العدد 1693 - الأربعاء 25 أبريل 2007م الموافق 07 ربيع الثاني 1428هـ

أفلام عمر الشريف المصرية في رسالة دكتوراه

ينهي باحث مصري في علوم الترجمة - مع احتفال الممثل العالمي عمر الشريف بعيد ميلاده الماسي في العاشر من هذا الشهر - رسالة دكتوراه عن ترجمة أفلام عمر الشريف من العربية إلى الإنجليزية. ويقول الباحث محمد يحيى جمال الذي يقيم في أستراليا: «إن التكنولوجيا الرقمية أتاحت فرصة ذهبية لتقديم الأفلام المصرية عموما وأفلام عمر الشريف خصوصا إلى الجمهور العالمي».

وتابع «وبهذا تستطيع السينما المصرية أن تجد لها موضع قدم في سوق الأفلام على المستوى العالمي من خلال توزيع الأفلام على أقراص دي في دي».

وتتيح أقراص دي في دي تقديم السينما المصرية بأسلوب معاصر وجيد، إذ يمكن تقديم الفيلم مترجما إلى عدة لغات ومعه معلومات إضافية عن خلفية إعداد الفيلم ونبذة تاريخية عن السينما المصرية ومعلومات أخرى في ملف خاص على القرص نفسه والذي يسمى «الإضافات الخاصة» والذي يحتوي على معلومات تاريخية وصور نادرة عن الممثلين وإعلان الفيلم والمشاهد التي تم حذفها أو تغييرها عند عرض الفيلم.

وتتناول الدراسة عدة أسئلة مهمة خاصة بترجمة الأفلام والتي يقول عنها الباحث: «إنها تخصص جديد لم تنتبه إليه بعد الجامعات العربية إذ لا يوجد التخصص في هذا النوع من الترجمة. وهذا النقص يؤثر سلبا على صناعة الـ (دي في دي) التي لم تستفد بعد من كل إمكانات التكنولوجيا الرقمية». وأقراص الأفلام الرقمية هي من نتائج الثورة الرقمية التي ولدت في مطلع التسعينات من القرن الماضي والتي أشعلها الانترنت ثم برامج الوسائط المتعددة التي أتاحت إمكان وضع النص مع الصورة ثم الصورة المتحركة مع الصوت على «قرص رقمي متنوع» وهو المعني وراء الحروف المختصرة (دي في دي).

فعلى سبيل المثال، يتيح القرص الواحد فرصة وضع ترجمة للفيلم بأربعين لغة مختلفة ما يعني فتح أسواق جديدة لتوزيع الفيلم العربي إلا أن الإنتاج المصري يضع ترجمتين فقط بالانجليزية والفرنسية. هذا مع أن صناعة الفيلم العربي يمكن أن تجد لها أسواقا في تركيا وإيران وألمانيا وايطاليا والهند والصين وأميركا اللاتينية. وإمكان وضع الترجمة على القرص نفسه تعتبر قليلة الكلفة بالمقارنة بتصنيع القرص الواحد.

والبحث يتناول تقديم الممثل المصري إلى الجمهور العالمي الذي عرف عمر الشريف ممثلا بالانجليزية والفرنسية والايطالية والذي لا يدرك ان الممثل نفسه كان يقوم بالتمثيل باللغة العربية مدة عقد من الزمان تقريبا قبيل اختيارة للقيام بدور «علي» في فيلم «لورانس العرب» الذي نال عنه جائزة أفضل ممثل مساعد سنة 1962. ويقول جمال: «إن اشكال البحث يكمن في تقديم فيلم أجنبي إلى الجمهور الاسترالي مثلا إذ يقوم الممثل المعروف بالتمثيل بلغة (أجنبية) ولكنها في الواقع هي لغة الممثل الأصلية. والترجمة من العامية المصرية الى الانجليزية يعتبر تخصصا قائما بحد ذاته. ومن هنا كان اعتماد الدراسة على الترجمات المعروضة في السوق، والتي تم توزيعها تجاريا على أقراص دي في دي من إنتاج شركتي روتانا وفنون».

وعلّق جلال - الذي درس في كلية الألسن بجامعة عين شمس - أن ترجمة الأفلام تختلف عن الترجمة التحريرية من حيث انها تخضع إلى نظام ومعايير مختلفة تماما عن الترجمة التحريرية التي اعتاد عليها المترجم العربي. فالترجمة المرئية - وهو الاسم الذي يطلق على ترجمة الأفلام والمسلسلات - يجب أن تكون شفافة بمعنى أن تكون موجزة ومعبرة وكذلك واضحة للقراءة ومتابعة الفيلم. ويلاحظ الباحث أن ترجمة أفلام عمر الشريف على أقراص الدي في دي والمعروضة تجاريا تفتقر إلى خبرة الترجمة المرئية إذ إنها «طويلة المبنى» و «حرفية المعنى» وتفتقر إلى «الوعي السينمائي» الذي يربط الحوار بالصورة. ويرى الباحث أن المترجم يعاني من ادراك مقاصد لغة الحوار بالعامية وهي أصلا أساس الحبكة الدرامية في جميع الأفلام العربية التي تعتمد أساسا على الحوار وليس الصورة.

ويقول جلال - وهو من المتخصصين القلائل في مجال الترجمة المرئية - ان «هناك مستقبلا واعدا لهذا المجال من الترجمة» ويعطي مثالا على اهميته فيقول: «إن مهارة وضع معلومات بصورة شيقة وطريقة تقديمها في صورة رقمية غدت من المهارات الأساسية التي يجب أن يتقنها المترجم وبالتالي يجب على كليات الترجمة العربية سرعة الاهتمام بتدريسها فالعالم ينتقل سريعا إلى المجال الرقمي بعيدا عن المعلومة المطبوعة». ويدلل جمال على إمكان تطويع التكنولوجيا متعددة الوسائط لتقديم معلومات عربية بعدة لغات في مناسبات مثل: موسم الحج، المناسبات الرياضية العالمية مثل آسياد الدوحة، أو كأس العالم للشباب 2009 بمصر، أو مهرجانات السينما في دبي والقاهرة ومراكش وقرطاج، هذا بالإضافة إلى تقديم برنامج «عاصمة الثقافة العربية» وهي مناسبة سنوية للعالم كله والفائدة المباشرة في مجالات السياحة والخدمات الحكومية التي تتطلب تقديم موضوعات معقدة مثل قانون الضرائب أو الالتحاق بالجامعات أو الصحة العامة، هذا كله إضافة إلى إمكان وضع المناهج التعليمية كلها على أقراص (الدي في دي)».

العدد 1693 - الأربعاء 25 أبريل 2007م الموافق 07 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً