العدد 1587 - الثلثاء 09 يناير 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1427هـ

لا وجود لـ «مد صفوي» أو «مد هرمزي»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كما تقدم في مقال سابق، فإن بعض من ساءت أعمالهم يحاولون تبرير أفعالهم من خلال الادعاء أنهم ارتكبوا المناكر لأنهم كانوا يتصدون لـ «مد صفوي»، وكما تم التطرق إليه، فإن هذا الحديث الوهمي يدحضه التاريخ من كل جانب، بل إن الوقائع تشير الى عكس مايدعي هذا النفر من الناس، من الذين يعتبرون البحرين «غنيمة» يلتهمونها بأية وسيلة كانت. بعض هؤلاء ليسوا جهلة، وإنما هم يعلمون الأخطاء والمغالطات التي يكررونها، وهم يحسبون أن تكرار مايقولونه هنا أو هناك - ربما - سيغير من التاريخ شيئا. فتعبير «التشيع الصفوي» إنما هو اختراع المفكر الإسلامي الإيراني علي شريعتي، الذي كان يدعو إلى الوحدة الإسلامية وكان يتطرق إلى بعض ممارسات الحكام الصفويين الذين حكموا إيران بين 1501 و1722... والبحرين وقعت تحت الحكم الصفوي بين 1602 و1717، ولكن قبل ذلك كانت البحرين قد وقعت تحت الاستعمار البرتغالي بين 1521 و1602.

وإذا أراد البعض أن يستخدم مصطلحات ويلصقها بواقع أناس يكرههم لأسباب سياسية، فإن عليه أن يلتفت إلى أن الكرة قد تعود عليه. فالتاريخ يخبرنا أن المستعمر البرتغالي احتل هرمز في 1515 وقام بإخضاع حكام هرمز إليه (من سلالة قطب الدين)، وبعد ذلك احتل البحرين في 1521، وقام المستعمر بتعيين حاكم ووزير ومسئولين عليها من هرمز... وبمعنى آخر ، إن الحاكم الهرمزي الذي حكم البحرين في تلك الفترة كان بمصطلح اليوم «عميلا» للمستعمر البرتغالي.

ولكي أختصر ما أود الوصول إليه، فإنني أطلب من دعاة «المد الصفوي» زيارة مسجد «أبورمانة» في قرية دمستان، ليتعرفوا إلى السبب وراء تحويل مرقد هذا الشيخ إلى مزار... فالشيخ الملقب بـ «أبورمانة» عاش في فترة الاحتلال البرتغالي، وكان أن قرر الوزير الهرمزي «اجتثاث» الشيعة من البحرين باستخدام رمانة كتب عليها أسماء الخلفاء، واعتبر تلك الرمانة دليلا على بطلان عقائد الشيعة، وعليه فإن الأمر يستوجب تحويلهم عن عقائدهم بالقوة أو استحلال دمائهم وممتلكاتهم. غير أن الشيخ أحمد (والبعض يقول إن اسمه الشيخ محمد) بن سالم بن عيسى البحراني كشف كيف صنع الوزير قالبا من الطين وكتب فيه ما أراد وألبس ذلك القالب على الرمانة عندما كانت صغيرة، ولما كبرت انطبعت كتابات عليها... وبانكشاف الخدعة بطلت خطة الوزير الهرمزي (العميل للاستعمار البرتغالي بلغة وقتنا الحاضر). فهل يمكن أن نطلق على أدعياء المد الصفوي، أنهم أتباع لـ «مد هرمزي» كان عميلا للاستعمار البرتغالي؟ لا أعتقد أن مثل هذا الحديث يجوز، كما أنه لايجوز استخدام عبارات غادرة أخرى مثل « المد الصفوي» وإسقاطها على هذا النصف من المجتمع البحريني أو ذاك النصف، وخصوصا بعد معرفتنا جميعا أفكارا تدور لدى البعض أصبحوا «مسخرة» للتاريخ الحاضر الذي نمر فيه ونبتلى بمشاهدة مناكرهم التي يستمرون فيها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1587 - الثلثاء 09 يناير 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً