العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ

معهد التنمية أم معهد للتدجين؟

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في مطلع الشهر الجاري (مارس/ آذار) زارني السفير عبدالله الأشعل بصفته رئيسا لمعهد البحرين للتنمية السياسية، وقبل أن أواصل كتابتي، أود أن أتقدم إلى الأخ الاشعل لما وجدت فيه من أخلاق وحسن استماع. وكان محور الحديث قد دار حول الحث على حضور ندوة للمعهد تجمع الصحافيين في 6 مارس الجاري، واعتذرت لأني كنت مرتبطا بمؤتمر في أبوظبي، ولكن ليس هناك مانعٌ لدى «الوسط» لمن يود من صحافييها أن يحضر.

أثناء النقاش، أشرت إلى أن هناك الكثير من الأقاويل عن معهد التنمية السياسية، وكنت صريحا معه، إذ أشرت إلى أن الشبهة المطروحة هي أن هدف المعهد سيكون من أجل «التدجين السياسي»، وليس «التنمية السياسية»، واستشهدت بعدد من الأمور التي مرت علينا في البحرين. وأشرت أيضا إلى أن هناك تجاربَ عدة تحدثت عن أمور مماثلة، ولكنها انتهت إلى «لا شيء»، سوى الإنفاق غير المحسوب وتبذير ثروات وجهود، ومعهد التنمية قد يجد نفسه داخلا في نشاطات تهدف إلى تطويع أو تدجين الطاقات بحيث تتحول من حيوية إنسانية فاعلة نحو تنمية الوطن، إلى أجساد تتحرك على أنغام موسيقية مستوحاة من بيئة أمن الدولة المقبورة، ولكن الفرق أنها ستحمل اسم الديمقراطية في هذه المرة.

الأخ الأشعل طمأنني إلى أن الأمور ليست كذلك، وأعتقد أنه مخلص فيما قال... ولكني عدت من أبوظبي واطلعت على جانب مما دار في تلك الندوة، ووجدت أن ظنوني في محلها. فالأصوات المشبوه فيها التي ارتبطت بكل ما يضر البحرين وأهلها في أيام أمن الدولة، وأيضا ارتبطت ببعض القضايا المثيرة في الفترة الأخيرة وجدت لها عشا تنطلق منه.

في حديثي مع الأخ الأشعل ذكرت له أن تلك الأصوات النشاز على أهل البحرين برزت على حقيقتها في 20 فبراير/ شباط الماضي، ونشرت قصصا عن معسكرات إرهابية باللغتين العربية والإنجليزية، ولولا الصحافة المستقلة التي أوضحت الأمور لكانت قد انطلت الكذبة على الناس. وكانت إحدى الأجنبيات قد اتصلت بصحيفة «الوسط» في ذلك اليوم المشؤوم لتسأل عن حقيقة ما قرأته في إحدى الصحف باللغة الإنجليزية وخافت على نفسها، ولكن المحررين الأشراف طمأنوها إلى أن البحرين هي أصل الطيبة، وليست لأهل البحرين علاقة بما يكتبه المُرجفون الذين يعيشون على تسويق الأكاذيب مقابل المردود المادي الذي يأملون فيه.

قرأت جانبا مما دار في تلك الندوة، ولم أعرف إن كنت سأرد على ما جاء على لسان البعض أم أتركهم وحالهم بعد أن عرِف الناس ما هم عليه، وما كانوا عليه، وما يحنون إليه... ولكني قررت أن أكتب هذا العمود لأعيد طرح السؤال على الأخ الأشعل: هل ترأس معهدا للتنمية السياسية، أم للتدجين السياسي؟

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً