قال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة ان «النمو الاقتصادي في مملكة البحرين تباطأ الى ما يزيد قليلا على 6 في المئة في العام الماضي، وانه سيشهد مزيدا من التباطؤ هذا العام». ولم تنشر البحرين بيانات النمو للعام 2006 حتى الآن. وقال الشيخ محمد في مقابلة مع «رويترز» مساء أمس الأول (الخميس) ان «ارتفاع معدل النمو الاقتصادي بشدة في بلد مثل البحرين قدرته محدودة على السيطرة على أسعار الفائدة يمكن أن يسبب مشكلات».

إلى ذلك ناشدت شخصيات بارزة الدول الغنية أمس عدم رفض تقديم تنازلات في محادثات التجارة العالمية التي تواجه خطر نفاد الوقت. وتجمع وزراء التجارة من نحو 30 دولة في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا في محاولة لاستئناف «جولة الدوحة» لمنظمة التجارة العالمية للتفاوض على خفض التعريفات الجمركية والدعم وعوائق تجارية أخرى. وقال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا إن بلاده مستعدة لتقديم تنازلات» وحث أوروبا والولايات المتحدة تحديدا على اتخاذ خطوات كذلك.

من جانبه، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس الجمعة إنه مازال بالإمكان إنقاذ اتفاق التجارة العالمي الذي يهدف إلى مساعدة أكثر دول العالم فقرا، موضحا أن المفاوضات المتوقفة منذ فترة طويلة اكتسبت قوة دفع جديدة. وحضر بلير الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا إذ أصبح مصير ما يطلق عليه جولة الدوحة لمفاوضات التجارة العالمية التي تهدف إلى خفض الدعم موضوعا ساخنا مرة أخرى في حين تقيم دول مجموعة الثماني الوعود التي قطعت العام 2005 لمساعدة إفريقيا. وقال المتحدث باسم بلير إن «دافوس» قد يكون لها دور رئيسي في بعث الحياة مر أخرى في المحادثات التي توقفت بسبب خلافات بين الدول الصناعية والدول النامية بشأن المشاركة في تحمل كلف إلغاء العوائق التجارية.

وقال المتحدث «الناس تفترض أن هذا غير مجد لكن هذا غير صحيح فقد تجدت قوة الدفع ان». وتابع «هناك إدراك أن الاتفاق ممكن إذا كانت هناك إرادة ابرامه. وهناك إدراك أن الناس مستعدة للتحرك على جميع الجبهات إذا كانت جميع اطراف على استعداد للتحرك.» وقال المتحدث إن بلير بحث جولة الدوحة مع الرئيس الأميركي جورج بوش والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل واجتمع مع الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أمس لبحث سبل إحراز تقدم قبيل حضور اجتماع عالمي لوزراء التجارة. وأضاف المتحدث «أبدت الاطراف مرونة لكن يتعين تحويل ذلك إلى حقيقة واقعة فيما يتعلق بالقطاعات المختلفة. المهم هو ان تتابع الأطراف الأمر».

وكانت جولة محادثات الدوحة التي سميت باسم العاصمة القطرية التي انطلقت منها في العام 2001 قد علقت في يوليو/ تموز الماضي وسط خلاف بين الولايات المتحدة وأوروبا والدول النامية بقيادة البرازيل بشأن إصلاح التجارة الزراعية. ويقول خبراء إنه يتعين تحقيق انفراجة خلال أشهر القليلة المقبلة حتى يجدد المشرعون الاميركيون السلطات التفاوضية الممنوحة إدارة بوش والتي يحل أجلها في يوليو المقبل. ومن دون ذلك قد تتعطل المحادثات لسنوات او تنهار ما يهدد هدفها المتمثل في تعزيز الاقتصاد العالمي والحد من الفقر.

وكان لحضور وزير الخزانة البريطاني، غوردون براون، أثر واضح وذلك لان الأكثرية يتوقعون تسلمه رئاسة الوزراء البريطانية بعد عدة أشهر، حيث يتوقع ان يتنازل طوني بلير عن زعامة حزب العمال البريطاني. وفي مداخلته، قال بروان «ان ثورة الانترنت خلقت تحديات لانظير لها من قبل، وان على السياسيين وأصحاب الأعمال مواجهة هذه التحديات، خصوصا ان العالم لم يعد يدار بطريقة سرية، وان الغرف المغلقة أصبحت اسلوبا غير نافع لقيادة العالم، وهذا يتطالب مشاركة أكبر في صنع القرار».

