العدد 1637 - الأربعاء 28 فبراير 2007م الموافق 10 صفر 1428هـ

محترفون بالجملة

كاظم عبدالله comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نشطت حركة الطيران في مملكة البحرين خلال الأيام القليلة الماضية وتحديدا منذ فتح باب فترة تسجيل اللاعبين الثانية في كشوفات اتحاد كرة القدم، إذ تسابقت الأندية الصغيرة والكبيرة على جلب أفواج من اللاعبين من إفريقيا وأوروبا والبرازيل من أجل تجربتهم والوقوف على مستوياتهم واختيار الأفضل منهم للتعاقد معه.

مسكينة هي أنديتنا التي تصرف أموالا كثيرا من أجل الحصول على خدمات أنصاف اللاعبين، في الوقت الذي تزخر فيه قرى ومدن البحرين بالمواهب التي تحتاج إلى من يكتشفها، ويعطيها الاهتمام والرعاية وصقل تلك المواهب حتى تبدع وتعلن عن نفسها.

خلال الأيام الماضية شاهدنا الأندية في تسابق مستمر على جلب اللاعبين لتجربتهم، وبعضهم يجلب أكثر من لاعب دفعة واحدة ويصرف عليهم أموالا كثيرا خلال فترة وجودهم في البحرين للتجربة، وقد لا يعجبه أيا منهم فيحضر مجموعة أخرى ويقوم بتجربتهم وهكذا حتى يحصل على لاعب واحد يقتنع به بعد أن يكون صرف آلاف الدنانير على التجارب.

وللأسف فحتى الأندية الصغيرة وغير المقتدرة ماديا بدأت تدخل في هذا السباق الذي يستنزف موازنتها المتواضعة، ما يسبب مشكلات مادية كبيرة لتلك الأندية إذ تتأخر بعد ذلك في صرف رواتب اللاعبين المحترفين والمدربين ولا تتمكن بعد ذلك من أن توفر احتياجات الفريق، وكذلك احتياجات فرق الألعاب الأخرى.

وفي اعتقادي أن هذه الأندية لو اقتنعت بالمواهب التي تمتلكها والمواهب المدفونة في القرى والمدن، وعملت على اكتشافها وإعطائها الفرصة فإنها ستجني الكثير من الفائدة، لأن مستوى اللاعبين البحرينيين يفوق بكثير اللاعبين المحترفين الذين تعاقدت معهم الأندية.

وفي هذا الإطار، أود أن أشيد بالخطوة التي قام بها مدرب سترة الوطني موسى حبيب عندما طعم فريقه بعدد من اللاعبين البحرينيين من قرى البحرين غير المسجلين في كشوفات الاتحاد، لكنه اكتشف موهبتهم من خلال متابعته لهم في الدورات الصيفية، وسعى إلى ضمهم في صفوف فريقه.

وفي كلمة تنم عن نظرته المستقبيلة الجيدة، قال موسى حبيب إنه يستطيع أن يشكل منتخبا آخر من اللاعبين الموجودين في القرى والمدن البحرينية غير المسجلين في كشوفات الأندية المنضوية تحت مظلة اتحاد الكرة، وهذا الكلام لم يذكره المدرب الوطني موسى حبيب اعتباطا وإنما من خلال وجهة نظره الفنية العارفة بمؤهلات اللاعبين وإمكاناتهم، كما أنه شاهد اللاعبين عن قرب واقتنع بمستوياتهم ولم يكلفه ذلك صرف الكثير من الأموال كما يحدث عند جلب اللاعبين الأفارقة، وذلك من خلال إشرافه على تدريب عدد من الفرق المشاركة في الدورات الصيفية مثل دورة التعارف ودوري الشركات ودوري البنوك وغيرها.

وزبدة الكلام أنه على الأندية أن تقيّم عملية اختيارها للاعبين المحترفين، وأن تسعى إلى جلب لاعبين محترفين مميزين، والأندية التي لا تستطيع فعل ذلك فعليها أن تهتم بالمواهب الموجودة لديها ودعمها ماديا من خلال صرف رواتب تشجيعية لها، وبالتأكيد ستكون الفائدة أكبر بكثير من جلب البطيخ والقرع الذي لايفيد.

إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"

العدد 1637 - الأربعاء 28 فبراير 2007م الموافق 10 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً