أكدت الاختصاصية الاجتماعية فيض الشرقاوي خلال ندوة نظمها مجلس التيتون النسائي أمس بمنطقة الجنبية أن أحد المسلسلات الخليجية التي عرضت في شهر رمضان الماضي هي السبب وراء انتشار ظاهرة البويات في المجتمع البحريني، مشيرة الى أن هذه الظاهرة كانت موجودة في السابق إلا أنها كانت موجودة بشكل بسيط ولكن بعد عرض المسلسل الخليجي الذي كان يضم احدى هذه الظواهر زادت الحالات في المجتمع البحريني.
وأوضحت الشرقاوي أن بعض الفتيات يلجأن إلى التشبه بالرجال بسبب ضعف الشخصية، ما يجعلهن فريسة سهلة الاصطياد من قبل بعض البويات في المدارس، مضيفة أن الأسباب التي تدعو إلى وجود مثل هذه الظاهرة هي أن بعض البنات يكنّ مستضعفات من قبِل الأب أو الأخ، ما يجعل التمرد في اعتقاد البنت هو الحل لفرض سيطرتها، إضافة إلى ضعف الوازع الديني والكبت الذي يمارس عليها.
وأضافت أن بعض الأهالي يلعبون دورا كبيرا في تحول الفتاة إلى «بوية» إذ انهم لا يهتمون بقصة شعر الفتاة أو لبسها ناهيك عن أن بعض الأسر تقوم بمناداة الفتاه باسم شاب، ما يجعل فرصة التحول إلى بوية سهلة عند بعض الفتيات، موضحة أنه في السابق عندما يقمن الفتيات بالجلوس مع بعضهن داخل الغرف كان الأمر طبيعيا إلا أنه يعد الآن أمرا مرعبا يجب على أولياء الأمور الانتباه إليه.
وعلى صعيد متصل بأسباب وجود ظاهرة البويات أشارت الشرقاوي إلى أن انشغال الوالدين وضغوط الحياة هي سبب من أسباب انتشار هذه الظاهرة، مؤكدة أنه يجب على أولياء الأمور تعليم الفتاه منذ الصغر الفرق بين لمسة البنت العادية ولمسة البنت التي تخفي وراءها أمرا آخر.
وأكدت الشرقاوي أن المشكلة تتفاقم حاليا بسبب عدم تعاون غالبية إدارات المدارس عموما ووزارة التربية والتعليم خصوصا، إذ إن إدارات المدارس تنفي وجود البويات في مدارسها وكذلك وزارة التربية.
وعن التصرفات التي تلجأ إليها البويات أوضحت الشرقاوي أن التصرفات التي تدور بين هذه الفئة هي إرسال الهدايا إلى بعض مع وجود نسبة كبيرة من الغيرة، مؤكدة أن بعض «البويات» يكوّن علاقات مع فتيات يطلق عليها اسم «بنوتة» مشيرة إلى أن هناك حالة شهدتها البحرين وهي زواج بين احدى البويات في احدى المدارس الثانوية إذ تم التجهيز لحفلة زواج مع تبادل الخواتم التي تدل على وجود علاقة زوجية بينهما.
وطالبت الشرقاوي إدارة المدارس بالتعاون مع الاختصاصيات اللاتي اصبح دورهن في المدارس مهمشا بصورة كبيرة، مشيرة إلى أن التعاون مع الاختصاصيات سيحل جزءا كبيرا من المشكلة.
وطالبت الشرقاوي أولياء الأمور بالتكاتف مع إدارة المدارس حتى يتم وضع حد لمشكلة البويات، مؤكدة أن على أولياء الأمور عند كشف احدى بناتهم تتصرف مثل البويات فعليهم إرسالها إلى قسم تعديل السلوك في مستشفى الصحة النفسية، مضيفة ان هذا القسم لا يبعث على الخجل بل سيساعد على تقويم سلوك الفتاة وتفادي حدوث مشكلة أكبر.
العدد 1694 - الخميس 26 أبريل 2007م الموافق 08 ربيع الثاني 1428هـ