يسود أوساط اللوبي الصهيوني في واشنطن اعتقاد بضرورة عدم الخوض في أية مجابهة حاليا مع البيت الأبيض بشأن الطريقة التي ينوي بها الدفع باتجاه استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية بعد الكشف عن خريطة الطريق الأسبوع الماضي، إذ بدأت حكومة الرئيس جورج بوش جهدا مكثفا للتوصل إلى تسوية بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.

وتقدم خريطة الطريق عناصر قاومتها الحكومة الإسرائيلية طيلة فترة طويلة. ومن المتوقع أن ينشط أنصار الكيان الصهيوني لمنع عدم تقديم الكيان الصهيوني ما يسمى بـ «تنازلات صعبة». ولكن اللوبي الصهيوني يجد نفسه يتراجع هذه الأيام ومترددا في مجابهة ما يصفونه بـ «المحسن» الأميركي لـ «إسرائيل» الذي شن حربا على العراق تخدم في جانب كبير منها «أمن الكيان الصهيوني». وقال الأستاذ في كلية كولومبوس للقانون بالجامعة الكاثوليكية بواشنطن مارشال بريشر والذي كان رجل الإرتباط للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان مع الطائفة اليهودية الأميركية «لا توجد سوى رغبة ضئيلة لمجابهة بوش الآن وهو في أقوى مراحل قوته» وأضاف «إن الطائفة المنظمة لا تريد مجابهة معه مباشرة».

وقالت منظمة اللوبي الصهيوني المعروفة باسم «إيباك» في بيان لها إن خريطة الطريق «قد تقدم فرصة حقيقية للفلسطينيين لكي يقطعوا روابطهم مرة واحدة وإلى الأبد مع الإرهاب، وملاحقة السلام مع جيرانهم الإسرائيليين».

ويقول مراقبون إن مثل هذه الرغبة التي تراعي رغبات الآخرين قد لا تستمر عندما يبدأ الجانبان مساومات صعبة في الأشهر المقبلة. ومع ذلك فإن هذا يظهر مدى قوة الضغط التي يتمتع بها بوش على الأقل في الجولات الأولى من العملية. وتدعو خريطة الطريق إلى تنازلات «جوهرية» من الجانبين في برنامج من ثلاث مراحل تهدف إلى تحقيق تسوية ودولة فلسطينية مستقلة. ويبدأ البرنامج بوقف العمل الفدائي والانتفاضة وتفكيك مجموعات المقاومة. فيما ينتظر من سلطات الاحتلال وقف اعتداءاتها على المدنيين وتفكيك نحو 70 مستوطنة أقيمت في الضفة الغربية بعد شهر مارس/اذار 2001 وتجميد النشاط الاستيطاني الجديد وإعادة الانتشار تدريجيا من مناطق أعادت احتلالها بعد سبتمبر/ايلول 2000 وتخفيف القيود على تنقل الفلسطينيين والعمل داخل الكيان الصهيوني