العدد 1627 - الأحد 18 فبراير 2007م الموافق 30 محرم 1428هـ

الصراع العربي الإسرائيلي... الحل في لعبة!

واشنطن - إسلام أون لاين.نت 

18 فبراير 2007

مجموعة من النشطاء الفلسطينيين تنفذ عملية داخل «إسرائيل» بمهاجمة حافلة للركاب... رئيس الوزراء الإسرائيلي يستشيط غضبا ويعلن تعليق المحادثات التي بدأت لتوها تحرز تقدما مع الجانب الفلسطيني، ويتوعد برد قاس على العملية التي خلفت عددا من القتلى والجرحى. الرئيس الفلسطيني يسعى بالمقابل لاحتواء الموقف على الصعيد الإقليمي والدولي بإدانة العملية، ووصفها بأنها «إرهابية».

هذه الحوادث المتلاحقة ليست سردا لوقائع فعلية، وإنما أحد السيناريوهات التي تطرحها لعبة فيديو جديدة تحمل اسم «بيس ميك» أو «صنع السلام»، وتهدف إلى إحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط من خلال إيجاد حل «افتراضي» للصراع الفلسطيني الإسرائيلي القائم منذ عقود وعلى خلفية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وينطلق الحل الذي تقدمه هذه اللعبة من التصور الغربي للصراع.

وعن الهدف من «بيس ميكر» تحدث الأميركي إريك براون (30 عاما)، أحد مصممي اللعبة لوكالة الأنباء الفرنسية بقوله: «نريد أن نثبت أن في وسع لعبة فيديو الاهتمام بمشكلات اجتماعية وسياسية، فالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هو بالتأكيد مسألة تهم الكثير من الناس في العالم بأسره».

وأضاف براون «لا ندعي أننا نصنع خريطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط، لكننا نأمل فقط أن يعي كل من يلعب هذه اللعبة أن هناك مشكلات يجب أن تؤخذ في الاعتبار لكلا الطرفين. نحن نعرض فكرة بسيطة مفادها أنه يمكن تحقيق تقدم، على الأقل في عالمنا نحن، عالم الألعاب».

وخريطة الطريق هي خطة مرحلية للسلام طرحتها في العام 2003 اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا)، وكان يفترض أن تقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة في 2005 لكنها لم تر النور.

براون، الذي ابتكر اللعبة بالتعاون مع آسي بوراك (35 عاما) الضابط السابق بالمخابرات الإسرائيلية (موساد»، اعتبر أنه يمكن للقادة السياسيين الإسرائيليين والفلسطينيين أن يستلهموا من اللعبة، ويدركوا أنه يتحتم عليهم في نهاية المطاف تقديم «تنازلات متبادلة»، بحسب تقديره.

«بيس ميك»

«بيس ميكر»، التي عُرضت بنجاح الشهر الماضي على هامش مهرجان «صن دانس» للأفلام بالولايات المتحدة، تتوافر في نسخ بالإنجليزية والعربية والعبرية بسعر 20 دولارا للواحدة.

ويختار اللاعب «صانع السلام» بين دور الرئيس الفلسطيني أو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويصبح بإمكانه الاستعانة برأي مستشاريه قبل اتخاذ أي قرار، إذ يتوجب عليه أثناء اللعب إيجاد مخرج سياسي من مواقف وأحداث معقدة وحساسة، بالإضافة إلى محاولة تجنيب عملية السلام التعرض لمزيد من الخطر.

ويتاح للاعب أن يختار مستوى من 3 مستويات: «هدوء، توتر، عنف»، والتي من خلالها يتم تنظيم تتابع الحوادث التي من المتوقع أن يتعامل معها «صانع السلام» كقائد.

انعكاس لمفهوم الغرب للصراع

وتنطلق اللعبة من المفهوم الغربي للصراع العربي الإسرائيلي المؤيد بوجه عام لتسوية سلمية إسرائيلية فلسطينية مقبولة من الجانبين، إذ تتضمن تقارير مصورة من الواقع، وتعرض خرائط لـ»إسرائيل» والضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلى توفير قائمة بعدد من المواقف السياسية والإنسانية والعسكرية، غير أنها لا تتحدث صراحة عن الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما فيها القدس الشرقية.

ويكسب اللاعبون نقاطا إضافية وفقا لتجاوبهم مع أوضاع تترتب عليها انعكاسات محلية ودولية على حد سواء. فعلى سبيل المثال، يستطيع من يختار دور الرئيس الفلسطيني أن يكسب نقاطا من خلال القيام بتحركٍ ما يتاح أمامه من أجل إحلال السلام، أو إيجاد تسويات ترضي الطرفين، أو إنشاء بنى تحتية، أو إقامة محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. والهدف النهائي لكل لاعب يكمن في إيجاد حل دائم للنزاع والفوز بجائزة نوبل للسلام قبل انتهاء ولايته في اللعبة التي يمكن أن تستغرق 6 ساعات.

اللعبة الأولى

ولاقت اللعبة إشادة من جمعية «ألعاب من أجل التغيير» التي لا تهدف إلى تحقيق الربح وتساند ابتكار ألعاب فيديو تتناول مسائل اجتماعية وقضايا مطروحة في العالم. وقالت سوزان سيجرمان رئيسة الجمعية: «رأينا خلال السنتين الماضيتين الكثير من الألعاب الجديدة التي تركز على مشكلات اجتماعية، لكن هذه اللعبة هي الأولى التي أخذتها صناعة الألعاب التجارية على محمل الجد».

واعتبرت سيجرمان أن «نقطة القوة في هذه اللعبة تكمن في إثارة اهتمام الشبان والجيل المقبل من السياسيين والقادة...وسيكون الأمر رائعا إذا اهتم البالغون اليوم بهذه اللعبة».

وخلال السنتين الماضيتين ابتكرت ألعاب أخرى على نفس النمط، منها «دارفور تموت» التي تناولت الوضع في إقليم دارفور غرب السودان، و»قوة الغذاء» التي أطلقتها الأمم المتحدة للتوعية بمشكلة الجوع في العالم.

العدد 1627 - الأحد 18 فبراير 2007م الموافق 30 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً