العدد 2241 - الجمعة 24 أكتوبر 2008م الموافق 23 شوال 1429هـ

«خزعبلات» حتى في الرياضة!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

حين يتخلل الوهم حتى في الأمور الواقعية التي لا تحتمل أن تبنى على «الخزعبلات»، فإن ذلك أقصى درجات الجنون.

دعونا لا نطيل ولندخل في الموضوع مباشرة، فقبل حوالي سبعة أعوام مضت، صعد فريق كرة القدم القريب من القرية إلى دوري الدرجة الأولى، وحينها أصبح الفريق حديث الساعة.

ومن شدة ما سمعنا عن الفريق، وعن امتلاكه مدافع بشرية وحارس مرمى خارق، ومدرب محنك ودقة بدلاء خيالية، شددنا الرحال إلى الملعب الرملي للفريق، وما إن وصلنا حتى تراءى لنا من بعيد الغبار الذي تخلفه أحذية اللاعبين «الغالية» التي اشتراها النادي مكافأة لكل واحد منهم، وكيف لا يكافئون وقد قفزوا إلى الدوري الممتاز بعد سنين عجاف كانوا فيها فريسة لكل الفرق، واستقبلت شباكهم أهدافا غزيرة في كل مباراة، حتى ظن البعض أن مدافعي الفريق لديهم ميول إلى التسجيل، فإن لم تسنح لهم فرصة التسجيل على الخصم اضطروا إلى التسجيل في مرماهم!

على أية حال، انتهى التدريب وكنا ننتظر حديث المدرب في أول تدريب بعد الصعود إلى الممتاز، ولكن بدلا من أن يتلو المدرب خطابا حماسيا جلس اللاعبون على الكراسي، واستخرج سائق الباص «كراتين»، وأحضرها إلى الملعب، واستخرج منها دجاجا لايزال على قيد الحياة! تساءلنا عن الذي سيجري، فهل سيكافأ اللاعبون بدجاجة واحدة، ولكن السائق لم يمهلنا كثيرا فأخذ يمر على رجل كل لاعب ويذبح دجاجة على كل رجل، وتحول لون استراحة الملعب إلى الأحمر وكأننا في سوق اللحم! انتهى العمل وتمت مكافأة سائق الباص بأن حصل على الدجاج، وأظن أني سمعت الإداري يخبره بأن يدفنها بالقرب من الملعب ولكن لم نره يقوم بذلك، وكيف سيدفنها ولديه وجبات مضمونة لعدة أسابيع، فليذهب الفريق إلى الجحيم وخصوصا أنه لم يؤمن بهذه «الخزعبلات»...

كنا نتوقع أن يصعد الفريق إلى مصاف الأندية الكبيرة، ولكن مفعول دم الدجاج لم يأتِ بنتيجة، وبدلا من أن يعدل من اتجاه أرجل اللاعبين لم يعد أي منهم يدل طريق المرمى، حتى أن الحارس المسكين استقبل في ذلك الموسم غلة لا تحصى من الأهداف، فلا أدري أين مكمن ذلك الخلل، هل هو في طريقة الذبح؟ أم أنه في الدجاج الذي لم يتم اختياره بمعايير «الخرفان»؟ أم أن اللاعبين لم يكن لينفع فيهم حتى لو تصدقنا عنهم في اليوم عشر مرات!

نزل الفريق إلى الدرجة الأولى مرة أخرى، وصعد بعد عامين، ولكننا لم نحضر التدريب الأول، وأظن أنهم ذبحوا خرفانا على أرجل اللاعبين ليكون وقع التضحية أكثر في الملعب، ولكنهم نزلوا مرة أخرى!

ولو كانت هذه «الخزعبلات» تنفع، لكنت ذبحت جملا للحصول على وحدة إسكانية، ولذبح البحرينيون غزلانا لتسقط قروضهم ويرتفع حظهم، ولكن ما كان ذلك ليحدث أبدا.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 2241 - الجمعة 24 أكتوبر 2008م الموافق 23 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً