أكد وكيل وزارة التربية والتعليم لشئون التعليم والمناهج عبدالله المطوع أن جهود الوزارة مستمرة منذ العام 2002 وحتى الآن وتستمر أيضا في المستقبل لتطوير المناهج الدراسية وإعادة توجيهها بما يعزز أكثر وأكثر قيم المواطنة والانتماء والمهارات الحياتية سواء كانت في صيغة مقرر أم في صيغة دروس مبثوثة في كتب ومقررات أخرى.
جاء ذلك تعقيبا على ما نشر في بعض الصحف عن دور وزارة التربية والتعليم في تفعيل قيم المواطنة والحوار بين الطلبة، إذ أوضح المطوع أن جهد الوزارة في هذا المجال لم يبدأ اليوم، وإنما بدأ منذ أكثر من 5 سنوات وهو يتواصل بشكل تصاعدي، وبدأ هذا الجهد عمليا منذ إعلان المشروع الحضاري لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وأشار إلى أن الوزارة قامت ومنذ بداية إعلان هذا المشروع الحضاري بتفعيل هذه القيم بشكل ملموس وواضح ومتصاعد من سنة إلى أخرى، وأن الوزارة سبق لها أن أعلنت ومنذ العام 2002 خطة متكاملة لتفعيل قيم المواطنة والانتماء والحوار واحترام الرأي والرأي الآخر والتعاون والتعايش مع الآخرين خلال خمس السنوات الماضية، إذ نفذت على صعيدي المناهج الدراسية والأنشطة التربوية والرياضية الكثير من البرامج الجديدة تماما التي تصب في هذا الإطار.
وتطرق المطوع إلى أمثلة حية في هذا المضمار، مثل تطبيق أول منهج دراسي لتربية المواطنة في جميع المراحل الدراسية خلال السنتين الماضيتين متضمنا مجمل القيم الوطنية المرتبطة بالتاريخ الحضاري لهذا الوطن، عطفا على روح الدستور وميثاق العمل الوطني، وما يجمع بين أبنائه من روابط وأسس المواطنة المتعمقة جذورها في تاريخ هذا البلد العريق، ملفتا إلى أن ذلك ليس من خلال دروس أكاديمية تلقى على الطلاب وإنما من خلال الكثير من المهارات والأنشطة الصفية واللاصفية والممارسات اليومية داخل المدرسة وخارجها وما يتناسب مع المرحلة العمرية لكل مرحلة دراسية.
وأضاف المطوع أن الوزارة أدخلت لأول مرة الثقافة السياسية من خلال مواضيع بثت في كتب التربية للمواطنة والنظام السياسي للمرحلة الثانوية، وتهتم بالدرجة الأولى بالتعريف بالأسس الدستورية والقانونية والأخلاقية للنظام السياسي بمملكة البحرين، في إطار منظومة الحقوق والواجبات المترتبة على المواطنة بالإضافة إلى الاهتمام بحقوق الإنسان المختلفة والتعريف بها ضمن أفق إنساني، بالإضافة إلى إدخال أول مقرر لخدمة المجتمع في المرحلة الثانوية منذ العام الدراسي الماضي ويعتبر مقررا إلزاميا وشرطا من شروط التخرج ويتضمن 60 ساعة من خدمة المجتمع الفعلية والميدانية في المؤسسات الحكومية والأهلية المختلفة بما يعزز هذا الانتماء.
وتطرق المطوع إلى ما أشارت إليه بعض الصحف بخصوص إعداد الوزارة منهج المهارات الحياتية، فقال لابد من توضيح الأمر على وجهه الصحيح، إذ إن هذا المنهج الذي تعده الوزارة حاليا مع خبراء اليونسكو، هو منهج جديد يتعلق بالإعداد للحياة من خلال منظومة متكاملة من المهارات والبرامج في مختلف المستويات الدراسية بما يساعد الطلبة على إكسابهم المزيد من المهارات الحياتية ومنها مهارة إدارة الحوار ومهارة النقاش وهذا المنهج في طور الإعداد، ملفتا إلى أن الوزارة كانت أعلنت منذ العام 2006 أنها تعده بالتعاون مع خبراء اليونسكو.
وأكد المطوع أنه بالإضافة إلى هذا الجهد على مستوى إعادة توجيه المناهج لخدمة هذه القيم، فإن الوزارة كثفت خلال السنوات الماضية من عدد الأنشطة والبرامج اللاصفية الرياضية والكشفية والثقافية والمسرحية والدينية والمعارض والأنشطة التي تشمل مختلف أوجه الحياة اليومية للطالب بما يعزز هذه القيم بشكل عملي.
ولفت إلى إشراك الوزارة ممثلين عن الطلبة لحضور المؤتمرات التربوية والإدلاء بآرائهم ومواقفهم وتطلعاتهم كما حرصت على فتح الكثير من المجالات والأبواب أمام الشباب للحوار ولتعلم كيفية إدارته مثل إنشاء نادي الإعلام للطلبة بإحدى المدارس الثانوية وتنظيم زيارات للطلاب إلى مجلسي الشورى والنواب لحضور الجلسات وتنظيم العشرات من الندوات التي ينظمها الطلبة أنفسهم بالمدارس الإعدادية والثانوية والمنتديات التي تنظمها المدارس فضلا عن إيجاد مجالس للطلبة في المدارس تستكمل الصورة التي رسمتها الوزارة للمؤسسة التربوية كمؤسسة تعليمية متكاملة ومستقلة إذ لا يخفى أن في المدرسة يوجد مجلس للإدارة مؤلف من الهيئات الإدارية والتعليمية ومجلس للآباء ومجلس للطلبة.
العدد 1694 - الخميس 26 أبريل 2007م الموافق 08 ربيع الثاني 1428هـ