العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ

الصراع بين الأجيال قد يهدد مستقبل الشركات العائلية

في أول مؤتمر من نوعه يعقد في البحرين

بدأت أمس أعمال مؤتمر الشرق الأوسط الثالث للشركات العائلية بفندق «ريتز كارلتون» بمشاركة عدد من أصحاب الشركات العائلية، وعدد من أبرز المستثمرين في القطاع الخاص من منطقة الشرق الأوسط ومختلف أنحاء العالم، إذ تم استعراض مختلف التجارب في مجال الأعمال والتجارة.

وقال عدد من أصحاب الشركات العائلية: « إن مستقبل هذه الشركات مرهون بمدى انفتاحها والهدف هو معالجة المشكلات التي تعترض عمل هذه الشركات وإعطاء الفرصة لبحث هذه الأمور والتغيرات التي قد تمر على الشركات العائلية.

وذكر مدير مجموعة محمد إبراهيم الصفار التجارية، طارق الصفار أن هذه أول مشاركة له في مثل هذا المؤتمر الذي يضم ممثلين عن الشركات العائلية، وهو مؤتمر مهم إذ إن الشركات العائلية مطالبة الآن بضرورة المزيد من التنظيم، ووضع خطط مستقبلية تضمن استمرار عمل هذه الشركات من دون أية مشكلات، بالإضافة إلى توزيع مهمات العمل خصوصا الإدارة للأشخاص الذين لديهم القدرات في هذا الجانب. بمعنى توزيع المهمات بالطريقة التي تضمن حسن عملها، وتحقق أهدافها.

وقال: ان إعطاء المسئولية في إدارة الشركة للأشخاص الذين يملكون القدرات بالإدارة في العائلة الواحدة بعيد عن العمر أو الأكثر قرابة.

وأشار إلى أن استمرار الشركات العائلية مرتبط بتنظيم أحوالها من ناحية رأس المال عند الرغبه في التوسع لتتحول كشركة مساهمة، أو التركيز على قطاع معين وتطوير إمكاناتها، والاستمرارية مرتبطة بالتنظيم، ووضع خطط عملية للأجيال القادمة، وحسن الإدارة. وإذا ما افتقدت الشركة العائلية توافر شخص مؤهل في الإدارة يجب الاستعانة بأحد الخبراء المتخصصين في هذا المجال.

حسن الإدارة

وأضاف الصفار انه خلال العامين الماضيين شهدت الشركات العائلية توسعا كبيرا في الخليج. منوها بحصول عدد من الاندماجات بين الشركات العائلية، اذا ما توافرت كل السبل الكفيلة لنجاح هذا الاندماج واستمرار عملها بصورة أفضل.

وقال: نحن في عائلة محمد إبراهيم الصفار اندمجنا مع عائلة شركة أبو داوود في السعودية، وهي شركة مختصة بالتوزيع، وقد ضمن هذا الاندماج الاستمرارية بقوة عبر توحد الخبرة والإمكانات والإدارة المنفصلة التي تدير أعمال الشركة، ما أعطى العمل مزيدا من النجاح والتنظيم والتوسع. وذكر نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة كانو في الإمارات مشعل كانو أن الأشخاص والأفراد في الشركات ينظرون إلى انتمائهم العائلي بالدرجة الأولى ومن ثم الى الشركة ولذلك من الصعوبة أن يتحقق الاندماج بسهولة، إلا أن هذا الوضع لايعني أن ذلك مستبعد إذ توجد حالات اندماج لبعض الشركات العائلية والتي حققت نجاحا في تجربتها.

وبشأن مستقبل الشركات العائلية قال: «إن الكثير من الشركات العائلية شركات مقفلة، وأكبر شركة عائلية كانت في الولايات المتحدة وهي شركة «غارغل» وكانت مبيعاتها بلغت 50 مليار دولار، والأرباح بلغت مليار دولار، وتعد الآن شركة «ميتال» الهندية الموجودة في أوروبا أكبر شركة عائلية ومبيعاتها بلغت 74 مليون يورو، والأرباح 12 مليون يورو، وتحولت منذ فترة بسيطة الى شركة مساهمة وطرحت أسهمها في أحد الأسواق العالمية، ولكن نسبة امتلاك العائلة للأسهم كبيرة، إذ تملك العائلة في شركة «ميتال» أكثر من 20 في المئة من الأسهم، وهي بالتأكيد تعتبر شركة عائلية، إذ ليس بالضرورة ان يكون للشركة العائلية حجم معين، وليس شرطا أن تكون الشركة العائلية امتدادا للعائلة فقط.

وأشار كانو إلى أن توجهات الشركة هو ما يحدد ذلك من ناحية إدارتها وتطلعاتها المستقبلية؛ لافتا إلى أن أية شركة سواء عائلية أو غيرها مرتبط نجاحها واستمرارها بنوعية الإدارة وبكادرها الوظيفي ومدى استيعابها للمتغيرات العالمية وقدرتها على الاندماج مع التطورات والمستجدات في عالم الاقتصاد والمال. إما إذا كانت هذه الشركات تتركز طموحاتها في العمل على الرقعة التي تعيش فيها أو المنطقة القريبة جدا منها فلن تكبر ولن تتوسع في أعمالها وستبقى تراوح مكانها.

أجيال الشركات

وأشار كانو إلى وجود أسباب كثيرة لتدهور الشركات العائلية وانتهائها وعلى رأس هذه الأسباب الخلافة في قيادتها إذ إن الانتقال من جيل إلى جيل يعني الكثير بشأن مستقبل الشركة، فالكثير من أصحاب الشركات العائلية لديهم إحساس أنهم من أسس الشركة ومستقبلها مرهون بهم، وإن استمرارها أو نهايتها مرتبط بهم. مشيرا إلى أن التمسك بهذه الأفكار يعد بداية النهاية للشركة في المستقبل، إذ يجعل ذلك إظهار الخلافات للسطح بين أفراد العائلة.

وذكر أن 80 في المئة من تدهور الشركات وانتهائها مرتبط بالجيل الثالث نظرا للخلافات التي قد تنجم وعدم قدرة هذا الجيل على حسن القيادة والقدرة على مواجهة الصعاب التي تتعرض لها الشركة العائلية.

تحديات كثيرة

أما ممثل شركة «لوينهوبت آند تشازنوف تشارلز لوينهوبت» فقال في هذا الجانب إن «أهمية المؤتمر تكمن في فهم وإدراك التحديات التي تواجه الشركات العائلية على اختلاف اديانها وثقافاتها المختلفة والتشريعات الموجودة والعمل على فهم التحديات الدولية التي تواجه الشركات العائلية».

وأضاف أن معظم الشركات العائلية تختفي، إلا أن شركة مثل «اي بي ام» تعتبر شركة عائلية لاتزال على قيد الحياة ومن أبرز الشركات .

وأشار إلى الأسباب وراء فشل الشركات العائلية نظرا لتنوعها وتنوع العائلات مع تعاقب الأجيال وتعدد الأسر.

مساهمتها في الاقتصاديات

من جهة أخرى قال المدير العام لشركة انكور السويسرية العائلية جون ساندويك: إن التنمية الاقتصادية في دول الخليج كلها وحصة كبيرة من النمو الاقتصادي الجديد وفرص العمل الجديدة لا تأتي من الشركات الحكومية أو من القطاع العام والصناعات الكبرى بل تأتي من الشركات العائلية.

وأضاف إذا كانت هنالك مشكلة توظيف في الخليج فلا يمكن الحصول عليها من قبل القطاع العام والشركات الحكومية، بل من نشاطات وأعمال القطاع الخاص والشركات العائلية التي تشبه الإسفنجة التي تمتص أعدادا كبيرة من المتعطلين ومنحهم فرص عمل واعدة بمداخيل عالية.

وأشار إلى أهمية النشاط ومساهمة الشركات العائلية الخاصة في اقتصاديات الخليج والمنطقة التي تعتبر أكبر من نظيراتها في باقي مناطق واقاليم العالم وأكثر من الصين ولدى دول الخليج فائدة كبيرة ومساهمة اقتصادية كبرى من نشاطات الشركات العائلية.

وذكر أن شركات السيارات العالمية مثل «بورشه» و»بي ام دبليو» و»مارس كاندي» و»بكتل» وعشرات الشركات العائلية الأخرى التي اثبتت ان بامكان الشركات العائلية الاستمرار من خلال تعاقب الأجيال.

وأوضح ساندويك ان ما يميز التراث والحضارة العربية انها أشبه بالغراء القوي الذي يربط بين الدول العربية بثقافاتها ومجتمعاتها ومفاهيمها الاجتماعية والثقافية المتشابهة مقارنة مع دول الغرب وإبقاء الأسر العربية ملتحمة ببعضها البعض كإخوة.

الكثير من الشركات العائلية الخليجية سواء البحرينية أو السعودية أو الكويتية والقطرية أسست في نهاية عقد الستينات ومطلع السبعينات وبالتالي تمر بمرحلة الجيل الثاني من عمرها مع نقل الإدارة للأبناء، يجب أن تكون الشركات العائلية مركز سياسات الاقتصاديات الوطنية نظرا لمساهتمها الكبيرة في الاقتصاد والمجتمع.

مشيرا إلى أن الاقتصاد البحريني يشكل القطاع اللخاص نسبة كبيرة منه، و70 في المئة منه عبارة عن شركات عائلية. وعلينا حمايتها لكونها جزءا مهما في الاقتصاد الوطني في دول المنطقة ولأنها ستخلق فرص عمل جديدة خلال العشرين عاما المقبلة.

وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة الحواج جواد يوسف الحواج: إن تجربتنا في البحرين هي وجود شركات عائلية كبيرة مستمرة في أعمالها بكل نجاح حتى الجيل الثالث والرابع . مشيرا إلى أن مؤتمر الشركات العائلية سيعطي دفعه كبيرة لهذه الشركات وسيعزز توجهاتها نحو تعزيز علاقاتها العائلية في المستقبل . نظرا إلى أن ذلك سيكون مبنيا على علم ودراسة وسيتيح ذلك الفرصة لهذه الشركات العائلية أن تستمر عبر أجيالها القادمة.

وذكر أنه من خلال المحاور التي تمت في المؤتمر هناك عدد من الأسباب التي تكمن وراء تدهور الشركات العائلية وتراجعها وهي أسباب تشترك فيها تقريبا الشركات العائلية كافة في أوروبا والصين واليابان، وأهم هذه الأسباب هو التحول من جيل إلى آخر في الشركة العائلية، ما يؤكد الحاجة الماسة إلى قيادات جديدة يتم الإعداد لها مسبقا. حتى يمكن ضمان عدم حصول مشكلات للشركة العائلية.

صراع الأجيال

من جهة أخرى قال رئيس الشئون القانونية في بنك البحرين والكويت عبدالقادر ورسمه غالب إن «المؤتمر جمع عدة خبراء من بلدان مختلفة في العالم لمناقشة موضوع دور العائلات في تطوير الاقتصاد وكيفية دعم وتطوير عمل الشركات العائلية نظرا إلى أن هذه الشركات وبعد فترة من رحيل المؤسسين للشركة العائلية قد ينتهي العمل فيها وتختفي بعد انتهاء الجيل الثاني أو الثالث».

وأضاف لدينا في الخليج شركات عائلية كثيرة لديها أعمال تجارية عديدة إلا أنها قد تتعرض إلى الاضمحلال لغياب التواصل بين الأجيال.

العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً