العدد 1583 - الجمعة 05 يناير 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1427هـ

تمخضت «وزارة التربية» فولدت معيارا

من ينظر ويقرأ ويسمع عن جامعة النيلين يعرف أن حياة خريجيها أشبه بالوردة، كل ورقة فيها خيال وكل شوكة فيها واقع ضنك مُرٌّ وأليم، إذ أصبحت حياتنا كحبة القرع كبيرة الشكل مغرية الحجم والكل يريد أن يعرف ما بداخلها، ولكن الصدمة عندما نفتح تلك القرعة ونجدها خالية إلا من بعض البذور، وهذه حياتنا: كبيرة بتخرجنا ولكنها فارغة إلا من لحظات العلم الذي استفدناه ولم نطبقه على أرض الواقع... أما تلك البذور فهي ما تلاحقنا من مشكلات وهموم وسط قعر لجة قسم المعادلات في وزارة التربية، إذ قرار جامعتنا بات يعلوه الغبار والتراب وينسج العنكبوت خطوطه الواهية فوقها!. كم عانينا ومازلنا نعاني ومعاناتنا دخلت عامها الثالث ومازالت معاناتنا حبيسة في أدراج وزارة التربية والتعليم. وبحسب متابعتي اليومية مع مجموعة من الخريجين نرى بعض القرارات تصدر بين الحين والآخر لتسهيل قضية الجامعة، ولكن للأسف ما يحصل في أغلب الأحيان أن هذه القرارات تطبق حين صدورها كحد السيف وبعض مضي أيام قليلة تدخل في سبات عميق، أو من الممكن ألا تدخل حتى حيز التنفيذ وتبقى حبيسة الأدراج. اجتمعنا حديثا مع وكيل التربية الدكتور إبراهيم جناحي لأكثر من مرة وكان هناك عمل جاد من قبل الدكتور فضلا عن الوعود. وفي أحد الاجتماعات تم النقاش عن الشروط والمعايير التي تستند إليها وزارتنا للاعتراف بالشهادات الجامعية، وتم الاختلاف هل هي ستة معاير أم سبعة، فأجبناهم لا يهم فلتكن ثمانية أو تسعة أو عشرة لا يهم الأهم هو المعايير التي تم تطبيقها على الجامعات الأخرى ذاتها يجب أن تطبق على جامعة النيلين حتى لا يُظلم أحد. والطامة وإن شئت سمها الفاجعة الكبرى، حين حظروا بعض الملفات لبعض الجامعات المعترف بها وجدنا أن فقط معيارا واحدا لا غير طبق عليها، والأنجع من ذلك المعيار المطبق لم يتم التأكد من صحته عن طريق المراسلات المتبعة بين وزارة التربية في مملكتنا والجامعة التي طبق عليها ذلك المعيار.

أما عن جامعة النيلين ففي بداية الأمر طبق عليها ما لا يقل عن عشرة معاير من أصل ستة أو سبعة! طبعا هذه المعاير في بداية المطاف، وفي كل شهر يولد لنا معيار أو معياران آخران حتى بلغ عدد المعايير إلى يومنا هذا نيف وعشرين معيارا. وكل المعايير موجودة عند الطلبة الذين مازالوا يترددون على الوزارة في كل يوم. وهذا غيظ من فيض ونقطة في بحر غزير. ويبقى السؤال متى سينتهي مسلسل المعايير؟! وإلى أي عدد من المعايير عندها ستتوقف الوزارة ؟! ولماذا لم ترسل الوزارة خطابا للمعايير المطلوبة دفعة واحدة بدلا من كل شهر معيار أو معيارين؟!

ولماذا جامعة النيلين بالذات؟! وبعد كل هذا وذاك هل سيتمخض الجمل فأرا؟! أسئلة ستبقى - وكمال تعودنا - بلا إجابة ولا حتى صدى!.

شوقي أحمد

العدد 1583 - الجمعة 05 يناير 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً