناحية القانونية، إذ ان حدود سورية مع العراق مفتوحة، وليست هناك قيود على حركة الفلسطينيين عبرها.

والدفعات الاولى من متطوعي فلسطينيي سورية وصلت إلى بغداد بسلام، لكن آخرها، وكان ضمن مجموعة من المتطوعين العرب عددها 250 شخصا، تعرضت لقصف طائرة اباتشي اميركية من قوات العدوان وهي على بعد 90 كم من بغداد، فسقط منهم سبعة وعشرون شهيدا منهم اربعة عشر شهيدا فلسطينيا، بينهم عصام محمد حجو الذي جرى تشييعه في مخيم اليرموك وعماد غازي يوسف الذي شيّع في مخيم خان الشيح جنوب دمشق.

ولا يقتصر الموقف في السعي إلى مساعدة العراقيين في مواجهة العدوان على جمهور الفلسطينيين السوريين، بل يمثل ذلك موقفا لغالبية التنظيمات الفلسطينية المسلحة، التي ادانت العدوان، وأعلنت وقوفها إلى جانب الشعب العراقي في مقاومته، وبعضها ذهب حد تنظيم وتدريب متطوعين لمساعدة العراقيين في قتال قوات التحالف الاميركي ـ البريطاني، ويقول احد الفلسطينيين ان مئات الفلسطينيين يتلقون تدريبات عسكرية، وهناك آخرون صاروا في العراق وبعضهم في بغداد في عداد المتطوعين العرب الذين قال العراقيون ان عددهم وصل إلى سبعة آلاف متطوع.

ومنذ ايام قال زعيم حركة الجهاد الاسلامي رمضان عبدالله شلح، ان اعضاء في الحركة انضموا الى العراقيين لمقاومة العدوان، فيما اكدت اوساط فلسطينية وثيقة الصلة بالجبهة الشعبية للقيادة العامة، التي يقودها أحمد جبريل، ان عددا من اعضائها في سورية ولبنان، ذهب إلى القتال الى جانب العراقيين، منضمين إلى متطوعين آخرين من فلسطينيي العراق الاعضاء في تنظيمات فلسطينية ذات علاقات وثيقة وقوية بالنظام الحاكم في بغداد.

فلسطينيو سورية ربما كانوا أكثر الفلسطينيين انشغالا بما يجري في فلسطين والعراق في آن معا، وقد يكون لموقعهم الوسطي جغرافيا أثر في ذلك، إذ هم بين فلسطين جنوب سورية والعراق في شرقها

العدد 214 - الإثنين 07 أبريل 2003م الموافق 04 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:05 ص

      فلسطيني سورية دوما في المقدمة

      فلسطيني سورية دوما في المقدمة دفاعا عن أمتهم في فلسطين والعراق

اقرأ ايضاً