العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ

أميركا الفقيرة! (1/3)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يغلب على الانطباع العربي عن الولايات المتحدة على أنها دولة الأغنياء المترفين، دولة تتراجع فيها أشكال الفقر إلى الحدود الدنيا، إن جاز لنا القول. ويرسم الكثير منا صورة وردية للمجتمع الأميركي لا تمحيها من ذاكرته بعض مشاهد الفقر التي نشاهدها في أفلام العنف الأميركية. لكن حديث الأرقام ينفي كل ذلك ويضع أمامنا صورة مختلفة. فأخيرا الذين أعلن عن نشطاء في مجال مكافحة الفقر وأن نحو مليونين ومئة ألف أميركي في الولايات المتحدة يسددون الإيجار ويعتمدون على أغذية الطوارئ، أو الأغذية التي تقدم على سبيل الإحسان للبقاء على قيد الحياة وذلك لمواجهة خيار إما الطعام وإما الإيجار.

ويتبادر إلى الذهن أن الفقر منتشر فقط في المدن الكبرى مثل نيويورك، لكن ذلك التصور خاطئ أيضا. فقد ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء في تقرير لها صدر حديثا، أن الجوع ليس مقتصرا على نيويورك وحسب، إذ تقول الحكومة الأميركية إن أكثر من 12 مليون أسرة أميركية أو 35 مليون أميركي صارعوا الجوع في العام 2005، لكن من بين كل مناطق الولايات المتحدة ربما توجد في نيويورك أوضح هوة في المداخيل، مشيرة إلى أن نحو 3800 شخص كانوا يعيشون في الشوارع العام 2006 في تلك المدينة.

وتضيف الوكالة قائلة إنه في الوقت الذي أوشك فيه مصرفيو وول ستريت بالمدينة على الحصول على مكافآت تبلغ قيمتها نحو 42 مليار دولار في العام فإن أكثر من خمس سكان نيويورك يسعون جاهدين لتدبير الأموال اللازمة للاحتياجات الأساسية تحت خط الفقر الوطني المحدد بمبلغ عشرة آلاف دولار سنويا للفرد.

وذكر تقرير لمصرف الطعام لمدينة نيويورك أن ربع أطفال المدينة البالغ عددهم 1.9 مليون يعيشون في فقر، كما أن 40 في المئة من الأسر التي لها أطفال عانت صعوبة في تحمل كلفة الطعام في العام 2005، وأن خمس أطفال المدينة يعتمدون على الطعام المجاني ليستمروا على قيد الحياة.

ويصرف مصرف الطعام الذي يساعد في توزيع الأغذية اللازمة لتوفير 250 ألف وجبة يوميا أكثر من نحو خمسة ملايين كيلوغرام من المنتجات الطازجة سنويا.

وأفادت دراسة أميركية صدرت حديثا أن الهوة بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة تتسع أكثر فأكثر وأن عدد الأشخاص الذين غرقوا في فقر شديد لم يكن بمثل هذا المستوى المرتفع منذ 30 عاما.

فقد أظهرت دراسة مجموعة «ماك - كلاتشي نيوز بيبيز انا ليسيس» استنادا إلى آخر إحصاء أميركي يعود إلى العام 2005 أن نحو 16 مليون أميركي يعيشون «في حال فقر شديد» أي مع دخل يقل عن 9903 دولارات في السنة لعائلة مؤلفة من أربعة أشخاص بينهم طفلان.

وعتبة «الفقر المدقع» للفرد تنطبق على الأشخاص الذين لا يتجاوز دخلهم 5080 دولارا سنويا.

وأضافت الدراسة أن «تحليل ماك - كلاتشي لحظ أن عدد الأميركيين الفقراء جدا ارتفع بنسبة 26 في المئة بين العام 2000 و2005». ولفتت إلى أن هذه الزيادة تعتبر أسرع بنسبة 56 في المئة من ارتفاع معدل الفقر الإجمالي في الفترة نفسها.

يندرج ارتفاع معدلات الفقر في الولايات المتحدة في إطار التوسع الاقتصادي غير المعتاد في البلاد. وقالت الدراسة: إن الإنتاجية في العمل ارتفعت بشكل كبير منذ فترة الانكماش القصيرة في 2001 لكن ارتفاع الرواتب وعدد الوظائف بقي متأخرا، ومن جانب آخر فإن حصة الدخل الوطني المخصصة لأرباح المؤسسات تجاوزت تلك الموجهة للموظفين.

وأضافت الدراسة قائلة إن «ذلك يتيح تفسير لماذا تراجع متوسط دخل الفرد من الشريحة العاملة من دون توقف منذ خمس سنوات». وخلصت الدراسة إلى القول «إن ذلك وعوامل أخرى ساهمت في إدخال 43 في المئة من الفقراء البالغ عددهم 37 مليون نسمة في فقر شديد في أعلى معدل منذ العام 1975».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً