العدد 241 - الأحد 04 مايو 2003م الموافق 02 ربيع الاول 1424هـ

المجنون الطائفي وجنون البقر

جمعية من لا برج لهم (أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين)

حظك يا مرزوق comments [at] alwasatnews.com

جمعية من لا برج لهم
أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين

اتصل مرزوق بأحد الخبراء يستعلم منه عن أوضاع مجنون طائفي ليس له هم في دنياه سوى كراهية فئة معينة أو طائفة معينة، وسأله عما إذا كانت هناك تفسيرات علمية...

الخبير: المجنون شخص مهم في أي مجتمع، فمن خلاله تستطيع معرفة أمور كثيرة.

مرزوق: كيف؟ اشرح؟

الخبير: المجنون أساسا لديه استقلالية في تفكيره واستقلاليته تبعده عن الاعتراف أو الالتزام بأي ضوابط وضعها العقلاء الذين يمثلون الأكثرية في مجتمعاتهم... ولذلك فإن ما يقوله أو يكتبه أو يقوم به يثير الآخرين لأنهم يرونه خارج إطار العقلانية المتفق عليها أساسا للذوق الإنساني.

مرزوق: يعني تقصد أن أهمية المجنون من باب «خالف تعرف»؟

الخبير: نعم، ولكن المجنون نوعان: نوع تضطر إلى إرساله إلى دار المجانين لأنه خرج كثيرا عن إطار العقلانية، ونوع آخر تتحمله لأن وجوده يعطي نوعا من الإثارة التي يحب العقلاء الاطلاع عليها من باب الفضول.

مرزوق: ولكن هناك من يحمل شهادة من دار المجانين بأنه مجنون، والنوع الذي نتحدث عنه لا يحمل شهادة...

الخبير: وهذا ما يجعله نوعية نادرة ومفضلة بالنسبة إلى العقلاء الذين لديهم فضول للاطلاع على الجانب الآخر، عندما يفقد الإنسان توازنه العقلي...

مرزوق: ولكن، هل المجنون يعلم بأنه مجنون؟

الخبير: ليس دائما، البعض إذا كان شبه مجنون يعلم انه مجنون لأنه يعود الى عقله بعض الأحيان.

مرزوق: وهل يمكن للمجنون أن يكون حاقدا؟

الخبير: هناك انفصامات في شخصية بعض المجانين. فجزء منه عاقل وجزء منه حاقد وجزء منه فاقد لتوازنه، وهذه الخلطة تعطيك نموذجا مفضلا للعقلاء الذين يودون الاطلاع على ما يمكن ان يصل إليه حال الإنسان لو أصبح من دون سيطرة عقلية على قواه النفسية والجسدية.

مرزوق: ولكن سمعنا عن جنون البشر وجنون البقر، فما الفرق...؟

الخبير: لا، جنون البقر له علاقة بشيء آخر، هو ان البقرة تصبح مجنونة لأنه تتم تغذيتها بـ «لحم» وهي أساسا خلقها الله لتأكل غير اللحم... وعندما تأكل البقرة اللحم فإنها تصبح حلوبا تعطي الحليب الكثير وحجمها يصبح ضخما، ولكن المسكينة مخها الصغير يختفي وبالتالي فإنها تمشي وتصطدم بالحواجز ولا تعلم أنها حواجز ولا تتراجع عنها، بل تضرب وتضرب حتى تجرح نفسها، وجنونها مبعث للأسى...

مرزوق: ألا تعتقد أن البعض ربما يصاب بحال نفسية تشبه جنون البقر...؟

الخبير: كيف؟ وماذا تقصد؟

مرزوق: نعم، ان الغيبة في الإسلام مثل قيام الأخ بأكل لحم أخيه الميت، والنميمة أسوأ من الغيبة في كثير من الحالات، وبالتالي فإن المجنون الطائفي يأكل لحم اخوته الميتين (كما وصف ذلك الإسلام) وبالتالي يتحول الى حال شبيه بحال جنون البقر...

الخبير: والله أنا ليس لي علم بمثل هذا الوضع الذي تتحدث عنه، ولا أريد أن أناقش أمورا لا أعرفها، وربما أنا بحاجة إلى الاطلاع أكثر على الوضع لأقيم ما تقول... وليس بعيدا الأمر، فهناك مؤشرات على وجود جنون بقر نفسي لمن هو مجنون وحاقد في الوقت نفسه

إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"

العدد 241 - الأحد 04 مايو 2003م الموافق 02 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً