العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ

قاسم ينتقد عمليات وهب الأراضي لمتنفذين في ظل شحها

توفيق: التمني لا يقدم شيئا إذا لم يصحب بالعمل

انتقد خطيب الجمعة بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى قاسم يوم أمس قيام الحكومة بوهب أراض لمتنفذين ومن ثم استملاكها من جديد بعد دفع أموال طائلة، في الوقت الذي تبحث فيه عوائل كثيرة عن ملجأ لسكناها فلا تحصل. أما خطيب الجمعة في جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق فتحدث عن الاستعداد ليوم القيامة وعن مشاهد ذلك اليوم، وعن مساوئ التمني إذا لم يكن مصحوبا بالأعمال.

وكان قاسم ذكر في خطبته يوم أمس أن «الصحافة المحلية تناولت قبل وقت خبرا يتحدث عن وهب أرض داخل ساحل المالكية إلى إحدى الشخصيات واستربح منها الموهوب ما استربح وأسيء استخدامها أيما إساءة أثرت تأثيرا سلبيا كبيرا على البيئة»، مشيرا إلى أن «الحكومة احتاجتها لإقامة وحدات سكنية فاسترجعتها بـ15 مليون دينار، و في خبر آخر أنه أضيفت للثمن المذكور أرض شاسعة لورثة الموهوب وبذلك يتضاعف المبلغ أو يزيد». سائلا: «هل في أرض البحرين سعة تسمح بهذه الإقطاعيات وإلى هذا الحد، والناس تبحث عن 50 قدما في 50 قدما لتقيم عليه ملجأ لعائلة تتكون من 10 أشخاص؟، وكم هي المشاريع العامة المعطلة التي تنتظر أقل من 15 مليون دينار؟»، موضحا أنه «إذا كان هذا حظ إحدى الشخصيات من خارج البحرين، فما هو حظ متنفذ من البحرين نفسها؟».

وطرح قاسم أسئلة عدة، قائلا: «إلى كم مظاهرة ومسيرة واعتصام؟، وإلى أية درجة من الاستعداد على الناس أن يملكوها لتلقي الجزاء بالسجن في سبيل صرف أقل من هذا المبلغ للطبقة المحتاجة؟»، مردفا «هل يوجد شخصية محتاجة إلى هذه الرحمة المالية التي تنقذه من وضعه المأسوي لتقدمه على المحرومين والمعلولين الذين لا يجدون مأوى من المواطنين؟ (...) وعليه نسأل ماذا يبقى لهذا الشعب حتى لا يبكي لا يصرخ لا يتظاهر لا يعتصم لا يجن؟».

وأشار إلى أنه «على هامش هذه القضية وعلى مستوى الطرح العلمي البعيد عن السياسية هل الحكومات مالك حر مطلق التصرف في المال العام كما تريد؟، ام هي وكيل يتقيد بإرادة الموكل ويحاسب أمامه أو هو مؤتمن مأمور بالتصرف الذي يوافق رأي الأمر المؤتمن، والجواب أن هذا يختلف باختلاف الحكومات».

وعلى صعيد آخر قال قاسم ان «طرح المبادرة العربية على «إسرائيل» في المؤتمر الأخير لم يأت في صورة أمر مستجد، فهي المبادرة نفسها التي طرحت قبل عليها، ومن بين ابرز نقاط الخلاف هي عودة اللاجئين إلى فلسطين»، مشيرا إلى أن القمة العربية تجعل المبادرة من جديد هي الأساس للتفاوض و»إسرائيل» من جانب آخر تعلن جازمة بأنها لا تقبل بعودة اللاجئين فمن سيتنازل؟».

وأوضح قاسم أن «الكيان الصهيوني حكومة واحدة واتخاذ القرار في إطارها أسهل، والعرب حكومات متعددة ويصعب اتخاذ القرار الواحد الموحد في إطارها وتختلف مصالح هذه الحكومات وهذا فرق في صالح «إسرائيل» من ناحية المفاوضات (...) والأمر الثاني هو أن الضغط الأميركي على العرب الأصدقاء لأميركا أكبر منه بكثير من الضغط على «إسرائيل» إن وجد هذا الضغط عليها وهذا أمر في صالح «إسرائيل» كذلك»، منوها إلى أن «الأمر الثالث هو أن الحكومة الإسرائيلية عندها حساب كبير للرأي العام الذي يملك أن يسقطها إذا خالفت إرادته في مسألة العودة أو غيرها من المسائل التي تهمه، بينما الحكومات العربية ليس لها أي حساب لشعوبها المهمشة البعيدة عن صناعة القرار وليس هناك من أي حاكم يخاف أن يسقطه الرأي العام لشعبه»، معتبرا أن «استمرار الحكومات العربية في الكثير الأكثر من الدول العربية ويكاد يكون في كل الدول لا يرتبط بخيار الشعوب وصوتها الانتخابي».

من جانب آخر تحدث خطيب الجمعة في جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق عن الاستعداد ليوم القيامة وعن مشاهد ذلك اليوم، مشيرا إلى أن «التمني لا يقدم شيئا إذا لم يصحب بالعمل، والعمل لا يغني شيئا إذا لم يكن خالصا لله تعالى، ولن يكون خالصا ومقبولا ما لم يكن على هدي رسول الله(ص) «؟».

وأوضح أن «من حقق العمل الصالح الخالص فهنيئا له جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين»، وسأل «إلى متى يبقى الإنسان في غفلة ولهو؟ إلى متى سيظل في مؤخرة ركب الصالحين؟ إلى متى يسوف في التوبة؟ إلى متى سيظل على المعصية، وقد تاب من تاب وإلى ربه أناب؟ أما علمنا بأن التائبين كثر؟»، مضيفا «ولو تأملنا حال من تاب لعلمنا مقدار رحمة الله تعالى علينا، بل من النعم أن يجد المسلم من يذكره بربه، ويذكره بما يصلح حاله، ومن النعم أن تكون من عتقاء الرحمن من النار».

وأكد توفيق أن «ابن آدم تجري عليه أمور في الآخرة، يتمنى ساعتها لو أنه أحسن العمل في الدنيا حتى لا يعذب في النار أو أنه كان في طاعة الله تعالى في كل لحظة من لحظات حياته»، مضيفا «وذلك حين يعلم ما عند الله تعالى لعباده المؤمنين، وحين يعلم أن له في الجنة شيءٌ ما سمع به قط ولا رأته عينه، في تلك اللحظة يتمنى مجددا لو أنه كان من عباد الله المتقين المحسنين»، مشيرا إلى أن «مشاهد القيامة كثيرة، بعضها أعجب من بعض، تعجب عندما يغفر لك يا ابن آدم رغم تقصيرك، وتعجب عندما تدخل الجنة وأنت تعلم بأنك مقصر، وتعجب عندما تقدم على غيرك في الآخرة بسبب أنك من أمة محمد (ص)».

العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً