في ذات يوم قررت أن أبحث عن أناس يبتسمون لعلّني في ذلك أبتسم معهم، لطالما بحثت عن الابتسامة في زمن قَلَّ فيه المبتسمون فبينما كنت أمشي على شاطئ البحر لمحت بعض الصيادين فذهبت أتمشى نحوهم علّي أرى الابتسامة على وجوههم، ولاسيما أنهم عائدون من رحلة صيد، فدنوت منهم لعلّي أرى الابتسامة على وجوههم ولكن كما يقال سيماهم في وجوههم، فأدركت في نفسي أن الابتسامة لن تزورهم أبدا ولا بنحو عشرين عاما ربما، فلم أيأس وأخذت أمشي وأبحث عن من يبتسمون إلى أن استوقفني موقف جعلني لا أبتسم وإنما أضحك حينما رأيت قطتين على شاطئ البحر تتشاجران على سمكة مرمية عند الشاطئ، فابتسمت ثم ضحكت، هل تعلم لماذا؟ لأنه حينها أدركت بأن القوي من سيظفر بها، ولكن القوة هنا لا تعني القوة الجسدية، بل تعني الاستفادة من الحيلة، فهل سنرى في هذا الزمن أناسا يبتسمون ونبتسم معهم؟
ر. ع
العدد 2529 - السبت 08 أغسطس 2009م الموافق 16 شعبان 1430هـ