من جهته وجه الرئيس البرازيلي نداء إلى الدول الغنية لخفض دعمها للمزارعين في اليوم الثالث للمنتدى الذي خصص في معظمه للوضع في الدول النامية. وقال الرئيس البرازيلي «على الولايات المتحدة أن تخفض مساعداتها وعلى الاتحاد الأوروبي أن يخفض مساعداته للمزارعين وان يفتح أسواقه بشكل اكبر»، في إشارة إلى مفاوضات مقررة بهدف التوصل إلى اتفاق عام بخفض الرسوم الجمركية في المنظمة العالمية للتجارة.

وأضاف دا سيلفا «نريد إرسال إشارة الى الدول الأشد فقرا وان نقول لها انها ستحصل على فرصة في القرن الحادي والعشرين».

وبعد أن تطرق إلى النمو العالمي والتغييرات المناخية والوضع في الشرق الأوسط والأدنى، ركز البرنامج الرسمي للمنتدى في دافوس أمس على الآفاق المتاحة أمام الدول الفقيرة.

إلى جانب ذلك، يتناول المنتدى الذي يضم 2400 شخصية بينها 800 رئيس مؤسسة، أيضا عالم الأعمال مع ورش عمل عن الرأسمال المضارب أو أسواق المنتجات الفرعية في حين تتواصل اجتماعات الأعمال في ردهات وفنادق المنتجع السويسري. وتطرق الملياردير الأميركي بيل غيتس الذي يشارك سنويا في هذا اللقاء الجامع للنخبة السياسية والاقتصادية في العالم، كما في كل عام، إلى نشاطه الخيري من خلال تقديم نتائج حملات تلقيح يقوم بها التحالف العالمي للقاحات والمناعة بتمويل جزئي من مؤسسته. وقال ان التحالف تولى تلقيح 138 مليون طفل إفريقي ضد الكثير من الأمراض وذلك منذ إنشائه في دافوس العام 2000، مقدرا عدد الأرواح التي أنقذها بـ 2.3 مليون شخص.

وكانت إفريقيا حاضرة بقوة أمس في دافوس مع اجتماع الرئيسة الليبيرية الين جونسون سيرليف ورئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وبيل غيتس والمغني الايرلندي بونو، معا على منصته.

وعلاوة على دعوته إلى اتفاق تجاري داعم للدول الفقيرة، دعا الرئيس البرازيلي المستثمرين الغربيين إلى استلهام النموذج البرازيلي من خلال تشجيع إنتاج المحروقات غير الملوثة من اجل الدفع بالتنمية مع احترام البيئة. وأوضح دا سيلفا أن البرنامج البرازيلي «يمكن ان يعطي مثالا للدول الغنية حتى تمول (برنامجا شبيها) في الدول الإفريقية ودول أميركا الوسطى».

وتم في اليومين الأولين من المنتدى التداول بشكل واسع في محوري إنتاج الطاقة واستهلاكها من جهة ومكافحة الاحتباس الحراري من جهة أخرى. ويتوقع أن يلقي الرئيس المكسيكي الجديد فيليب كالديرون الذي بدأ الخميس في ألمانيا جولة أوروبية ، كلمة في المنتدى. في المقابل، الغيت زيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الى دافوس بسبب تطورات الوضع في لبنان.

غيتس يجتمع مع لامي

عقد بيل غيتس اجتماعا خاصا مع رئيس منظمة التجارة العالمية باسكال لامي أمس الأول (الخميس) في دافوس وسط تزايد القلق بين كبار مسئولي قطاع الأعمال إزاء الجمود الذي يعتري جولة الدوحة من المحادثات التجارية.

وأكد مؤسس شركة مايكروسوفت أنه اجتمع مع لامي، ولكنه لم يوضح الأمور التي تناولتها المحادثات. وقال للصحافيين على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي: «تحدثنا وهذا كل ما في الأمر».

وجاء الاجتماع مع تزايد صراحة رجال الأعمال في الحديث عن الخطر من انهيار الجولة التجارية تماما. وقال 15 من كبار قادة قطاع الأعمال في بيان في «دافوس» في وقت سابق: «نحن متفقون في قلقنا من أن الفشل في استئناف مناقشات جولة الدوحة فورا واختتامها خلال الأشهر الستة المقبلة سيسبب ضررا بالغا للمجتمع الدولي».