العدد 1630 - الأربعاء 21 فبراير 2007م الموافق 03 صفر 1428هـ

العلاقة المعقدة بين الـ«يونيفيل» وسكان جنوب لبنان

بين تعرض دوريات لـ «اليونيفيل» للرشق بالحجارة، ومنع فريق طبي تابع لهذه القوة الدولية من العمل في هذه القرية أو تلك تبدو العلاقة معقدة بين هذه القوة والسكّان وبالتالي بينها وبين حزب الله الأقوى نفوذا في الجنوب.

الطرفان الأساسيان المعنيان بهذه الإشكالات أي القوة الدولية العاملة في الجنوب الـ (يونيفيل) وحزب الله يتعاطيان بحذر شديد مع الموضوع. مسئول كبير في حزب الله في الجنوب قال ردا على سؤال بشأن هذه الحوادث: «لا تعليق لدينا كحزب على الموضوع»، في حين أن الـ «يونيفيل» تقلل من أهمية هذه الإشكالات وتؤكد أنها «عابرة» وأن علاقة القوة مع الجميع جيّدة.

رئيس بلدية صور (80 كلم جنوب بيروت) عبدالمحسن الحسيني القريب من حركة أمل قال: «مهمة هذه القوة ليست تفتيش البيوت ولا التفتيش عن السلاح» موضحا أن جنودا من الـ «يونيفيل» «ضبطوا كمية من السلاح في وادي زبقين قبل شهرين من دون الرجوع إلى الجيش اللبناني وهذا لا يدخل في نطاق عملهم». وعرض رئيس بلدية صور رسالتين وجههما إلى قائد القوة كلاوديو غراسيانو. الأولى بتاريخ 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2006 تطالب بـ «عدم تسيير آليات ثقيلة على الطرقات العامة ؛لأنها تؤثرعلى الطرقات وتنعكس على نفسيات السكان وحالتهم الإنسانية» والثانية بتاريخ 16 ديسمبر/ كانون الأول 2006 تشكو «من قيام دبابتين عائدتين للقوات الإيطالية بدورية في بلدة «عيتيت» بسرعة فائقة ما يشكل خطرا على سلامة المواطنين والمارة». ويؤكد الحسيني أن قوة الـ «يونيفيل» «تجاوبت» مع هذه الشكاوى. وعن تعرض بعض الدوريات للرشق بالحجارة يقول الحسيني: إن هذه الأعمال «من فعل فتيان قد يكون شخص متزمت ملتح وراءهم» من دون تقديم مزيد من الإيضاحات.

في بلدة «مارون الرأس» الملاصقة للحدود مع «إسرائيل» في قضاء بنت جبيل يروي رئيس البلدية مصطفى عليوان الإشكال الذي وقع مع فريق طبي فرنسي. ويقول: إن هذا الفريق «حضر إلى البلدة صباح الإثنين وبدأ العمل من دون أي اتصال مع البلدية» فأوضح لهم أنهم لا يمكنهم العمل من «دون المرور بالمسئولين في البلدية لتنسيق كل أوجه العمل معهم من مواعيد ومكان» مضيفا «عندها غادروا المكان». ولا يخفي رئيس البلدية غضبه على قوة الـ «يونيفيل» معتبرا «أنها ضخمت الخبر وأوعزت إلى وسائل الإعلام بنشره» وطالبها بإصدار توضيح. وبالفعل سارعت الـ «يونيفيل» إلى التوضيح في بيان أمس الأول أن الحادث وقع «نتيجة سوء تنسيق في التوقيت نأمل حله في أسرع وقت.

أما زينب -وهي سيدة في العشرينات من العمر- فقد كانت في مجل تجاري صغير في «مارون الرأس»، وقالت بحدة غداة الإشكال «نحن لسنا بحاجة إليهم (القوة الدولية) لدينا المؤسسات الطبية التابعة للحزب، وليعودوا من حيث أتوا (...) إنهم يخيفون أولادنا بضجيج آلياتهم خصوصا خلال الليل ويذكروننا بالآليات الإسرائيلية».

وتختلف اللهجة بين قرية وأخرى عند الكلام عن نشاط الـ «يونيفيل». ويوضح الكثيرمن السكان أن الانفتاح على الـ «يونيفيل» يظهر أقوى في القرى التي تسيطرعليها حركة أمل منه في القرى التي يهيمن عليها حزب الله خصوصا عبر البلديات.

في بلدة الغندورية في قضاء بنت جبيل يعمل فريق طبي فرنسي من الـ «يونيفيل» يومين في الأسبوع من دون أية مشكلات. ويقول رئيس البلدية محمد نادر: «نحن ممتنون جدا لهذا الفريق الذي يعاين يوميا نحو أربعين مريضا ويقدم الأدوية مجانا».

وعن ما إذا كانت هناك حساسية تجاه القوة الفرنسية بسبب موقف الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يعد مؤيدا للأكثرية النيابية قال رئيس البلدية :»ما علاقتي أنا كرئيس بلدية بشيراك وبسياسته؟ أنا لا أعرفه، وما يهمني هو هذه المساعدة الطبية للبلدة المهمة جدا لنا بعد الحرب الأخيرة».

من جهته، قلل المتحدث باسم الـ «يونيفيل» ميلوش شتروغر من أهمية الحوادث التي تعترض عمل القوة الدولية.

وقال: «إننا نسير يوميا نحو 300 دورية ونقدم يوميا خدمات طبية واجتماعية وإنسانية، وإذا أخذنا في الاعتبار هذا العمل اليومي الضخم وقارناه برمي حجارة على دورية أو خلاف بين فريق طبي وبلدية إحدى القرى، تصبح هذه الحوادث غير ذات أهمية».

أ ف ب

العدد 1630 - الأربعاء 21 فبراير 2007م الموافق 03 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً