أكد رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة في المملكة العربية السعودية الشيخ صالح كامل ضرورة إنشاء الهيئة العالمية للزكاة، مشيرا إلى أن آثارها ستكون حاضرة عندما تشرف الدولة على أمر الزكاة وفق تسلسل هرمي من القرية أو الحي إلى المدينة فالدولة فالأمة.

وأشاد الشيخ كامل في كلمته بمملكة البحرين ودورها في احتضان العمل المصرفي الإسلامي، مشيرا إلى أن البحرين آوت العمل المصرفي الإسلامي ونصرته حين لم يتفهمه البعض ولم ينصفه الآخرون حتى مكنته من كسب الاعتراف الرسمي والنهوض بهياكله ومنتجاته وتطويره وأنشأت له المؤسسات الداعمة وأصبحت بحق عاصمة العمل المصرفي الإسلامي بكل أبعاده ومضامينه.

جاء ذلك في انطلاق فعاليات الندوة الفقهية لمجمع الفقه الإسلامي الدولي في قضايا الزكاة أمس بفندق الدبلومات في المنطقة الدبلوماسية برعاية وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة، وبمشاركة واسعة من علماء وفقهاء العالم الإسلامي وحضور إعلامي من مختلف الدول.

وقال كامل: «إن مثل هذا التنظيم يتيح المجال واسعا لأن تكون هناك جهة تعنى بالإعلام بالزكاة وتخاطب ضمير كل مكلف وتحثه على أدائها، وتعنى بالتثقيف بأحكام الزكاة، وتستقصي أحوال المكلفين وظروف المستحقين، وتوفر فرص التدريب وتبادل الخبرات بين الجهات العاملة في مجال الزكاة، كذلك فإن هذا التنظيم يخضع الزكاة لرقابة إدارية ومحاسبية تحمي أموال الزكاة من أن تضل طريقها إلى أغراض مشبوهة كالإرهاب وألا يساء استخدامها لتشويه صورة الإسلام، وفي الوقت نفسه ترفع القيود عن كل عمل خيري موجه لمصالح المسلمين».

من جهته، أشار الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الشيخ محمد الحبيب بن الخوجة إلى إقامة هذه الندوة الفقهية، منوها بأهمية رعاية هذه الندوة في مملكة البحرين. وأوضح أهمية وقيمة الزكاة في الإسلام، مرحبا بإنشاء الهيئة العالمية للزكاة في المؤتمر العالمي للزكاة بكوالالمبور التي قال إن الهدف من إنشائها الاهتمام بأمور الزكاة تثقيفا وإعلاما ومحاسبة وتدريبا وتطويرا وتحصيلا وتوزيعا.

وبيّن كذلك أنه ينتظر الهيئة العالمية للزكاة الكثير من العمل والاجتهاد في القضايا المستجدة وما تقتضيه من تطبيقات بالقيام بواجباتها وبذل الجهود والتنسيق والالتزام بما ورد في الشريعة والدراسات الفقهية.

وفي ختام كملته أشار الخوجه إلى أن الندوة ستتناول موضوعات: أوعية الزكاة: الأموال والأنصبة والمقادير الواجبة، نقل الزكاة من مكان إلى آخر، إنشاء جماعات زكوية تبعا للمصارف، والتأمين الزكوي للديون، حولية الزكاة (المعنى والتطبيقات)، استثمار أموال الزكاة، إعطاء الفقراء غير المسلمين من الزكاة، وتحصيل نظيرها منهم، مصارف الزكاة: التطبيقات المستجدة، شمول مصارف الزكاة: التعميم وعدمه. وفي ختام حفل الافتتاح أكد وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة أهمية مشاركة العلماء في هذه الندوة من خلال إثرائها، مثمنا الدور الرائد الذي اضطلع به مجمع الفقه الإسلامي والهيئة العالمية للزكاة ومجموعة البركة لإقامة هذا الملتقى العلمي الكبير. وأوضح أن الزكاة كركن من أركان الإسلام تستمد صبغتها العالمية من عالمية الإسلام الخالد الذي استوعب تقلبات الفطرة الإنسانية ولبى حاجات النفس البشرية وصولا إلى صوغ فريد لمجتمع بشري آمن يعمر الأرض وفق منهج الخالق في ظل تشريعات إلهية تحفظ حقوق الأفراد والمجتمعات، لافتا النظر إلى «أن العالم اليوم يراهن على قدرة هذه الصيغة العالمية في تشريعات الدين الحنيف لتواكب كل جديد وتستحدث كل ما من شأنه أن يسابق مستجدات عولمة لا تقيم للمبادئ والأخلاق في حساباتها وزنا ولا تعرف للإنسان حقا».

ثم توجه وزير العدل والشئون الإسلامية بالحديث إلى العلماء المشاركين قائلا: «إننا على ثقة تامة من أن الأمة الإسلامية تملك رصيدا لا نظير له من العقول النابغة التي استقصت بدقة تفاصيل فريضة الزكاة كأحد أركان الإسلام وأحد ركائز الاقتصاد الإسلامي في ظل العصر الذي نعيشه بكل تلاحقاته ومستجداته وهمومه وآلامه، والتي كان للمجتمع المسلم منها النصيب الأكبر ضمن منظومة المجتمع الإنساني الذي استيقظ على طفرات اقتصادية وتلاحقات سياسية وتقلبات اجتماعية، غيرت كثيرا من معالمه وتوجهاته، وأنتم يا علماء الأمة ومفكريها صمام الأمان للمجتمع الإسلامي خصوصا وللمجتمع الإنساني عموما وعلى أيديكم وباجتهاداتكم النيرة على هدى الشريعة نصل بالبشرية إلى بر الأمان، حيث تنعم الإنسانية أفرادا ومجتمعات بخيرات الأرض والسماء وفق منهج الخالق جل وعلا».