يتساءل الكثيرون عن النتائج التي حققتها ممثلا البحرين (المنامة، الأهلي) في البطولة الخليجية الـ27 لكرة السلة التي تحتضنها البحرين هذه الأيام والخروج بخفي حنين من الدور الأول وعدم التأهل على أقل التقادير للدور الثاني، وخصوصا أن البطولة تقام على أرض الوطن وبالتالي فإننا مطالبون أكثر لتحقيق هذه البطولة، فمن هو المتسبب في هذه النتائج، وعلام تشير هذه النتائج التي تعني مواصلة الاندثار بين السلة الخليجية التي تتقدم عنا بأميال كثيرة.
قد يقول البعض إن السلة البحرينية لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن تجاري الأندية الخليجية التي تمتلك المقومات نحو تحقيق البطولات، ومنها عنصر الطول والفنيات وأشياء أخرى، لكن في الوقت ذاته يعتبر الإعداد الجيد لأي فريق الطريق الأمثل للمسير نحو المنافسة على أية بطولة محلية، فكيف بها تكون خارجية وعلى أرض الوطن، وهذا ما حدث فعلا مع ممثلي البحرين في هذه البطولة.
الكل يعرف أن البطولة عندما تكون على أرضك فإنك تسعى بكل جهد إلى أن تحضر للمنافسة على لقبها وتعد العدة لها وتستخدم كل الطرق التي تؤهلك للظفر بالبطولة وإسعاد الجماهير الكبيرة التي يتوقع حضورها لتشجيعك، غير أن الفريقين الحاليين (المنامة والأهلي) لم يحظيا بهذه الميزة بتاتا، على عكس الفرق الخليجية الأخرى التي وإن لم نعرف كيف كان استعدادها للبطولة، فإنها على الأقل خرجت في معسكرات تدريبية استعدادية للبطولة.
إن السبب في تلك النتائج والخروج من دون منافسة حقيقية على كأس البطولة يعود بالدرجة الأولى للاتحاد البحريني لكرة السلة الذي لم يعط الفرصة للفريقين للإعداد للبطولة بالشكل المطلوب، وإتاحة المجال لهما بالخروج في معسكرات طويلة أو قصيرة، وكأنه ليس معني بالمسألة.
ألم يكن بمقدور الاتحاد أن يؤجل مباريات الفريقين قبل أكثر من شهر أو أقل من شهر من أجل أن يسافر الناديان لأية جهة ويعدان نفسيهما جيدا للبطولة بدل أن يتعنت في مواصلة الدوري العام، وزاد الطين بلة إدخال الفريقين في منافسة قوية وشديدة محليا قبل أقل من أسبوع من انطلاقة البطولة، وإذا افترضنا أن الاتحاد يسعى إلى إنهاء الموسم سريعا، ألم يكن بمقدوره على الأقل تأجيل المباراة النهائية فقط ولعبها بعد البطولة الخليجية وبالتالي ستكون المباراة أقوى بكثير مع الإعداد الجيد للفريقين قبل ذلك.
لقد أخرج الفريقان كل إمكاناتهما وقدراتهما الفنية والنفسية والبدنية في بطولة المربع الذهبي للدوري العام، وخصوصا في المباريات الثلاث النهائية بين الأهلي والمنامة بالذات، فوصلا للبطولة الخليجية خاليي الوفاض غير قادرين على إعطاء المزيد، خصوصا إذا ما عرفنا أن اللاعب البحريني يعد لاعبا هاويا غير قادر على تحمل الضغط الكبير التي يتعرض له نتيجة المباريات المتواصلة، إذ لعبا 6 مباريات قوية في ظرف أسبوعين فقط.
لماذا لم يأخذ اتحاد السلة بالخطوة الجيدة التي اتخذها اتحاد كرة اليد بأن أتاح الفرصة لفريقي النجمة والأهلي للإعداد الأمثل للبطولة الخليجية لكرة اليد التي استضافها الأخير وحقق بطولتها وأسعد بذلك جمهور البحرين الذي غص بين مدرجات صالة مركز الشباب في الجفير، ولعل أضعف الفرق في هذه البطولة نزوى العماني كان في البحرين يعسكر للبطولة قبل انطلاقتها بأسبوعين.
باعتقادي ان اتحاد السلة يتحمل الجزء الأكبر من الفشل الكبير الذي عانت منه الكرة البحرينية في هذه البطولة، وعدم الظهور على أقل التقادير بوجه مشرف، فجاءت الهزائم بفارق كبير لفريق الأهلي، والخروج المخجل لفريق المنامة، وبالتالي أصبحت البطولة بطولة في البحرين ولكن بفرق غير بحرينية، وهو ما لن يعطي البطولة أي طعم تنافسي خصوصا مع التوقعات التي تشير الى عدم حضور الجماهير لمشاهدة مباريات المربع الذهبي والنهائي حتى لو وضعت اللجنة المنظمة الجوائز التحفيزية. وإذا ما تذكرنا البطولة الخليجية لكرة اليد فإن جميع الفرق أكدت أن السبب الرئيسي لنجاح البطولة كان الحضور الجماهيري الكبير وغير المتوقع للجمهور البحريني، لكن هذه البطولة تعاني وستعاني المزيد في الأيام المتبقية منها.
أما السبب الثاني في هذه الخسائر هو عدم وقوف الندية البحرينية مع بعضها، ولنأخذ العبرة من نادي الوصل الإماراتي الذي جلب معه جميع لاعبي المنتخب المتميزين ودعمه بلاعبين محترفين فأصبح فريقا لا يقهر، بينما أنديتنا تعارض إعارة لاعبيها للأندية الأخرى.
في النهاية نتمنى أن يأخذ الاتحاد العبرة من الاتحادات الخليجية التي تساعد أنديتها على تحقيق المجد لها، والمساعدة في رفع اسم البحرين في أي محفل كان.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1699 - الثلثاء 01 مايو 2007م الموافق 13 ربيع الثاني 1428هـ
