العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ

داليا وعصابتها وجه آخر لاعتداءات الاستيطان

داليا يائير إسرائيلية تعيش في مستوطنة سوسيا المقامة أراضي المواطنين الفلسطينيين جنوب شرق بلدية يطا، جنوب الضفة الغربية، ومن المستوطنة تتخذ داليا قاعدة تنطلق منها لتنفيذ عمليات تخريبية ضد العائلات الفلسطينية التي رفضت مغادرة أراضيها.

ويقول سكان القرية من الفلسطينيين للجزيرة نت إن داليا تسلك طريق زوجها الذي أذاق الفلسطينيين المرارة قبل مماته، حيث يتبعها مجموعة من أبناء المستوطنين ويقومون برعي أغنامها في الأراضي العربية، وتنفيذ الاعتداءات التي تطلبها منهم سيدتهم.

مهمات متعددة

ومن بين إحدى تجاربه مع من أسماهم «عصابة داليا» يشير الحاج أبو نبيل النواجعة إلى حادثة الاعتداء عليه من قبل سبعة مستوطنين ملثمين قرب العرائش التي يقيم فيها مما أصابه برضوض وكسور. وأضاف أن هؤلاء ينفذون مهمات عدة فيعملون تحت إمرة داليا وينفذون رغباتها، فيهاجمون السكان ويقتلعون الأشجار ويرعون أغنامهم في مزارعنا.

ويشير النواجعة الذي يحتفظ بتقارير طبية عن الاعتداءات التي نفذت بحقه وحق زوجته وأملاكه على أيدي المستوطنين، إلى أن داليا جزء من المعاناة التي يعيشها نحو عشرين عائلة على أيدي مستوطني سوسيا.

وتتعرض العائلة لمحاولات التهجير بأشكال متعددة كهدم الكهوف والعرائش التي تؤويها، أو هدم آبار المياه والمنع من الرعي حتى في أملاكهم البعيدة عن المستوطنة، إضافة إلى حرمانهم من الكهرباء والمدارس.

وعلى رغم حملة المضايقات التي تجاوزت الهدم والتخريب إلى الاعتداء عليه جسديا، لا يفكر أبو نبيل في الرحيل، بل يصر على البقاء حتى لو كلفه ذلك روحه، موضحا أن المعاناة التي يعيشها لم يتحملها الجيل الجديد من أبنائه وأبناء تلك المنطقة.

ومن أشكال المعاناة أيضا قلة العلاج والخدمات الأساسية، حيث تؤكد الحاجة أم محمد النواجعة أن زوجها أصيب بوعكة صحية ثم توفي دون أن يجد طبيبا، أو يسمح لسيارة الإسعاف بالوصول إليه، مؤكدة أن جثمانه نقل إلى بلدة يطا لدفنه بواسطة جرار زراعي.

ولم تكن وفاة أبو محمد بالنسبة لزوجته الفاجعة الوحيدة، بل سبقها وتبعها الكثير من الآلام والمعاناة حيث هدمت العديد من المغر (الكهوف) والعرائش التي يملكونها، كما تتعرض هي وعائلتها للشتم وتسمع ألفاظا نابية من المستوطنين الذين ينادونها بالرحيل.

ممنوعون

من جهته، يقول الحاج محمد أحمد النواجعة (أبوجهاد) إن الأهالي ممنوعون من الوصول إلى مساحة واسعة من الأراضي الزراعية تقدر مساحتها بنحو (2كم طولا × 500م عرضا) وتقع بين مساكنهم ومستوطنة سوسيا.

ويضيف أن الاحتلال لا يكتفي بما يذيقه للسكان الذين يقدر عددهم بنحو مائتي فرد من عذاب وآلام، بل ينفذ الجيش بين الحين والآخر حملات تفتيش وتخريب لمساكنهم خاصة خلال الليل، دون سبب سوى إرضاء المستوطنين.

أما أبو روحي النواجعة فيؤكد أنه زرع قطعة أرض يملكها قرب المستوطنة بالزيتون ثلاث مرات، وفي كل مرة يقوم المستوطنون باقتلاعها عندما تصبح مثمرة وذات فائدة، موضحا أن الآلام تتجرعها عشرون عائلة، ولم يلمسوا أي موقف رسمي يساعدهم على الثبات.

الطاقة الشمسية

وبما أن الأهالي يحرمون من أقل الخدمات ومنها شبكة الكهرباء التي تمر من بين مساكنهم، عمل الشاب نصر النواجعة -وهو من سكان تلك المنطقة وناشط متطوع في منظمة تضامنية- على إيجاد آلية لتخزين الطاقة الشمسية بهدف متابعة وسائل الإعلام وشحن أجهزة الهاتف المحمول وقضاء احتياجاتهم الضرورية.

وفعلا يقول نصر إنه تمكن من إيجاد آلية لتوليد الطاقة الكهربائية وتخزينها من أشعة الشمس. موضحا أن نصف ساعة من أشعة الشمس تكفي لشحن بطارية تشغل ثلاثة مصابيح وتلفازا لمدة ست ساعات.

العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً