العدد 1611 - الجمعة 02 فبراير 2007م الموافق 14 محرم 1428هـ

الحجيري و«اغتراب» لمرتين!

يبدو أنّ المخرج الفذ محمد الحجيري وفي مسرحيته «اغتراب» المزمع بدء عرضها في الخامس عشر من شهر فبراير/ شباط المقبل في قرية بوري، سيعيش لحظة «اغتراب» مرتين! فالمسرحية التي تحكي قصة اغتراب سفير الإمام الحسين (ع) مسلم بن عقيل تعدت لتشمل اغترابا آخر للمخرج الحجيري يظهر أنّه اغتراب وسط أعراف وتقاليد عنجهية!

فالجديد في المسرحية أنّ دور المرأة العظيمة التي آوت مسلم بن عقيل هي امرأة هذه المرة وليست رجلا، إلا أنّ هذه الفكرة المستحدثة والرائعة - إن جاز التعبير - تصطدم بأفكار رجعية في أوساط القرية ترفض أن تكون المرأة جزءا من مسرحية باقي طاقمها من الرجال، ومشاهديها أيضا.

ولا أدري ما التبرير الذي ساقه هؤلاء في موقفهم المعارض؛ إذ لا أرى أن هنالك فرقا بين أن يجسد دور امرأة رجل أو أن تقوم بالدور المرأة نفسها، سوى أن المرأة هي الأجدر والأقرب لإجادة دور امرأة!

المشكلة أن هؤلاء القوم أوقعوا الحجيري في مشكلة كبيرة من شأنها أن تفسد عرض المسرحية ،وهو الذي لم يعرف للآن كيف سيخبر طوعة «الملاية أم سلمان» أنها في الحقيقة «غير مرغوب فيها». الموقف الذي وضِعَ فيه الحجيري أرغمه على التفكير بأن يجعل طوعة رجلا في بوري فقط لتكون «أم سلمان» في بقية المناطق التي ستشهد «اغتراب»!

أنا أوجه سؤالا من هنا لهؤلاء الناس، ما الذي يمنع أن تكون المرأة جزءا من مسرحية سامية الهدف إذا كان ذلك في حدود الشرع - والذي يتذرع به أغلبكم - وخادما للعمل المراد القيام به؟

أعتقد أن بعض الأفكار لديكم بحاجة لإعادة تصنيع؛ فإذا كنتم معارضين لهذه الفكرة فأرى أنكم يجب أن تكونوا معارضين أيضا لجميع المسلسلات الإسلامية في إيران - التي تمثل قدوتكم الدينية - أمثال مسلسل الإمام علي (ع) ،وغريب طوس، ومريم المقدسة ،وغيرها من المسلسلات التي تمثل المرأة جزءا أساسيا فيها.

العدد 1611 - الجمعة 02 فبراير 2007م الموافق 14 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً