العدد 1707 - الأربعاء 09 مايو 2007م الموافق 21 ربيع الثاني 1428هـ

«الوسط» تحتفي بعبدالله السعداوي

أما آن لهذا الرجل أن يستريح...

استضافت صحيفة «الوسط» أول عرض مسرحي داخل صحيفة. وذلك ضمن برنامجها لتكريم المبدعين البحرينيين. فكرة عرض المسرحية كانت بمبادرة للشخصية التي اختارتها «الوسط» لتكون الشخصية «الثالثة» ضمن المكرمين، «عبدالله السعداوي» الصوفي الأخير الذي يمثل اليوم أحد أقطاب المسرح البحريني الحديث.

تكريم السعداوي في «الوسط» هو بادرة شكر وتقدير لهذا الرجل الذي أعطى البحرين الكثير، بادرة باسم جميع المسرحيين والمثقفين والمهتمين بالقطاع المسرحي في البحرين لشخصية مازالت غائبة عن أعين المسئولين في الجهات المعنية بتكريم المثقفين والمبدعين البحرينيين.

لايزال عبدالله السعداوي ينتظر إنهاء إجراءات «التفريغ» في وزارة الإعلام. واقع الحال، هذا الانتظار أصبح بالنسبة للنخبة المسرحية والمثقفين والصحافيين في البحرين خارج حدود الصبر. نحن هنا لا نتحدث عن انتظار أيام أو شهور بل سنوات!

لم يبق شيء، كتب المسرحيون، وكتب المثقفون والصحافيون الكثير من المقالات. ومازالت وعود المسئولين لا ترى النور. أخبرونا، أما آن لعبدالله السعداوي أن يستريح؟. آما آن لهذا الرجل قليل الكلام أن يكون «مفرغا» لفنه وتلامذته وجمهوره وكتبه وليله المسكون بالإنسان. ماذا ينتظر المسئولون في الدولة؟. المزيد من الوعود. لا فالمثقفون هذا المرة لن يقبلوا بوعود جديدة. ورئيس تحرير الوسط منصور الجمري أعلن أن «الوسط» ستتبنى ملف «تفريغ السعداوي» حتى النهاية.

حفل تكريم الوسط للسعداوي، حضره لفيف من المبدعين والمثقفين والمسرحيين البحرينيين، ودشنت الوسط خلال الحفل رسالة رسمية لسمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وقع عليها جميع الحضور تطالب من سموه التدخل المباشر في إقرار تفريغ السعداوي. العريضة ستسلم صباح اليوم إلى مكتب سمو رئيس الوزراء، وبها آمال المثقفين البحرينيين كافة في استجابة سموه لهذا الرجاء الذي يعتبر أبسط أنواع التكريم للمسرحي الكبير عبدالله السعداوي، الذي ندرك تمام الإدراك أننا لا نقدم له شيئا إزاء ما قدمه للبحرين والبحرينيين.

لماذا تكرم «الوسط» عبدالله السعداوي

بدأت «الوسط» برنامجها لتكريم المبدعين بطاقم العمل في فيلم «حكاية بحرينية» الذي كان مفاجأة العام 2006 إذ حقق الفيلم حلما بحرينيا طال انتظاره بأن يكون لدينا أعمال سينمائية على أعلى مستويات الاحترافية، ثم عرجت «الوسط» نحو «الفكر» فكان لها أن تكرم الأكاديمي البحريني «نادر كاظم» على ما قدمه من إنتاج فكري ومعرفي كان يمتاز بحسّه الوطني ومقاومته لدعاوى الطائفية.

وكان لـ «الوسط» أن تختار عبدالله السعداوي ؛لأنه يمثل بالنسبة إلى جميع المثقفين في البحرين جرحا صامتا وغائرا لما يندمل، ستجدون في هذا العدد من فضاءات مساحات مبسطة من «عبدالله السعداوي» لكنها ليست كل الحكاية. الحكاية كلها هي أن تقف أمام السعداوي أو أيا من تلامذته الذين خرجوا من مدرسة السعداوي ليشقوا طريقهم للإبداع والنجومية. واقع الأمر، أننا حين اخترنا تكريم عبدالله السعداوي كنا نختار أن نكرم جميع المسرحيين في البحرين من دون استثناء.

مذ خرج أول عرض مسرحي بحريني في العام 1925م، قدمته مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق بعنوان مسرحية «القاضي بأمر الله»، ومرورا بالكثير من التجارب المدرسية والأهلية خرج عبدالله السعداوي ورفاقه بعد سنوات طويلة من العمل المسرحي في العام 1992م بـ «مسرح الصواري».

السعداوي ورفاقه نقلوا المسرح في البحرين لعهد جديد من العمل المحترف والحديث. ولم يكن حصول مسرحية (الكمامة) التي أخرجها «عبدالله السعداوي» على جائزة الإخراج من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي العام 1994م أن تكون بمفردها العلامة الأهم في مسيرة السعداوي، بل أن الكثير من الجوائز والمشاركات العربية والغربية اعطت اسم الصواري وعبدالله السعداوي المقام الذي تستحقه هذه الجهود الكبيرة وهذا الإنتاج الذي لا يجد حتى اليوم الدعم الذي يستحق.

«الوسط» ممثلة برئيس التحرير منصور الجمري أرادت أن تبعث برسالة واضحة، وهي أن المبدعين البحرينيين هم عيون «الوطن» التي يرى من خلالها، وهم أعزاء على البحرين وعلى شعبها الذي يقدر إسهاماتهم التي لولاها لما كان للبحرين أن تكون «البحرين» التي تتباهى بين دول المنطقة بمنتوجها الثقافي الذي تفوق على الكثير من التجارب القريبة.

فشكرا للسعداوي، شكرا للسعداوي الإنسان حين يكتُب، وحين يُخرج، وحين يتمشى على خشبة المسرح بسيطا لا يحمل من الحياة إلا قلبه ليقدّمه للناس في عالم من التجريب.

العدد 1707 - الأربعاء 09 مايو 2007م الموافق 21 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً