العدد 2240 - الخميس 23 أكتوبر 2008م الموافق 22 شوال 1429هـ

جوليا بطرس... نجمة المقاومة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نقلت وكالة (أ ف ب) أمس أن قلعة دمشق غصت بأكثر من ستة آلاف شخص احتفاء بالفنانة اللبنانية الشهيرة جوليا بطرس، التي أحيت حفلة الأربعاء الماضي، قدمت خلالها أغاني رومانسية، وأخرى غنّتها للمقاومة وقضايا الإنسان.

الرئيس السوري بشار الأسد الذي تقول عنه الوكالات انه نادرا ما يستقبل الفنانين، استقبل الفنانة جوليا، وتحدث عن «دور الفنانين الوطنيين في ترسيخ نهج المقاومة».

الجمهور أغلبه من الشباب بطبيعة الحال، وتوافد على القلعة قبل ساعتين من موعد الحفلة، وسط إجراءات أمنية مشددة، واستقبلها بحماس وتصفيق حار، فاستقبلته بتحية أكثر حرارة: «مساء الخير سورية الوطنية والمقاومة والصامدة»، فيما كان الجمهور يلوّح بأعلام لبنان والمقاومة. وأخذت تصعد حتى نهاية السلم بأغنية «أحبائي» المأخوذة من الرسالة التاريخية التي وجّهها السيدحسن نصرالله لعناصر المقاومة الذين سجلوا ملحمة الصمود في الحرب الإسرائيلية الشرسة على لبنان في يوليو/ تموز 2006، بهدف ولادة الشرق الأوسط الجديد، وفق ما كانت تتمنى كوندوليزا رايس.

عندما انتهت من «أحبائي» غادرت المسرح، فوقف الجمهور وطالبها بالعودة من جديد، فكل الشعب العربي يحبّ أن يسمع شعرا يبعث الروح في النفوس الموات... فأخذت تخاطب المقاومين من جديد:

بِكُم يتحرّر الأسرى بِكُم تتحرَّرُ الأرضُ

بقبضتِكم بغضبتِكم يُصان البيت والعِرضُ

وأنتم مجدُ أمَّتِنا وأنتم أنتمُ القادة

وتاجُ رؤوسِنا أنتم وأنتم أنتُم السادة

أقبِّلُ نُبْلَ أقدامٍ بها يتشرَّفُ الشَّرفُ

بِعزّةِ أرضِنا انغرسَتْ فلا تكبو وترتجفُ

الغريب أن جوليا بدأت حياتها الفنية بالغناء لأمها بمناسبة في عيد الأم وهي في الثانية عشرة، وبعد عامين أصدرت ألبومها الأول، متزامنا مع انطلاق الحرب الأهلية التي طحنت عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، نساء ورجالا وشيوخا، ما دفعها للالتزام وتكريس فنّها للإنسانية والدفاع عن القضايا العادلة في المجتمع. وهي تجربة تقول عنها: «شعرت أن أمامي مسئولية وهي أن أتكلّم باسم شعبي الذي لم يعد صوته مسموعا». وبعد الاحتلال الإسرائيلي للبنان، أصبحت صوتا للمقاومة ضد المحتل، فكرمها رئيس الجمهورية بمنحها وسام الأرز، وكان ذلك قبيل تحرير الجنوب في مايو/ أيار 2000، بعد أن غدت رمزا وطنيا يثير الإعجاب.

في حرب تموز، نزلت إلى الشارع، والتقطت الصور مع الناس البسطاء وهي تحمل البندقية، وألهبت النفوس بالحماس... فهكذا يكون الالتزام، وهكذا يكن الفخر والمجد والشموخ.

وبعد الاندحار الثاني للعدو، أطلقت مشروعا لجمع التبرعات، من أجل عوائل الشهداء الذين سقطوا في حرب الثلاثة والثلاثين يوما، تحت إشراف لجنةٍ وطنيةٍ مكوّنةٍ من سليم الحص وطلال سلمان ومخايل الضاهر. وصوّرت عملا فنيا جديدا بعنوان «أحبائي»، ما بين بنت جبيل ونهر الليطاني، شاركها فيه أطفال وأهالي الجنوب وبعض رجال المقاومة، تخليدا للنصر المؤزر الكبير.

جوليا التي ولدت في بيروت في الأول من أبريل/ نيسان 1968، درست في مدارس راهبات الوردية، وغنّت في جوقة المدرسة، تجاوزت شهرتها حدود بلدها الصغير لتصبح إحدى أفضل الوجوه المحبوبة في العالم العربي، وتم تكريمها رسميا في سورية والأردن وقطر والإمارات. وفي ذروة عدوان تموز، كان التلفزيون الإيراني يبث عنها تقريرا خاصا في صدر نشراته الإخبارية الرئيسية... فهي ليست مغنية في زمن الغناء العبثي الرخيص، بل هي نجمةٌ من نجوم المقاومة ضد المحتلين

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2240 - الخميس 23 أكتوبر 2008م الموافق 22 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً