العدد 1705 - الإثنين 07 مايو 2007م الموافق 19 ربيع الثاني 1428هـ

الضغط، والسكري... وأشياء أخرى!

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

«تكتبين لصالح صحيفة ...... برجاء اكتبي عن حالنا ووضعنا المأسوي»... عبارة دائما ما تلاحقني، وأظنها تلاحق أي أحد يعمل في سلك السلطة الرابعة، أيا كانت وظيفته... يكفي أنه من الممكن أن يكون «الوسيط السريع» في نقل المشكلة، هذا إذا لم يكن في نظر البعض يمتلك القدرة الخارقة لصنع المعجزة وإيجاد الحل في أسرع وقت!

الكل يوصف وضعه بالمأسوي، والمشكلة التي استعصى حلها... وذلك يحلينا إلى مسألة عدم الرضا الوظيفي من قبل مختلف الموظفين وفي مختلف القطاعات والوظائف.

المعلمون قد يكونون في أول سلم المشتكين... ولا عجب في ذلك، إذ بمجرد الحديث إلى أحدهم، وتأمل ملامح وجهه تجد «القهر» مرسوما رسما لا تجيده يد أي فنان! حديثهم دائما ينحصر في المشكلات التي يواجهونها مع طلبتهم، وعدم تقدير مدير المدرسة ومن فوقه وزارة التربية والتعليم لجهودهم الجبارة ومعاناتهم... «أصبنا بالضغط والسكري، والقولون... وبنموت وبعدنا شباب ومحد يدري عنا»... عبارة أخرى يرددها أولئك في كل حين، ولا عجب أيضا، فالله يعينهم.

تذهب إلى المستشفى، تجد نفسك - باعتبارك صحافيا أو تشتغل في مجال الصحافة - في طرفة عين مخطوفا من قبل مجموعة من الممرضين أو المرضى أو المواطنين الذين كانوا في زيارة للمستشفى، ليشكو كل منهم حاله، طالبا منك الكتابة في معاناته وإيصالها إلى المعنيين، وفي قلبهم طبعا أمل كبير وشبه يقين بأن الحل بين يديك!

منطقتنا، والبحرين تحديدا تكثر فيها أمراض الضغط... واليوم بات كثير من المواطنين يشكون من أمراض القولون العصبي وقرحة المعدة... والمعروف أن القولون تحديدا المتسبب الرئيسي فيه أمور نفسية وضغوط عصبية يمر بها الفرد... ولاشك أن عدم الرضا الوظيفي أو الضغوط التي يتعرض لها الفرد، وخصوصا في عمله، قد تكون سببا في حمله لمرض ارتفاع ضغط الدم أو القولون.

«الرضا الوظيفي»، كيف يمكن الوصول إليه، إذا كانت الكراسي تشغل من قبل أناس «ما يقدرون إلا أهلهم»، وإن كانت الوظيفة ستخسرني جل شبابي في مقابل حفنة دنانير لا تكفي لنهاية الشهر، وإن كنت سأجد من هم دوني مستوى وكفاءة سلطوا علي، فقط لأنهم على صلة بـ «رأس الشركة»، وإن كنت سأجهد نفسي وجهدي ينسب إلى غيري أو لم يجد من يلتفت إليه ويقدره، فقط لأني ممن يكرهون «الدهان» ورائحته و»التلصق» بالمدير وحاشيته، وإن وجدت كل واحد من زملائي يكيد إلى الآخر من وراء ظهره، وإن رجعت إلى البيت ففاجأتني زوجتي وعيالي بقائمة من طلبات لن أستطيع الإيفاء ولو بربعها... وإن... وإن... وإن...

فأهلا وسهلا بالضغط والسكري والقولون وكل أمراض العصر وغير العصر... رضينا بها قدرا محتوما فرضه علينا «وضعنا المتردي»، ولكن هل سترحمنا وزارة الصحة بتوفير الدواء لعددنا المتزايد، أم أنها هي الأخرى تعاني من الضغط والسكري... وأشياء أخرى؟!

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 1705 - الإثنين 07 مايو 2007م الموافق 19 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً