العدد 1709 - الجمعة 11 مايو 2007م الموافق 23 ربيع الثاني 1428هـ

حسن المظهر يزيد الثقة بالنفس

طالبات جامعة البحرين متأنقات من الصباح الباكر

صباحا عند ذهابنا لأشغالنا أو إلى جامعاتنا باكرا، نلتقي الكثير من العيون «الناعسة» التي مازال سلطان النوم يغلب على ملامحها. في المقابل يمكن ملاحظة الكثير من فتيات الجامعة، اللواتي يظهرن بمظهر شديد التأنق والاهتمام بأدق التفاصيل الصغيرة في الملبس ومساحيق التجميل منذ الساعة السابعة والنصف أو الثامنة صباحا.

يرى البعض أن هذا المظهر غير مناسب للمكان، ولا لهذا الوقت من النهار، في حين تتلفت بعض العيون المعجبة بالمظهر لتحفظ أدق تفاصيله لتطبقه فيما بعد، ويكتفي البعض الآخر بنظرة تعجب دون أدنى تعليق.

قد يبدو الأمر بسيطا، لندع الطالبات يمارسن حرياتهن الشخصية دون تعدٍّ على تفاصيل لا تؤذي أحدا، إلا أن اللافت للنظر أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر وتظهر بوضوح أكبر بعد ظهور ما يسمى بقانون الحشمة في الجامعة، والذي أثير حوله الكثير من الجدل العام، فهل المسألة هي عبارة عن أمر عادي تمارسه الطالبات، لأسبابهن الخاصة، أم أن الأمر جاء ردا على محاولة منع، وانتشر بحكم حب التقليد لدى الفتيات في مسائل الموضة.

عند استطلاعنا آراء الطالبات بشأن موضوع اهتمامهن بالموضة وتفاصيل المظهر لديهن، كن جميعا يجمعن على أن أسلوبهن بسيط وعملي، وأنه لا يتطلب منهن الكثير، قد يحتجن الى نصف ساعة أو ساعة على الأكثر من كل صباح حتى ينهين استعداداتها للخروج من المنزل.

بعض الفتيات يعتبرن المسألة شخصية، وأن المظهر الحسن يدعم الشخصية، والإحساس بالثقة، ولم نعدم الرأي القائل بأن المسألة كانت لدى البعض كرد فعل على قرار حاول أن يتعدى على حريتهن، فبادرن للاهتمام بالمظهر بمبالغة من دون التعدي على الأمور الأساسية التي يشير إليها القانون، من ضرورة الاحتشام، وبالتالي إذا ما وجهت إحدى المسئولات إحداهن الى تطبيق القانون فلن تستطيع فرض عقوبة عليها، لأنها محتشمة بالمعنى العام لكنها متأنقة بطريقة مبالغ بها، والقانون فضفاض، بل يمكن الجدل فيه.

تقول، مريم النيال (23عاما): بعد الضجة التي أثيرت حول قانون الحشمة لجأت بعض الطالبات الى هذا الرد، لكن مسألة الرد على القرار همشت بعد أن توقف الجدل في الموضوع، من دون أن تذهب ظاهرة المبالغة في التأنق المحتشم ما بين الطالبات، التي يملن الى التقليد عادة.

في حين ترى زهرة بلجيك (24 عاما) انه «لا بد من التأنق والاهتمام بالمظهر في كل مكان حتى في الجامعة، والمسألة تعود لأسلوب الفتاة ونمطها، وإن كان لا بد على الطالبة أن توظف أناقتها ببساطة لتكون عملية في الجامعة».

تعتبر زهرة نفسها من المهتمين بالأناقة والموضة، وأن أناقتها لا تتطلب منها أكثر من نصف ساعة لتكتمل، أكثر ما يهمها في الأناقة أن تكون عباءتها مكوية ونظيفة، وأن تجدد في موضتها بين الحين والآخر.

على رغم أن غالبية الفتيات يهتممن بمظهرهن بطريقة أو بأخرى كلٌ حسب مقدرتها، إلا أن غالبيتهن اعتبرن المبالغة دليلا على ضعف الشخصية وأنها محاولات للظهور من خلال المظهر الملفت البراق.

من وجهة نظر أسمهان خليل معروف (21 عاما) «لا بد أن تهتم الفتاة بأناقتها، إلا أن هذا لا يعني أن تماشي الموضة طيلة الوقت، ولتكن الأناقة على الأقل من أجل نفسيتها، وليس من أجل الموضة فقط»، وترى أن الطالبات كلما كن متأنقات ومرتبات من بداية اليوم، كانت مقدرتهن على أكمال اليوم بشكل أفضل، في حين كلما قلت مستويات الأناقة كان ذلك مؤثرا سلبيا، فتطغى عادة إنجاز الأعمال بأسرع وقت للعودة إلى البيت، وترى أسمهان أن مظهرها يساعدها على تأدية ما عليها من مهمات بثقة أكبر، «فعندما أجد نفسي غير مرتبة، أعجل في إنهائي للأعمال».

وتضيف «ان الطالبات المفرطات في التأنق يسعين الى الكمال، وفي الكثير من الأحيان يكن غير واثقات من أنفسهن بما فيه الكفاية».

وتقول أخيرا آلاء الليث (20 عاما): «إن اللباس حرية شخصية لا يجوز أن تتدخل الجامعة فيه»، وتشير الى أن أناقتها اليومية تعتمد على جدول عملها، فإن ازدحم بالمشاغل مالت الى البساطة، وإن قلّت المشاغل تقول: «أتأنق من غير إعارة مسألة الراحة الكثير من الاهتمام».

وتقول آلاء: «غالبا ما أستكمل استعداداتي لكماليات المكياج والإكسسوارات في السيارة، فلا وقت كافيا لدي في الصباح»، وترى آلاء أن من حق الفتيات المبالغات في التأنق أن يرتدين ما يشأن، «لأنه بكل بساطة أمر من حقهن، فالمسألة حرية الشخصية، فكما أرى أن البساطة هي الأفضل لي، ترى غيري المبالغة أفضل لها».

وتضيف، سابقا كانت الفتيات المحجبات هن الأكثر حرصا على الأناقة والموضة، أما الآن فغالبية الفتيات في الجامعة يهتممن بمظهرهن.

العدد 1709 - الجمعة 11 مايو 2007م الموافق 23 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً