اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية بقيادة المفتش العام موشيه كرادي الحرم القدسي بعد صلاة الجمعة أمس واعتدت على المصلين فيه بإطلاق القنابل الصوتية والمسيلة للدموع ما أدى إلى اندلاع صدامات عنيفة أوقعت 20 جريحا فلسطينيا، في اليوم الذي أعلنه قاضي قضاة فلسطين تيسير التميمي «يوم غضب» للتنديد بحفريات إسرائيلية قرب ثالث الحرمين وأولى القبلتين. وقالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية إن 35 شخصا أصيبوا بجروح 20 فلسطينيا و15 من عناصر الشرطة الإسرائيلية، جروح معظمهم طفيفة. واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 17 فلسطينيا اشتبهت في مشاركتهم في رشقها بالحجارة.
وقال شهود عيان إن عناصر الشرطة الإسرائيلية المرتدين الخوذات والمحتمين بدروع، دخلوا باحة المسجد الأقصى فور انتهاء صلاة الجمعة وأطلقوا قنابل صوتية وقنابل مسيلة للدموع لتفريق المصلين قبل انطلاق الاحتجاجات. واحتمى الكثير من المصلين من الطلقات والغاز المسيل للدموع داخل المسجد في حين احتمت النساء بقبة الصخرة المشرفة وسط صيحات الهلع. ثم استطاع المصلون مغادرة باحة المسجد بلا مشكلات عقب تفاهم حدث بين الشرطة وممثلي هيئة الوقف الإسلامي.
وكانت الشرطة الإسرائيلية أخلت حائط البراق (المبكى) الواقع على أسفل الحرم القدسي من اليهود.
إلى ذلك، اندلعت مواجهات في الكثير من مداخل مدينة القدس القديمة بين عناصر الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين كانت السلطات الإسرائيلية منعتهم من التوجه إلى المسجد الأقصى. ولم تسمح السلطات الإسرائيلية إلا للفلسطينيين الذين تفوق أعمارهم الـ 45 عاما والحائزين بطاقات هوية إسرائيلية بالإضافة إلى النساء بدخول المسجد للصلاة. وشهدت مدينة الخليل في الضفة الغربية وأيضا الحاجز العسكري في قلنديا بين القدس المحتلة ورام الله تظاهرات احتجاج.
وكانت «إسرائيل» بدأت الثلثاء الماضي حفريات قرب باحة الأقصى قالت إنها ترمي لتنفيذ عملية ترميم في حين اعتبرت دائرة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية أن هذه الأشغال تهدد أساسات المسجد. وأثار ذلك احتجاجات لدى الفلسطينيين وفي العالم العربي الإسلامي فيما شجب مفتي القدس الشيخ محمد حسين بشدة في خطبة الجمعة أعمال الحفريات الإسرائيلية منددا بسياسة «تهويد القدس» ودعا المسلمين في العالم إلى «حماية» القسم الفلسطيني المحتل من المدينة والحرم القدسي.
من جهته، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس «تعسف سلطات الاحتلال» الإسرائيلية. وقال للصحافيين في مكة المكرمة إن الأعمال التي تقوم بها «إسرائيل» عند باب المغاربة هي «إجراءات اعتدائية ولا يملك شعبنا إلا أن يقف صفا واحدا ضد هذه الإجراءات».
العدد 1618 - الجمعة 09 فبراير 2007م الموافق 21 محرم 1428هـ