العدد 228 - الإثنين 21 أبريل 2003م الموافق 18 صفر 1424هـ

الحسين... النصر الماضي والحاضر

منذ نعومة اظافرنا ونحن نسمع عن الثورة الحسينية... عن الثورة التي أصبحت اسطورة يتوارثها جيل بعد جيل وهي من دعائم الدين ونعرف كيف وقعت ثورة كربلاء ومن هم ابطالها، وما نتائجها، ومن نتائجها الايجابية انها رسخت روح التضحية من أجل الوقوف في وجه الظلم والقضاء عليه. فقد ضحى الحسين (ع)، بكل ما لديه من مال وأهل. وقد وقفت معه أخته زينب (ع)، لتكمل رسالة أخيها الحسين (ع) ومبادئه ومن أجل ان تقوم دولة على مبادئ العدل والايمان فلذلك قاتل بكل ما لديه من قوة وإرادة ولم يخضع ولم يستسلم حتى عمت مبادئ ثورته مختلف بقاع العام وآمن بها الكثير من العرب وغير العرب حتى زمننا هذا. ولكن هناك سؤال يحير الكثيرين من جميع انحاء العالم ولا سيما المسلمين، هناك حيرة تشغل القلوب التي تحمل الانسانية بداخلها والتي تحس بكل ما يدور من حولها من حوادث غير انسانية واعني بالانسانية أولئك الذين بين ضلوعهم قلب يحس بالألم والشفقة لمنظر رهيب تقشعر له ابدانهم.نحن حينما نرى طفلا يقتل نغمض اعيننا لرؤية تلك الجريمة وتنهمر دموعنا، وحوادث الارهاب في الدول العربية والدول غير العربية من قتل ونهب تدمع عيوننا وتنكسر لها قلوبنا ونحس بعذابهم لكن السؤال المحير الذي احتار الكثيرون له، هو: هل الذين قتلوا الحسين (ع) سيد الشهداء فلذة كبد رسول الله وأهله وعائلته ومثلوا بجثثهم، أهل هؤلاء بشر؟ كيف يكونون بشرا وهم جثموا على صدر الامام الحسين (ع) وكيف اقول وانا لا استطيع ان اصف الموقف، الم يكن لهم قلب كقلوبنا الم يحسوا بآلام جروحه. الم تكن في قلوبهم رحمة لـيرحموا ذلك الطاهر من سلالة الرسول؟ كيف فعلوا ذلك؟ ولماذا فعلوا ذلك؟ أمن اجل المال؟ أمن اجل السلطة وإرضاء السلطان؟ الم يفكروا في عمل يرضي الله ورسوله... لقد نسوا الرسول (ص) وعترته فكيف لا يفعلون ذلك؟

أنا لا ارى هؤلاء بشرا بل وحوشا من دون إحساس ومن دون عقول وقلوب... هم لا ينطبق ابدا عليهم اسم البشر هم مجردون من كل الاسماء الانسانية والبشرية ولا يستحقون ان يطلق عليهم بشر وسيكون مصيرهم جهنم وبئس المصير.

رقية حسن

العدد 228 - الإثنين 21 أبريل 2003م الموافق 18 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً