العدد 1637 - الأربعاء 28 فبراير 2007م الموافق 10 صفر 1428هـ

النصح مع الأمانة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لعل ما نحتاج إليه في ظروفنا الحالية هو تقديم النصح مع الحرص على حمل أمانة المسئولية الوطنية. فواحدة من المشكلات التي تطرقت إليها نقاشات بشأن أسباب توتر الأجواء هي انعدام الوسيلة التفاهمية بين الأهالي والمسئولين، بالإضافة إلى ازدياد عدد السيئين الذين ينشرون في أذهان المسئولين أفكارا لا تمت إلى أهل البحرين بصلة، فبعض هؤلاء السيئين يتحدث وكأنه بحريني، على رغم أنه لا يعرف الفرق بين «الديه» و«الدير»، ولا يعرف عن البحرين شيئا سوى الأموال التي يحصل عليها ويرسلها إلى خارج بلادنا... وهؤلاء السيئون - مع الأسف - أصبحت لهم حظوة، ويقومون باستعداء المسئولين لأبناء جلدتهم.

ولكي تزداد الصورة تشويشا، فإن الذين يباشرون التعامل مع الناس عندما تحدث مشكلة صغيرة، هم مجموعة من رجال الأمن الذين يتوجهون إلى القيام بمهماتهم - وهم قد لا يلامون على ذلك - سوى أنهم في كثير من الأحيان لا يتحدثون العربية، أو لا يفهمون لهجة أهل البحرين المحلية.

كثير من رجال الأمن ربما ضحايا الظروف، إذ إنهم يقومون بواجبهم الوظيفي من دون أن يعلموا بتفاصيل معقدة ومتداخلة. وعليه، فإن ما حدث في الأسبوع الماضي أمر مؤسف: سيارة تحتوي بعض الشبان الملثمين تمر على هذه المنطقة أو تلك... ينزل اثنان أو ثلاثة من هذه السيارة ويشعلون إطارا للسيارات - كانوا قد جلبوه معهم - ويرمونه على الشارع العام. بعد عشر دقائق تصطف ما بين عشر إلى عشرين سيارة تابعة إلى الأمن، بعضها مملوءة برجال أمن يلبسون اللباس المدني، وبعضهم يلبس الفانيلة السودا ء وسياراتهم تعرض شعارات مماثلة لما هو موجود في القرى... وبعد ذلك تنهمر الغازات المسيلة للدموع على المنازل والسيارات... وبعد ذلك يتم اعتقال عدد من الشباب، وفي العادة يكون الذين يتم احتجازهم ممن ليس لهم علاقة بما جرى، إذ إن السيارة التي أنزلت الشابين أو الثلاثة كانت قد عادت وأخذتهم وانطلقت بهم إلى مكان آخر.

النتيجة هي اعتقال شاب عمره 15 سنة، اسمه محمد عبدالكريم حسن، مساء الخميس الماضي كان قد خرج لشراء طعام لعائلته في قرية الديه (تنبيه لبعض الذين يكتبون عن البحرين وهم ليسوا بحرينيين: قرية الديه بعيدة جدا عن قرية الدير)... وتبقى الأم مفجوعة في ابنها الذي يختفي بين مراكز التوقيف والنيابة العامة وقد يخسر دراسته. أيضا، يتم اعتقال آخرين من كرباباد (يبدو انه ليس لهم علاقة بما جرى ) ، من بينهم سيدعلي أكبر خليل (19 سنة)، صادق جعفر كاظم (24 سنة)، محمود علي (22 سنة). كما يتم اعتقال اثنين من لاعبي كرة اليد تصادف أنهما أنهيا تدريبهما في نادي الشباب في جدحفص وخرجا بعد ذلك لكي يتم تسلمهما من قبل الشرطة، وتم الإفراج عن أحدهما (حسين رضي عمره 13 سنة) ومازال الثاني (مهدي سعد عمره 17 سنة) في الحجز، وهو في الثانوية ومن المفترض أنه يقدم امتحانات تطبيقية هذه الأيام... وهكذا هو مسلسل يتكرر حدوثه مع الأسف.

أملنا في المسئولين الأمنيين أن ينفتحوا على الناس مباشرة، وأن يتحدثوا معهم بلغة يفهمونها من دون الحاجة إلى إرسال رجال مدججين بالسلاح (مخلصين لمهنتهم) ولكنهم لا يعلمون لغة القوم ولا يستطيعون التفاهم مع وجهاء المنطقة بطريقة حسنى، من دون الحاجة إلى تكرار كل ما مرّ علينا خلال الأيام الماضية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1637 - الأربعاء 28 فبراير 2007م الموافق 10 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً