اذا كنت قد اشتريت جهاز كمبيوتر جديدا في العامين الماضين، فلربما سنحت لك الفرصة للحصول على شاشة مسطحة. بإضافة مبلغ مئتي جنيه استرليني، ستحصل على مساحة كبيرة على القرص الصلب لم تكن موجودة سابقا بسبب الشكل الذي يشبه الحوت لشاشتك CRT (التي تعمل بأشعة المهبط).
بالاضافة الى ذلك، فإن جودة الصورة أفضل، كما انه لا يوجد خطر في طباعة الصور على الشاشة (كما يحدث في شاشات CRT وهو الأمر الذي دعا إلى اكتشاف حافظات الشاشة Screensavers)، كما ان وزن هذه الشاشات أقل بكثير (لعدم احتوائها على المغناطيس الالكتروني اللازم لتوجيه شعاع الالكترونات في شاشات CRT)، كما انك لا تواجه أي تشويش للصورة عند طرف الشاشة (وهي نتيجة أخرى للطريقة التي يتم مسح شعاع الالكترونات بها في شاشات CRT من نقطة محددة في زاوية ما). بالاضافة الى ذلك فإنك تحصل على مساحة مشاهدة اكبر من تلك التي تحصل عليها على شاشة بالحجم نفسه الذي يقاس على طول قطر الشاشة في شاشة CRT.
الأمر الذي لن تحبه في شاشات LCD هذه هو سعرها فقط الذي قد يصل الى اضافة مبلغ مئتي جنيه استرليني إلى المبلغ اللازم لشراء شاشات CRT، كذلك لن تحب درجة اضاءة الشاشة إذ ان شاشات LCD لا تشع بمستوى الانارة نفسه الموجود في شاشات CRT.
واذا عرفت متعة استخدام شاشات LCD فستتساءل بالتأكيد عن سبب عدم وجود حماس مشابه لدى مصنعي التلفزيونات لاستخدام هذا النوع من الشاشات. مصنعو التلفزيون يتطلعون الى ما هو أفضل من شاشات LCD وقد بدأوا فعلا بصنع هذه الشاشات ما جعلني أسارع لتجربة تلفزيون باناسونيك TX-51LV1 الذي يبلغ عرض شاشته 15,2 بوصة ويوجد فيه جهاز تشغيل الأقراص DVD. وعلى رغم ان حجم الشاشة قد لا يبدو كبيرا فهو بحجم جهاز التلفزيون الذي أملكه أصلا، في حين ان هناك اجهزة تلفزيون ذات شاشات يصل عرضها الى 40 بوصة وتشغل مساحة كبيرة أكثر مما تشغله بعض قطع الأثاث.
اخبرني احد بائعي الالكترونيات في لندن حديثا بأنه عندما يأتي الزبائن ويشترون احد اجهزة التلفزيون الكبيرة التي تحمل شاشة بلازما (بكلفة تصل الى 3000 جنيه استرليني وما فوق)، فإن الموظفين عادة يسألونهم عن حجم الغرفة التي سيوضع فيها التلفزيون بسبب حدوث الكثير من الحالات التي يشتري فيها الزبون التلفزيون من دون أدنى فكرة عن المكان الذي سيضعه فيه إذ تكون غرفة جلوسه صغيرة، لكنه مع ذلك يدفع المبلغ ويقتني التلفزيون.
لكني لم أواجه هذه المشكلة في جهازي ذي الخمس عشرة بوصة وهو جهاز رشيق وفضي وله قاعدة جميلة قابلة للدوران تمكنك من تحريكه الى الأعلى او الى الأسفل، أو يمكنك أن تعلقه على الحائط. جهاز DVD الموجود فيه لا يحتاج الى قاعدة كما هي الحال في أفضل قرص DVD موجود في اجهزة الكمبيوترات الآن، فالأول يحوي فتحة صغيرة تستخدم لتحميل النظام، وهكذا فلا يجب عليك سوى تحميله بالمعلومات من الجانبين.
ولكن ماذا عن الصورة؟ المقارنة التي عقدتها كشفت لي ان تلفزيون الباناسونيك يقدم صورة أكثر حدة ووضوحا وأقل تشوشا، كما يمكن التحكم في ألوان الصورة وتفاوتها بدقة أكبر من تلك الموجودة في الجهاز نفسه الذي اشتريته منذ عام بحجم الشاشة نفسه ولكنها ليست شاشة عريضة ويبلغ سعره 99 جنيها استرلينيا. كانت زوجتي ترى ان الصور غير جميلة ولم أكن أتفق معها فقد كنت اعتقد انها مضبوطة، ولكنني كنت أصاب بالاحباط عند قراءة اي كلام مكتوب على الشاشة مثلا، خصوصا اذا كنت بعيدا عن الشاشة نوعا ما. أما مع الجهاز الجديد فيبدو الأمر سهلا للغاية ما يعني انني سأتوقف عن الاستسلام للبس نظاراتي لشهر او شهرين على الأقل.
اذا فنحن نحب شاشات LCD، والآن كم تبلغ قيمتها؟ دورة سريعة على الانترنت توضح ان السعر يصل الى 1200 جنيه استرليني. ولكن لماذا هذا المبلغ فنحن نعلم ان جهاز تشغيل DVD لوحده يكلف 200 جنيه استرليني او ما شابه، ولوحة مسطحة بسعة 15 بوصة تكلف حوالي 450 جنيها استرلينيا، ثم لنضيف كلفة جهاز الموالفة في التلفزيون الذي يصل الى 30 جنيها استرلينيا، لكننا لانزال بعيدين عن مبلغ 1200 جنيه حتى مع حساب الأرباح العالية لكل جهاز ولجميع أطراف عملية البيع. في يناير/ كانون الثاني الماضي اعلنت شركة Apple طرحها لشاشات LCD بحجم 20 بوصة بمبلغ 1100 جنيه استرليني (مع حساب الضرائب VAT). ولكن يمكنك تثبيت جهاز موالفة التلفزيون في كمبيوترك ووصله بالشاشة للحصول على شاشة تلفزيون LCD (بمساحة مشاهدة تزيد بنسبة 66 في المئة على تلك الموجودة في شاشات CRT) وبسعر التلفزيون ذي 15 بوصة نفسه، وقد يكون لديك جهاز DVD في كمبيوترك وهكذا ستحصل على هذه الميزة.
اذن فهل تعتبر اجهزة التلفزيون ذات الشاشات المسطحة تجديدا سيغرق المتلهفين على التكنولوجيا؟ طرحت سؤالي هذا على المتحدثة الرسمية لشركة باناسونيك فأجابتني بنبرة جريحة: «انهم يبيعون كعكا حارا ونحن لا نستطيع ان نبقي كعكنا على الرف». لم تكن هذه الاجابة المناسبة لسؤالي طبعا ولكن يذكر ان شركة باناسونيك ليست من بين الشركات ذات الأسعار المرتفعة، فجميع شاشات LCD التي تعرضها في المتاجر يبدأ سعرها من 1000 جنيه استرليني.
ويذكر مدير الانتاج في شركة باناسونيك اندرو دينام ان هناك سببين لوجود اجهزة كمبيوتر بشاشات LCD بأسعار تصل الى مئات الجنيهات، أولا جهاز DVD يضيف مبلغ مئتي جنيه استرليني ولكن هناك اختلافات كثيرة، فقالب التشغيل في التلفزيون مطور لعرض الصور المتحركة، أما اجهزة الكمبيوتر فعادة ما تعرض صورا ساكنة، لكن اجهزة الكمبيوتر تشغل اجهزة DVD على تلفزيونك، إذ يجب عليك حينها ان تصل جهاز التلفزيون بالكمبيوتر، ما يعني انه يجب عليك التضحية بعمر تلفزيونك او بعمر كمبيوترك. والسبب الثاني هو ان اجهزة التلفزيون ذات الشاشة المسطحة، لا توجد بها التخفيضات التي تضعها شركات الكمبيوتر على اجهزة اللاب توب ولا توجد بها عروض الشاشة المسطحة.
من الواضح ان صانعي التلفزيون لديهم وضع خاص، وفيما عدا ذلك فسيكسر احدهم القاعدة ويبيع بمبالغ أقل. الأخبار الجيدة، هي انه اذا شعرت بأنك تستطيع الانتظار لحين عرض شاشات اكبر، فإن الأسعار ستنخفض بتحسين عمليات تصنيع شاشات LCD، وهذا سيجعل اسعارها تنخفض مئات من الجنيهات في فترة أعياد الميلاد - على رغم ان الاقتصاد البطيء يمكن ان يعوق انخفاض الأسعار هذا. العالم ليس مسطحا تماما اذن، ولكن الأمور تسير في هذا الاتجاه.
خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط
العدد 249 - الإثنين 12 مايو 2003م الموافق 10 ربيع الاول 1424هـ