العدد 1676 - الأحد 08 أبريل 2007م الموافق 20 ربيع الاول 1428هـ

ماتشالا وتطوير الكرة البحرينية

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

هل نحن فعلا بحاجة إلى مدرب كبير لديه الإمكانات الفنية والقدرات التدريبية بل لديه الشواهد الحية في إثبات جدارته عبر الإنجازات المختلفة التي حققها طوال مشواره التدريبي بحجم المدرب التشيكي ميلان ماتشالا الذي قد يكون الأقرب إلى تدريب منتخبنا الوطني الأول للكرة في الفترة الزمنية المقبلة؟

من الناحية النظرية، نحن نؤكد حاجتنا لمثل هذه الكفاءة المتميزة والتي لها بصمات واضحة على المستوى الخليج خصوصا أيام ما كان يدرب فريق كاظمة ثم تم تعيينه مدربا للمنتخب الكويتي وحقق معه أكثر من بطولة، وكون فريقا منظما امتلك يومها الشجاعة لمقارعة كبار آسيا أمثال اليابان وكوريا الجنوبية واستحوذ على أكثر من بطولة خليجية.

وما قدمه ماتشالا إلى الكرة العمانية خير برهان ودليل قاطع بأنه محنك ولديه القراءة السليمة لبناء فريق مستقبلي يحتاج إلى الصبر الطويل عبر استراتيجية معلومة المعالم حتى يتم إظهار النتائج الايجابية.

من الناحية العملية، هل نحن فعلا مستعدون لما سيقوم به هذا المدرب من عمل يبني فيه فريقا للمستقبل حتى نجني الثمار ونكون من ضمن الخليجيين الذين يكونون على هرم الطليعة.

عندما فكر المسئولون على الرياضة في البحرين في جلب هذا المدرب القدير هل لديهم خطة واضحة المعالم واستراتيجية وبرنامج مستقبلي موضوع مسبقا على مدى عدة سنوات تنتقل بها من درجة إلى درجة، حتى نصل إلى ما نريده وفق تخطيط سليم على الطريقة العلمية، ولكي نستفيد من قدرات هذا المدرب ولا تذهب كفاءته هباء منثورا؛ لأن العمل غير المنظم والفوضوي لا يعطي المدرب وان رفعت درجته وكفاءته الحافز الكبير في العمل، بل تراه يتحول من إنسان طموح لتغيير الفكر السائد المملوء أخطاء إلى الفكر العلمي المنظم الذي يحمل الطموح في التقدم خطوات إلى السيادة الخليجية أولا ومن ثم آسيويا.

نحن نسأل ومن حقنا أن نسأل ونطلب الجواب ممن يعنيه الأمر... عندما قمنا بمفاوضة هذا المدرب التشيكي المشهور، هل نحن نريده لكي نحقق بصمة تحمل النجاح في بطولة آسيا المقبلة لتغطي الإخفاقات المتكررة السابقة، ونسكت الأصوات التي طالما ارتفعت في انتقاداتها اللاذعة على جلب المدربين السابقين الذي لم نحصد من ورائهم سوى التعب والإرهاق وخسارة المال والوقت وخسارة النتائج، من دون أن تكون هناك رؤية فنية واضحة للفريق خلال مبارياته في البطولات السابقة التي خاضها المنتخب واخفق فيها... أم أننا قمنا بالتفاوض مع هذا المدرب سريا لكي نفاجئ الرأي العام بأننا بإمكاننا ومقدورنا جلب مثل هذا المدرب لكي يرفع حال الكرة لدينا والذي وصل إلى الحضيض، وصرنا نتباكى على كل شيء وهذه الخطوة ستنقذنا من دون شك بعدما قمنا من قبل لجلبه، ولكن صفقاته الخيالية جعلتنا نتردد في قبولها، وصبرنا حتى جاء اليوم الذي نتفاوض معه سريا بعيدا من أنظار المتابعين والصحافة الرياضية المحلية، ولكن التسريبات لعبت دورها في هذا المجال وقد تكون مقصودة لمعرفة ردة الفعل من القطاعات الرياضية المختلفة، وعلى أساسها يتم استمرارية المفاوضات أو قطعها.

نحن كمتابعين وإعلاميين في الرياضة لا نمانع أبدا جلب مدرب لديه الفهم الكبير في شئون التدريب، ولديه العقلية المتطورة تساهم بشكل كبير في تطوير الكرة محليا عبر الأفكار والاقتراحات التي من الممكن أن نستفيد منها.

نحن اعتراضنا على أن الأمر تم سريا وهذا الأمر يضع الشكوك وهي التي تحكم وتفصل في الموضوع وتقدم التأويلات والتكهنات بدلا من الحقيقة والشفافية في مثل هذا الموضوع المهم.

نحن نعيش انحدارا هائلا في البنية التحتية غير الصالحة بتاتا، وهي السبب الأول والأخير في تأخرنا عن الركب وليس مدرب المنتخب الوطني الأول، ولكن على رغم ذلك عندما نقوم بالتفاوض مع مدرب بهذا الحجم أو أكبر من ذلك علينا أن نضع في حساباتنا عند صوغ بنود العقد فلابد لنا من أن نستفيد من خبرته في علاج السلبيات الموجودة حاليا والبحث معه عن طرق العلاج، ولا يجوز أن نتفق معه فقط لتدريب المنتخب لفترة زمنية معينة قد تقتصر وتقل بسبب النتائج التي تحقق في زمنه، وبالتالي نخسر الأموال ونخسر القدرات التي من الممكن أن نستفيد منها.

علينا في ظل الواقع المر أن نشرك هذا المدرب من خلال أفكاره وخبرته الميدانية في مختلف الدول التي عمل فيها وخصوصا الشقيقة الخليجية، ومنها نستطيع على أقل تقدير أن نبدأ خطوة الانطلاقة العملية وحتى لو كانت خجولة ولكن تبقى مهمة جدا.

عندما نتفق مع هذا المدرب على عقد قدره الآلاف من الدولارات فعلينا أن نكون حاضرين ذهنيا وفكريا مع هذا المدرب في صوغ بنود العقد، ولابد لنا أن نكون نحن الرابحين. أخيرا، لو أراد الهروب كما فعلها الأربعة السابقون فلابد لنا من هضم الدروس الماضية، وإلى جانب ذلك أن نعطي هذا المدرب مجالا واسعا من العمل عبر الزيارات للأندية وملاعبها قبل العمل حتى يكون أمام الأمر الذي سيعمل من أجله، ولابد من التحدث معه بلغة واضحة عن ظروفنا الصعبة في شأن البنية التحتية المتهالكة، وحتى لا يتفاجأ بالواقع المر ولكي لا يقارن مقارنة ظالمة بيننا وبين الدول الخليجية، ومن ثم يفر كما فر أقرانه من المدربين الأجانب.

في ظل هذه الظروف الصعبة، هل نحن فعلا بحاجة لمدرب في وزن ماتشالا لتدريب منتخبنا الوطني الأول؟ وهل نحن نريده فقط لتحقيق انجاز محسوب على المستوى الآسيوي من دون أن ننظر إلى حالنا المتردي ونقوم بعلاجه فورا بدلا من استقدام مدرب بهذا الحجم الذي سيكلفنا الكثير من الأموال من دون فائدة؟

نحن بانتظار ما ستفسر عنه النتائج في المفاوضات، وما هي بنود العقد وكيفية عمل المدرب معنا، وإن غدا لناظره قريب.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1676 - الأحد 08 أبريل 2007م الموافق 20 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً