العدد 1703 - السبت 05 مايو 2007م الموافق 17 ربيع الثاني 1428هـ

المشروع القومي العربي بين النكبة والاحتلال

ثمة ما يعزز القناعة بأن أشياء كثيرة ليست على ما يرام في وطننا العربي فمنذ عقد من الزمن أو أكثر ورجال الفكر والإعلام وعلماء الاجتماع ورجال الصحافة والمشتغلون بالسياسة والمعنيون بحاضر الأمة ومستقبلها أيا كانت اتجاهاتهم يتحدثون ويكتبون عن وجود «أزمة عربية متفاقمة»، «مأزق عربي»، عن إحساس بالمرارة والإحباط واليأس، عن عجز وتراجع أمام المشروع الامبريالي الصهيوني وعن إحساس بتحلل وشيك يدفعهم إلى التحذير من إمكان تفكك كامل على الصعيد القومي.

وهناك في الواقع ما يكفي من الأسباب الداخلية والخارجية التي تستدعي مثل تلك التحذيرات من أهمها تزايد عجز العرب أمام المشروع الامبريالي الصهيوني للمنطقة وتفاقم حال التبعية للعالم الغربي وانكماش أو تراجع حركات التحرر الوطني والتوحيد القومي والتخلف الاقتصادي والاجتماعي والقيمي والانحطاط الذي رافق الحقبة النفطية وما جلبته من ثروات هائلة تبددت في غير محلها، وبدل أن كانت تحسب قوة في يد العرب في الصراع مع الغرب ومن أجل التقدم والبناء ومواكبة ثورات العصر تحولت إلى أسلحة ضد العرب. وهناك غيرها من الأسباب التي عرضت أي مشروع نهضوي للفشل وساهمت في خدمة مخططات الامبريالية والصهيونية.

ويمكن باختصار إجمال تفسير واقع الأزمة بنتيجة تضافر أمرين أساسيين: الأول العنف الشديد الذي تدافع به الامبريالية الغربية والصهيونية عن مواقعها ومطامعها في المنطقة وأوجه الضعف البنيوية التي يعاني منها العالم العربي نفسه. ويحسن بنا أن نناقش ولو بشيء من الإطالة هذين العاملين لما لهما من أهمية في فهم معنى الحوادث الجسام التي نعيشها حاضرا ومحاولة استشراف المستقبل الآتي المؤسس على تداعياتها والمبني على احتمالات مسارها وتطورها. إن نظرة سريعة في حقبة القرن الماضي وصولا إلى اليوم تضعنا أمام حقيقة مؤلمة فقد انتقلت الدول العربية في غالبيتها وبعد كفاح طويل ومرير من الاستقلال السياسي في منتصف القرن إلى شكل ما من أشكال غياب هذا الاستقلال. ومن مجابهة لمخططات الامبريالية الأميركية والعدوانية الإسرائيلية إلى محاولات للإفلات من شراكها وضغوطها وممارساتها التي وصلت إلى ما نشهده اليوم من إعادة احتلال «إسرائيل» للضفة وغزة ومن جرأتها الراهنة في انتهاج سياسة إبادة منظمة بشرية ومادية وسياسية للشعب الفلسطيني وملابسات احتلال العراق وما بعد احتلال العراق ومن استهداف الأمة باسم «الحرب على الإرهاب» وصولا إلى مشروع «الشرق الأوسط الكبير» و «تحرير العالم العربي والإسلامي» وهكذا نرى بأم العين كم هي عميقة تلك الأزمة وكم هي شاملة ومحفوفة بالمخاطر.

إن كل ظاهرة اجتماعية مهما كانت درجة تعقيدها تستدعي بالقطع جملة من الأسئلة يمكن إجمالها في مجموعات ثلاثة: الأولى أثر العوامل الداخلية والظروف الخارجية في إيجادها والثانية علاقة الماضي بالحاضر وصولا إلى محاولة استشراف المستقبل. والثالثة مختلف العناصر التي تتكون منها الظاهرة سياسية كانت أم اقتصادية أم ثقافية عقائدية ودرجة أهمية هذه العناصر ودورها في عملية نشوئها ووجودها وفي سياق تطورها وتداعياتها.

لابد لأي تحليل موضوعي للظاهرة الاجتماعية من تحديد الخط الفاصل بين ما هو داخل الظاهر وما هو خارج عن حدودها. ولا نجانب اليقين إذا أقررنا بحقيقة أن التناقض الخارجي لا يعمل إلا من خلال جوهر الظاهرة، من داخلها. وهذه الحقيقة تخضع تأكيدا إلى عوامل زمانية ومكانية معينة ينبغي أن يأخذها التحليل بالاهتمام. لكن، وللحقيقة أيضا يكاد يكون من المستحيل تحديد الخط الفاصل فيما هو داخلي وخارجي في حال وطننا العربي لأنه المكان الوحيد في العالم وبحكم موقعه المركزي تمتزج فيه العوامل الداخلية بالعوامل الخارجية بصورة يصعب فصلها عن بعضها بعضا أو التعرف عليها بعيدا عن نقيضها.

إن الدور الكبير للاستعمار الأوروبي والتدخل الأميركي الذي تواتر وتواصل وجوده على أرضنا منذ عشرينات القرن الماضي قد ساهم إلى حد كبير في حال التخلف والتجزئة والعزلة عن مواكبة تطورات العصر وثوراته الكبرى، فبعد رحيل الاحتلال العثماني الذي ابتدأ منذ مطلع القرن السابع عشر إلى مطلع القرن العشرين ثم تلاه الاحتلال الأوربي وبعد الحرب العالمية الثانية أتى في إثره الاحتلال الصهيوني لفلسطين ثم النفوذ الأميركي، وأخيرا، وربما ليس آخرا الاحتلال الأميركي للعراق. وتصدي هذه الاحتلالات لمحاربة كل ما يمت بصلة إلى النضال التحرري والتقدم الاجتماعي والنزوع القومي العربي الوحدوي. ولم ينجُ عقد من العقود الخمسة الماضية من عدوان أو حرب على بلد عربي أو أكثر وتواصلت المؤامرات والدسائس الهادفة جميعها إلى تدمير حركة التحرر الوطني العربية وقواها الحّية. فإذا كانت نكبة فلسطين قد حددت ملامح وأبعاد وسمات مرحلة من التاريخ العربي على امتداد النصف الثاني من القرن العشرين فإن الاحتلال الأنغلو - أميركي للعراق قد هزّ أسس الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية في الوطن العربي. وتلك النزعة الأميركية الاستعمارية المتغطرسة والعدوانية بكل تجلياتها ذات الطابع التهديدي العسكري أو السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو تلك التي تتماهى مع المشروع الصهيوني تستهدف السيطرة على منطقتنا وإعادة تشكيلها بما يخدم مصالحها ومصالح الصهيونية عبر تجريد العرب من سيادتهم واستقلالهم وحقوقهم وهويتهم ونهب نفطهم وثرواتهم وسرقة أراضيهم وإغراقهم في حال من التبعية إلى أمد بعيد.

إنها لحظة فارقة في تاريخ العرب المعاصر تتميز بالبلبلة والقلق والإحباط والمخاوف من نذر العواصف التي يثير الأميركي زوابعها في هذا البلد العربي أو ذاك معلنا عن نواياه الامبريالية الشريرة بمنتهى الاستعلاء والغطرسة. وليس من حاجة للتأكيد على أن إعادة احتلال الضفة وغزة وقتل عملية التسوية السلمية ومن ثم احتلال العراق تعد خطوات أولى لدخول أميركا مغامرة إمبراطورية في الشرق العربي. وليس من حاجة للتأكيد على أن هذه المغامرة هي ذروة الشراكة الأميركية - الإسرائيلية الاستراتيجية الهادفة إلى فرض نظام إمبراطوري أميركي على النسق الذي فرضته بريطانيا في «الشرق الأوسط» بعد الحرب العالمية الأولى، يتيح لأميركا السيطرة على الجسر الآسيوي الممتد من حدود الصين إلى البحر المتوسط وشمال إفريقيا والسيطرة على موارد المنطقة وفي مقدمتها النفط وإعادة رسم خريطتها السياسية وتفكيك بناها الاجتماعية والسياسية على أسس عرقية وطائفية وإعادة صوغ ثقافتها وقيمتها وفقا لمصالحها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية ومصالح المشروع الصهيوني وعلى رأسها تصفية الوجود السياسي الفلسطيني وتثبيت الكيان الصهيوني «دولة» شرق أوسطية وامبريالية ثانوية في حدود تلك المنطقة.

ويشكل العراق قلب هذا الجسر الآسيوي بحكم موقعه الاستراتيجي وثرواته النفطية الضخمة، والمحصلة اليوم بعد الاحتلالين كما يقول إدوارد سعيد إنها أمة مهيضة الجناح محطمة ومهزومة وعاجزة عن فعل أي شيء سوى القبول مكرهة بكل ما تطالبها به أميركا في مجال خططها لإعادة رسم خريطة «الشرق الأوسط» لتتوافق مع مصالح أميركا و «إسرائيل». والمثير للدهشة أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد موقف عربي جماعي وليس هناك ما يشير إلى مثل ذلك، ولو كان غامضا ومبهما وغير مباشر. وعلى ما يبدو فالدول العربية تنتظر ما سيقوله أو يقدم عليه بوش أو غيره من تهديدات وعمليات ابتزاز أو إجراءات أو ضغوط أو زيارات أو ربما قصفا بالصواريخ والقنابل.

أما العرب وكما هو حالهم غالبا فهم يلجأون إلى تسويغ إخفاقاتهم ومصاعبهم وإشكالاتهم الذاتية وأزماتهم الداخلية بالعوامل والظروف الخارجية وحدها، هذا التسويغ لا يستقيم مع منطق الأشياء ولا مع تدافع الوقائع والحوادث وتداعياتها. صحيح أن موازين القوة بالمعنى الكلاسيكي في صالح الخارجي، لكن الداخلي كما أسلفنا ليس على ما يرام. وصحيح أيضا أن انهيار الاتحاد السوفياتي أفقد حركات التحرر الوطني والقومي والتقدمي العربية أهم المرتكزات الدولية في عملية مواجهة التحديات الخارجية والبناء الداخلي، لكن كان من الضروري أن يشكل هذا الانهيار في الوقت نفسه حافزا لتحصين الجبهات الداخلية وتقوية وسائل الدفاع الذاتي وتوحيد القوى والجهود تحسبا للأخطار المقبلة مع المتغيرات الدولية سواء لجهة صعود أميركا بوصفها لاعبا رئيسا وحيدا على المسرح الدولي ومعروف تاريخ أميركا السياسي نحو الأمة العربية أو لجهة الصراع مع العدو الصهيوني وأيضا لجهة التنمية الاقتصادية والبشرية في مواجهة العولمة واقتصاد السوق وتحديات العصر الأخرى. لكن وللأسف انغلق كل نظام عربي على نفسه وفتح قنوات سرية غالبا أو علانية أحيانا مع البيت الأبيض ضاربا عرض الحائط بمصالح الأمة ومصيرها. وصار مألوفا على رغم مرارته أن نسمع من هذه العاصمة العربية أو تلك وبملء الفم عبارة أن أمنها أولا. فكل دولة بمفردها تخشى على تخريب علاقتها الثنائية مع الأميركي. فبعض الدول العربية تعتمد على المساعدات الأميركية وبعضها الآخر على الحماية العسكرية. ومن الواضح أن كلا منها قرر ألا يثق بشقيقه وأن يتمركز على مقولة أمنه الخاص ومصلحته القطرية أو مصلحة نظام حكمه أولا مفضلا إراحة رأسه على وسادة السيد الأميركي، وهكذا شُلّت كل فاعلية الأمة وباتت رهينة مخططات الأميركي وتابعه الصهيوني.

إن ما نجده اليوم وطنا عربيا منقسما، مفككا، هشا قابلا للعطب أكثر من أي وقت مضى وهو ما يشجع أميركا على التدخل في شئونه والإعلان صراحة عن أهدافها بالهيمنة عليه، بإعادة صوغه السياسي والاقتصادي والفكري، ما شجع الإسرائيلي على العربدة في الساحة الفلسطينية. ونكاد لا نلمس شيئا من وسائل مجابهة هذا المشروع الامبريالي الخطير على المستوى الرسمي، حتى الشفوي منه، ولا نرى سوى ذاك الحقد الشعبي الهائل والكراهية العميقة للأميركي والصهيوني التي لا تستثمر على نحو فعال في الاستعداد والتحشيد لمقاومته. إنه لأمر قاسٍ ولكنه حقيقي القول إن الصرح السياسي والاقتصادي العربي بدأ يتداعى منذ نهاية السبعينات، بعد زيارة القدس المشئومة، وبداية التصالح مع الكيان الصهيوني وبروز الارتهان الكامل لأميركا ورافق ذلك تبني خطاب «العقلانية» الذي يفتقر إلى العقلانية بدعواه الانصياع إلى المتغيرات الدولية من دون التكيف معها وفق المصالح العربية. وبدايات التصدع في النظام السوفياتي ثم انهياره، وكيف طغى على ما تم بناؤه في حقبة ما بعد الاستقلال. وولد المناخ الأكثر ملاءمة للتدخلات الخارجية ولانتعاش الفكر السلفي والرؤى السياسية السلفية بكل تلاوينها وممارساتها.

إن كل قارئ لتاريخ العرب الحديث والمعاصر منذ سقوط حيفا ويافا واللد والرملة والجليل في العام 1948 إلى سقوط بغداد والبصرة والناصرية والموصل وكركوك في العام 2003 سيشعر بالأسى العميق لحال أمتنا وسينتابه القلق الشديد على مستقبلها. فالعرب اليوم يدفعون فيتدافعون خارج التاريخ. ليس فقط لأن وطنهم الكبير في النصف الثاني من القرن العشرين، قرن تصفية الاستعمار بأشكاله كافة، والتحرر الوطني للشعوب في كل مكان، هو الوطن الوحيد الذي نشأ واستقر في قلبه استعمار استيطاني عنصري ظلامي فاشي توسعي إذلالي وإحلالي هدفه النهائي هو بسط هيمنته العسكرية والسياسية والاقتصادية على سائر البلاد العربية والهيمنة على مقدراتها وتدمير طموحات شعوبها، ليس هذا وحده هو الذي يخرج العرب من المجرى العام للتاريخ فالتاريخ قد يصبر على قوم في هزائمهم، وقد يمد يده إلى من يتخلف عن الركب، أما الذي لا يتسامح فيه التاريخ أبدا، فهو أن يدير القوم ظهورهم له ويمضوا متباعدين عنه وهذا تحديدا هو ما يفعله اليوم غالبية العرب. هذا ليس جلدا للذات ولا تيئيسا كما يحلو لبعضهم أن يفعل أو يزعم. إنه توصيف يتوخى أولا فهم حقيقة ما يجري حولنا وما يخطط له أعداؤنا وثانيا البحث عن أنجع السبل والوسائل لتجاوز هذا الواقع الذي يضعنا أمام مأزق حقيقي بل أمام أزمة مصيرية. فالأميركيون ماضون في مشروعهم معتقدين أن تاج «الشرق الأوسط» يمكن تثبيته على رأس الإمبراطورية الأميركية بعملية تصفية نهائية لمؤثرات عربية قومية قد تعاودها أحلام قديمة لم يعد لها الآن مجال. وتأمين ذلك بحسب تصورهم يقتضي عملية جراحية واسعة في العالم العربي تغير أفكاره وتوجهاته - وتغير قيمه ومعتقداته، حتى إذا اقتضت الجراحة زرع قلب جديد يقبل به الجسم العربي - فكرا وفعلا - مهما كانت درجات الحساسية والرفض، وإذا أصر الجسم العربي على العناد فإن الجَرَّاح القائم على زراعة القلب مخوّل بتوقيع شهادة وفاة! ويخطئ خطأ فادحا من يعتقد أن الأميركي يفكر في التراجع عن سياسته من دون مقاومة مسلحة ومن دون تضحيات كبيرة، لقد جاءوا إلى العراق ليمكثوا طويلا. وليصوغوه على شكل يؤمن لهم الإقامة المديدة والوجود العسكري الدائم. إن ما يسمى تسليم السلطة إلى العراقيين ومنحهم السيادة ليس أكثر من لعبة قديمة جديدة. إنها تستهدف «عرقنة» العراق ودفع العراقيين إلى القتال فيما بينهم. إن ما نشهده يوميا في العراق هو أشبه ما يكون بحرب أهلية غير معلنة. وتحت مسميات السيادة سيبقون في العراق ولا يبقون. وسيمنحون السيادة للعراقيين ولا يمنحون. أهذه أحجية؟. لا فالأمر ليس معقدا. سيزرعون قواعد عسكرية لهم في العراق بذريعة حماية أمن العراق الخارجي وضمان استقرار أمن المنطقة وضمان حماية «الديمقراطية» الوليدة وترسيخها من أجل ضمان عدم عودة النظام الشمولي إلى العراق. أما السيادة فستكون شكلية مادامت قوات الاحتلال معسكرة في قواعدها على أرض العراق. يريدون نظاما أميركيا بواجهة عراقية، نظاما على أسس إثنية وعرقية وطائفية، نظاما يفك ارتباط العراق بفلسطين والعروبة. وهذا ممكن فقط في ظل بقاء الوجود الأميركي في العراق. وسيسجل في كتب التاريخ أن احتلال العراق ليس سوى فصل آخر من فصول التورط الأميركي في العالم العربي كما حدث من قبل في أميركا الوسطى وجنوب شرق آسيا. وكما انتهى إليه التورط هناك سينتهي هنا. أما طول الوقت الذي يستغرقه الأمر، فيعتمد كثيرا على صلابة المقاومة واستمراريتها وعلى أوضاع أوروبا والأمم المتحدة، ومدى قدرة هذه العوامل الثلاث على خلق توازن في السلوك الأميركي، عن طريق إمداد أعقل السياسيين في واشنطن بسلم للنزول عن قمم الجنون التي يحلقون فيها الآن.

يقول المؤرخ البريطاني توينبي وهو على صواب فيما يقول: «يواجه المجتمع خلال تطوره صعابا تهدد كيانه ووجوده ورد الفعل الذي يقوم به هو الذي يكفل البقاء والاستمرار والازدهار بفضل القوة الداخلية والخارجية المستمدة من نجاحه أما إذا لم يستطع مواجهة هذا التحدي بنجاح فإنه يفقد قيمته الأصلية أو هيبته الخارجية ورفاهه المادي وربما آل به الأمر إلى الفناء والزوال». إذا نحن أمام تحديات ومصاعب تهدد كياننا ووجودنا فإما أن نتغلب عليها أو تتغلب علينا. ومن أجل أن نتغلب عليها نؤكد جازمين أن ليس للوطن العربي ككل ولا للأجزاء المكونة له، مستقبل خارج مشروع توحيد قومي. ويرجع ذلك إلى أنه ليس هناك مستقبل لذلك الوطن خارج مشروع للتنمية المعتمدة على النفس والمرتكزة على الذات، وإلى أن مشروعا كهذا ليس قادرا على البقاء بالنسبة إلى الأقطار العربية في ظل الظروف الحالية ما لم يرتبط بشكل أو بآخر من أشكال التوحيد القومي. ولا يسعنا إلا أن نتساءل أي نوع من مشروع للتنمية المعتمدة على النفس والمرتكزة على الذات؟ وأي شكل من التوحيد القومي؟ وما هي القوى الاجتماعية التي ستحقق هذا وذاك؟

المهمات المباشرة المطروحة اليوم هي تحديد مشروع التنمية هذا وتحديد هذه القوى الاجتماعية لكل بلد وللوطن العربي ككل وتعيين أهدافها الاستراتيجية والتكتيكية وإعداد أساليب عملها وتنسيق خطاها. والقيام بهذه المهمة شرط ضروري وكافٍ في آن معا لبقاء العرب أمة مستقلة.

العدد 1703 - السبت 05 مايو 2007م الموافق 17 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً