العدد 1591 - السبت 13 يناير 2007م الموافق 23 ذي الحجة 1427هـ

شبكات عنكبوتية... مناهل وجنكل بارات

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد قضية شبكة «الراقصات العربيات الفاضلات»، اللاتي قبض عليهن في كمين أمني بأحد الفنادق، نشرت الصحف قضية «الفنانات الآسيويات الفاضلات» أيضا! إلاّ أن كشف الشبكة الجديدة من شأنه أن يكشف المزيد من خفايا عالم العناكب والجنكل بارات!

وقصتهن لمن لم يطلع عليها باختصار، ان هناك شبكة من 16 آسيويا وآسيوية، قبض عليهن في «جنغل بار»، بتهمة «تأجير الجسد»! المصادر الخبرية تقول ان هناك 4 شبكات، وفي روايةٍ أخرى هناك 7 شبكات، من مختلف الملل والنحل والجنسيات والألوان، تتنافس جميعا تنافسا «شريفا» على كسب الزبائن حسب قوانين العرض والطلب! فإذا كانت تسعيرة اللحم الأزرق في حدود 400 دينار، وتسعيرة اللحم العربي في حدود 250 دينارا، فإن اللحم الآسيوي هو الأرخص في السوق بدرجةٍ غير معقولة: مجرد دينار واحد، بل وأحيانا تصل «حرب الأسعار» إلى التنازل إلى نصف دينار!

إحدى المتهمات (بنغالية، 27 عاما)، استقدمت للعمل خادمة بأحد المنازل، هربت منه للعمل بمنزل عائلة هندية، وهربت ثانية للعمل في فندقٍ بتقديم الخمور لمجاميع «الناهلين»، وعلى الهامش تقوم بالتكسب عن طريق أعمال يُقال إنها «مخلة بالآداب»!

الشبكة «العربية» ضمت ثلاث راقصات عربيات فنانات، كان يشرف عليها عربيان ويسهّل أمورها ثلاثة آسيويين، أما هذه الشبكة فآسيوية بامتياز، مديرها آسيوي، و«الفنانات» آسيويات، وروّادها من الآسيويين من ذوي الدخل المحدود، ولا ندري كيف يعرف الزبائن عن توفّر مثل هذه الخدمة «الرخيصة»، في هذا الفندق أو ذاك،على رغم التكتّم عليها وعدم نشر إعلانات «تجارية» عنها!

بعض المدافعين الأشدّاء عن السياحة «غير النظيفة»، فتسيل قرائحهم كلما أغلق منهلٌ أو مرقصٌ أو ماخور، سيجدون في هذا الخبر حجة تدعّم نظريتهم البديعة في مجال «تنويع مصادر الدخل القومي»، بالقول إن هذه الشبكات العنكبوتية من أفضل الوسائل للحفاظ على النقد من الخروج من البحرين إلى البلدان الأخرى عبر التحويلات الشهرية، فالأفضل أن يتم امتصاص هذه الملايين داخل البلد وإعادة حقنها في شرايين الاقتصاد الوطني، ليزداد قوة وازدهارا ونموا بما يتيح المجال لخلق مزيدٍ من الوظائف للعاطلين، وبناء مزيدٍ من الشوارع والمدارس والمراكز الصحية والمدن الجديدة... وصولا إلى حلّ أزمة السكن!

أفراد هذه الشبكة سيتم تعجيل تقديمهم إلى المحكمة، ربما لأن ظهرهم غير مسنود، في الوقت الذي تنظر المحكمة في قضية شبكةٍ عنكبوتيةٍ أخرى، مكوّنة من 20 آسيوية، اعترفت إحداهن (سريلانكية) انها جاءت للبحرين للعمل خادمة منزلية، وهربت بعد أسبوعين إلى فندق بالمنطقة القديمة من السوق، وتقوم بتقديم «المشروبات الروحية والفكرية والثقافية»! و«التحرّش» بالزبائن جسديا... كل هذه الخدمة المتميزة (فايف ستارز)مقابل 500 فلس!

شذراتٌ متناثرةٌ من قصص آلاف العبيد والإماء اللاتي تقذف بهن قوانين الـ «فري فيزا» في السوق «الليبرالي» كل يوم، يسقطون ضحايا «مافيات» تجارة الرقيق الأبيض والأسمر والأسود، بينما يكون السادة والإقطاعيون في مأمنٍ من العقاب، بل يدعو بعض أصحاب «المناهل» إلى استمرار حملات «مكافحة الفساد الأخلاقي»! المفارقة ان هناك مواطنين يُقدَّمان للمحاكمة صباح اليوم (الأحد)، بتهمة «حيازة مطبوعات» تدعو لتغيير نظم الدولة! في عصرٍ باتت فيه المعلومة متاحة لأطفال الابتدائية، يكفي أن تفتح الحاسوب لتنزيل ما تريد من معلوماتٍ وأسرارِ دولٍ وفضائح حتى كبار المسئولين في البيت الأبيض!

شهران كاملان قضياهما وراء القضبان، مع تمديد السجن شهرا بعد آخر، ورُفض طلب المحامي الإفراج عنهما بأيةِ كفالةٍ تراها المحكمة، بتهمةٍ موروثةٍ من الأيام السوداء الطويلة لقانون وعقلية وانتهاكات وفظائع «أمن الدولة»... ألا يكفي 30 عاما؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1591 - السبت 13 يناير 2007م الموافق 23 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً