العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ

وزير الدولة الهندي: شخصية الشيخ سلمان أنموذج حيوي

افتتح أمس (الأربعاء) سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة سفارة مملكة البحرين في العاصمة الهندية (نيودلهي)، والتقى بأعضاء السلك الدبلوماسي العربي، وبعد ذلك توجه إلى المجلس الهندي للعلاقات الخارجية للالتقاء بكبار المفكرين والاستراتيجيين الهنود وتحدث معهم عن «التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه المنطقة، والعلاقات الهندية - البحرينية».

مجلس العلاقات الخارجية يعتبر مطبخ الأفكار السياسية - الاستراتيجية في الهند، ويعتبر احتفاء الهند بولي العهد مؤشرا إلى مدى الأهمية التي توليها الحكومة الهندية للبحرين. وقبل البدء في الحوار كان وزير الدولة الهندي للشئون الخارجية إبراهيم أحمد قد قال لـ «الوسط» إن تواضع سمو ولي العهد ألقى بأثره الإيجابي على جميع من التقوه من المسئولين الهنود، وأكد أن «شخصية الشيخ سلمان تعتبر أنموذجا حيويا، والهند تتطلع إلى التعامل مع القادة الحيويين والمتطلعين إلى المستقبل بروحية تتفاعل إيجابيا مع المستجدات».

في مجلس العلاقات الخارجية كان الاستقبال رحبا إذ امتلأت قاعة المحاضرات بالحضور النوعي الذين استمعوا إلى ولي العهد الذي قال «تقع علينا مسئولية أن نواجه مرحلة حرجة تتسم بالتغيير، والتغيير يرتبط بالخلافات، وفي الوقت الذي لا نستطيع القضاء على الخلافات، فإن علينا أن نتعامل مع هذه التحديات بهدف الشراكة في مجالات تشترك فيها مصالحنا، ونحن نعيش في عالم متغير يحتاج إلى دبلوماسية نشطة وإيجابية. وكبحرينيين فإننا نطمح إلى لعب دور من خلال عضويتنا في مجلس التعاون والأمم المتحدة، ومن خلال صداقاتنا مع الدول ذات الأهمية».

وقال: «في العام 2000 قررت البحرين أن تدخل في مرحلة إصلاح لأن الانفتاح على الداخل من خلال الحوار لإشراك جميع أطراف المجتمع بهدف التحرك نحو الاستجابة لمطالب المجتمع التي يشترك فيها الجميع». ولكن «لا يمكن أن نغفل ما يحدث في العراق، ونحن ندعو إلى استقلال واستقرار، إذ إن ما يجري هناك من قتل يدمي القلب، ونحن نعمل ما نستطيعه لكي يستطيع العراق أن يستقر... وفي إيران نود أن نرى حلا دبلوماسيا ولا نريد سباق تسلح يغرق المنطقة بمشكلات عدة... وفي فلسطين فإننا نسعى إلى تكوين الدولة الفلسطينية القائمة بذاتها وتحقيق السلم من خلال المشاركة الفعلية لجميع الأطراف».

وأضاف «إننا كأفراد نتطلع إلى العيش بسلام، وكمجتمعات ينعكس هذا الطموح على توجهاتنا... ولذلك فإن وجودنا في نيودلهي يعكس الدبلوماسية التي نؤمن بها... ونعتبر أن افتتاح السفارة البحرينية في نيودلهي خطوة مهمة باتجاه تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين. فالعلاقات بين الهند والبحرين تاريخية، ولدينا حاليا ربع مليون هندي يعيشون في بلادنا وأربعة ملايين ونصف المليون هندي يعيشون في الخليج، والخليج مصدر رئيسي للنفط المتجه للهند. فالعلاقات بين الهند ومنطقتنا مترابطة، وفي العقد المقبل سنحتاج إلى أن نبني على مواقع القوة المتوافرة لدينا. فالبحرين قريبة من السعودية، ولديها اتفاق تجارة حرة مع أميركا، وهي بذلك تعتبر موقعا جاذبا للاستثمارات الهندية. ومنذ العام 2000 فقد حققت البحرين نموا سنويا لا يقل عن 5 في المئة، وهذا يعطينا الفرصة لاستقبال مرحلة تضمن لنا استمرار النجاح الاقتصادي من خلال شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، ومواءمة الحاجة بين متطلبات العولمة ومتطلبات المجتمع المحلية، ونحن نتوجه نحو القطاع التكنولوجي الذي يحتاج إلى خبرات نوعية كتلك المتوافرة في الهند التي استطاعت أن تنتقل إلى اقتصاد معرفي... ونحن في البحرين نفرش لكم السجاد الأحمر لأننا أكثر البيئات الاقتصادية حرية في المنطقة، ولا نفرض ضرائب».

وقال «إن حبي لبلادي يعني أن علينا أن نسعى إلى التفاهم مع الأمم، من أجل خدمة مصالح الجميع والعمل مع بعضنا على أساس مواقع القوة المتوافرة لدينا».

وردا على المشكلة الأجنبية التي يتسبب فيها الوجود الأميركي في المنطقة، وكيف ينظر سمو ولي العهد إلى احتمال حلول إقليمية ومحلية آخذين في الاعتبار تعطيل عملية السلام في فلسطين، أجاب ولي العهد «إننا نشكر دور الولايات المتحدة التي ساهمت في تحقيق وتعزيز أمن الخليج، والتي لولاها لما كان هناك استقرار في خطوط إمداد الطاقة... وقد ملأت أميركا الفراغ الأمني الذي خلفه الانسحاب البريطاني في مطلع السبعينات، والبحرين واحدة من نحو 22 دولة في المنطقة تحظى بالأمن والاستقرار من خلال العلاقة مع الولايات المتحدة، ونعتبر استمرار العلاقة مع أميركا يؤمن استقرار الخليج، وفي الوقت ذاته نسعى إلى التحاور والتعاون مع جميع القوى الفاعلة. وبالنسبة إلى عملية السلام، فإننا نرى أن القضية الفلسطينية مهمة ولكن هناك أيضا الكثير ممن يرمي مشكلاته على ما يجري في فلسطين... إننا وقفنا ضد الحرب على لبنان، ولا نرى أن أي طرف استفاد من تلك الحرب بعد كل الدمار وهروب رؤوس الأموال... وهذا يؤكد أنه لا سبيل أفضل من الحوار، ولا أرى أي حل عسكري للقضية الفلسطينية، وعلينا أن نساند إقامة الدولة الفلسطينية، وأن نحذو حذوهم». وردا على سؤال «لماذا تأخرتم بعد 60 سنة من استقلال الهند في افتتاح السفارة؟»، قال: «أنا أيضا أسأل السؤال نفسه، ولا أستطيع سوى الاعتذار عن ذلك».

وردا على سؤال عن احتمال قيام أميركا باحتلال دولة أخرى في المنطقة، قال: «إن علينا أن نبتعد عن الجانب العاطفي، وعلينا أن نفهم بأن النجاح يتطلب الانفتاح على الخيارات التي تقرب وأن نبتعد عن الشعور بأننا ضحية. إن علينا أن نسعى إلى توسيع فرص النجاح التي نتمتع بعدد منها».

وردا على سؤال عن حقوق المرأة وكيف ينظر إلى دور النساء في المجتمع قال: «إننا ننظر إلى المرأة بصفتها المتساوية مع الرجل في مختلف المجالات، ولدينا عشر عضوات في مجلس الشورى وعضوة في مجلس النواب، ونحن نسعى إلى حماية حقوق المرأة من خلال قانون أسرة وهذا القانون مطروح للنقاش والحوار مع فئات المجتمع المعنية».

العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً