العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ

الشباب والبطالة

البطالة مشكلة اقتصادية، كما هي مشكلة نفسية، واجتماعية، وامنية، وسياسية، وجيل الشباب هو جيل العمل والإنتاج، لانه جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة. فالشباب يفكر في بناء أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، بالاعتماد على نفسه، من خلال العمل والإنتاج، لاسيما ذوي الكفاءات والخريجين الذين أمضوا الشطر المهم من حياتهم في الدراسة والتخصص، واكتساب الخبرات العملية، إلا أن عشرات الملايين من الشباب يعانون من البطالة بسبب نقص التأهيل وعدم توافر الخبرات لديهم، لتدني مستوى تعليمهم وإعدادهم من قبل حكوماتهم أو أولياء أمورهم.

وتؤكد الإحصاءات أن هناك عشرات الملايين من العاطلين عن العمل في كل أنحاء العالم من جيل الشباب، وبالتالي يعانون من الفقر والحاجة والحرمان، وتخلف أوضاعهم الصحية، أو تأخرهم عن الزواج وتكوين الأسرة، او عجزهم عن تحمل مسئولية أسرهم، وتفيد الإحصاءات العلمية أن للبطالة آثارها السيئة على الصحة النفسية، كما أن لها آثارها على الصحة الجسدية... فنجد نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل يفتقدون تقدير الذات، ويشعرون بالفشل، وأنها أقل من غيرها، كما وجدت أن نسبة منها يسيطر عليها الملل، وأن يقظتها العقلية والجسمية منخفضة، وأن البطالة تعوق عملية النمو النفسي بالنسبة إلى الشباب الذين مازالوا في مرحلة النمو النفسي. كما نجد أن القلق والكآبة وعدم الاستقرار تزداد بين العاطلين، بل يمتد التأثير النفسي إلى الزوجات، إذ ان هذه الحالات النفسية تنعكس سلبيا على العلاقات بالزوجة والأبناء فتزداد المشكلات العائلية، وعند الأشخاص الذين يفتقدون الوازع الديني، يقدم البعض منهم على شرب الخمور، بل وجد أن 69 في المئة ممن يقدمون على الانتحار، هم من العاطلين عن العمل نتيجة للتوتر النفسي، تزداد نسبة الجريمة - كالقتل والاعتداء - بين هؤلاء العاطلين. ومن مشكلات البطالة أيضا هي مشكلة الهجرة، وترك الأهل والاوطان التي لها آثارها ونتائجها السلبية، كما لها آثارها الإيجابية، والسبب الأساسي في هذه المشكلات بين العاطلين عن العمل، هو الافتقار إلى المال، وعدم توافره لسد الحاجة.إن تعطيل الطاقة الجسدية بسبب الفراغ، لاسيما بين الشباب الممتلئ طاقة وحيوية، ولا يجد المجال لتصريف تلك الطاقة، يؤدي إلى ارتداد تلك الطاقة عليه لتهدمه نفسيا، مسببة له مشكلات كثيرة وتتحول البطالة في كثير من بلدان العالم إلى مشكلات أساسية معقدة، ربما أطاحت ببعض الحكومات، فحالات التظاهر والعنف والانتقام توجه ضد الحكام وأصحاب رؤوس الأموال، فهم المسئولون في نظر العاطلين عن مشكلة البطالة لذلك اطالب في نهاية مقالي هذا بوجود حل سريع لهذا الوباء.

رشا تلفت

العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً