انطلقت صباح الأربعاء الماضي الموافق 21 مارس/ آذار الجاري التجربة الأولى التي نظمها المعهد البريطاني بالتعاون مع عدد من مدارس البنات الحكومية والخاصة لتقديم مساحة جديدة من التبادل الثقافي كان محورها هذه المرة، أزياء الشعوب، التي تصفها المشرفة على دورة «تصميم الحضارات» سونالي بأنها خطوة لتنشيط الجانب الثقافي في الوسط الشبابي، والفتيات تحديدا، الجنسيات المختلفة عربا وأجانب للتقارب واكتساب معلومات ومهارات وقيم ثقافية وإنسانية جديدة في هذا المجال.

ولم تقتصر الدورة التي شارك في الإشراف عليها المصممان البحرينيان وفيق صليبيخ وسيما أحمد على تدريب الطالبات على الخياطة، بل شملت إعطاء معلومات عن أزياء الشعوب المختلفة واطرزتها وارتباطها بالمعيشة، ولذلك، ترى مسئولة المشروعات بالمعهد البريطاني وفاء بشارة الموضوع من ناحية أخرى أكثر شيوعا، فهي تعتقد بأن تبادل الصور الثقافية الإنسانية المرتبطة بحياة الشعوب المختلفة ومنها ممارسات الحياة اليومية يمكن أن تشكل رافدا مهما من التلاقي... وتقول: «إن العالم اليوم يتحدث، عبر النخب المثقفة والمؤسسات والهيئات والمنظمات الثقافية، عن حوار الشعوب، وليس أبلغ من التلاقي الإنساني في التعرف على أساليب العيش في مجتمعات متباعدة من ناحية المساحة واللغة والدين، لكن تلتقي في مجال الثقافة والعطاء الإنساني بمختلف اتجاهاته، لأنه رافد عذب ترتوي منه كل الشعوب».

بهذا القول، تعتقد وفاء أن هذه الورشة جاءت لتنطلق من أسس إنسانية ثقافية، وهذا واجب المؤسسات اليوم لكي تحقق هذا التفاعل، ليس على مستوى النخب المثقفة والسياسية فحسب، بل الأهم منها - بحسب وجهة نظر بشارة - هي الفئات الشبابية والناشئة من دون شك.

وعبرت الطالبات البحرينيات والأجنبيات من جنسيات مختلفة واللائي يعيشن في البحرين عن السعادة بالمشاركة في مثل هذه الفعالية التي قربتهن كثيرا ومنحتهن الفرصة لكسر جمود المقاعد الدراسية والمناهج بدخول مساحة جديدة من المعرفة.