العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ

حرب عالمية ثالثة!

على رغم كثرة وتنوع الحروب والمجازر حتى الحروب الكلامية حولنا في عالمنا العربي، فإننا أصبحنا نألف مسمى «الحرب» في كل وسائلنا الإعلامية، وبات هذا المفهوم لا يفارق ذاكرة الإنسان العربي تحديدا، وتجرنا أسباب قيام أية حرب إلى طبيعة النفس البشرية في التمرد على الواقع والمطالبة بتغيير الوضع وعدم الرضا بمسلّمات وتقلبات الزمن.

تلك كانت مقدمة لوصف الحرب، ولكنني سأتحدث عن حرب من نوع آخر ستجرى تفاصيلها في البحرين، حرب لن تحتوي على الأسلحة ولا خسائر في الأرواح والممتلكات ولن تكون سياسية بل إنها حرب اقتصادية في المقام الأول!

أعلم أنكم لم تتعودوا بعد على حروب اقتصادية ولم يألفها المواطن العربي والبحريني تحديدا، ولكن انتشار ظاهرة غلاء الأسعار - سواءٌ أكان في السلع أم المنتجات الاستهلاكية - والزيادة في أسعار البناء وكل الخدمات حولنا ستؤدي إلى تحشيد القوى الوطنية لشن حرب عالمية ثالثة وخصوصا مع تدني رواتب وأجور هؤلاء المستهلكين ألا وهم (المواطنون) طبعا...

كانت البداية بارتفاع أسعار الخضراوات والفواكه، حتى إني أثناء تجوالي في ردهات السوبرماركت خلال شهر رمضان المبارك قمت أقلِّب الأفكار في رأسي، هل هنالك من سيضطر إلى الاستغناء عن طهو الخضراوات ومزجها مع الطبق الرئيسي (الثريد)؟ وهل هنالك من سيستغني عن طبق السلطة في ظل هذا الارتفاع الجنوني؟ هذا إذا وضعنا في الاعتبار أننا سنضع هذه الأطباق على مائدة الطعام يوميا، فكم ستكون موازنة الخضراوات لوحدها في شهر واحد باعتبار هذا الارتفاع؟

وإذا انتقلنا إلى زيادة أسعار البناء التي ارتفعت بحسب آخر الإحصاءات إلى نسبة 60 في المئة، فماذا سيفعل ذو الدخل المحدود إذا أراد يوما أن يبني له ملحقا ولو بسيطا أو قرر أحد شبابنا بناء عش زوجية بسيط؟ هل سيبقى أمد الدهر يسدد ديون هذا البناء؟ وماذا لو كانت هذه المواد مغشوشة ولا تصلح لتقلبات جو البحرين أصلا؟ أيجدر به أن يتراجع - ربما - عن هذه الفكرة فيعيش بلا سلطة ولا ثريد ولا ملحق بسيط؟

كما يجدر في الوقت نفسه أن يراجع التجار حساباتهم وعلى عاتق غرفة تجارة وصناعة البحرين تقع المسئولية الأكبر، وإلا فإن حربا عالمية بعيدةَ المدى سنشهدها يوما ما، حينها سيكون مع هؤلاء المواطنين الحق كل الحق في شنها!

وأنتم أيها القراء... ماذا عن مائدة غدائكم هذا اليوم؟ هل تحنون أيضا إلى وجود طبق سلطة أو فواكه عليها؟

زهرة إبراهيم

طالبة - تخصص إعلام في جامعة البحرين

العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً