العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ

أسمعني رنة موبايلك... أقل لك من أنت

موسيقى صاخبة... وأغنيات كلاسيكية وكليبات... حديثة وبكاء أطفال ومواء قطط وأصوات طبيعية وأخرى مصطنعة... وتقليعات سماعية غريبة تصك الآذان... كل ذلك وغيره يصل إلى أسماعنا عند رنات الموبايلات... التي أضحت بمنزلة حمى تستحوذ على اهتمامات الناس وخصوصا فئات الشباب.

هذه النغمات، التي تحظى باهتمام متزايد، أضحت تحدث ضجة في سوق الأغنية التي يقدر حجمها بمليارات الدولارات، فمستخدمو الموبايلات من الشباب يجدون فيها فرصة لاستعراض أذواقهم الموسيقية، أما شركات بيع الموسيقى وتقديم خدمات الاتصالات فتجد فيها فرصة لإقامة سوق محمية من القرصنة لتسويق الأغاني والكليبات وغيرها من وسائل الترفيه عبر أجهزة الهواتف النقالة... حتى أضحت النغمات بمنزلة مصدر واعد للربح بالنسبة إلى شركات بيع الموسيقى والتسجيلات.

أيضا تم تخصيص المزيد من النغمات الموسيقية عبر مواقع الإنترنت وتحول ذلك إلى نوع من التجارة قوامها نغمات جميلة وأبيات من الشعر تتناقلها الموبايلات بين الأصدقاء والمحبين والأهل والمعارف.

الغريب أن كثيرا من المختصين بعلم النفس ورصد السلوكيات يتخذون من رنات الموبايلات دلالة ذات مؤشر على سمات الشخصية... فالنغمات تقود إلى رصد عميق المشاعر المخيفة والغوص في دهاليز الروح وأسارير النفس... كما أنها قد تكون متنفسا للأحاديث والرؤى والأفكار.

عندما تدق أبواب النغمات، فإنك سترى المتناقضات، فهناك من يعشق الحداثة ويسعى دائما لمسايرة أحدث النغمات، مؤكدا لك جدوى النغمات في التقارب بين الجنسين من خلال النغمات الرومانسية. في حين يرفض البعض الآخر مسايرة الموضة الشبابية في مجال النغمات، مشيرا إلى أن ذلك مضيعة للوقت والأجدر الاهتمام بأشياء نافعة ومفيدة.

ويرى خبراء نفسيون أن الإقبال على شراء النغمات هو تجسيد لإحساس الشباب بالفراغ. ويؤكدون أن رنات الموبايل ظاهرة تنتشر بين مختلف الفئات العمرية... لكنها لدى الشباب وسيلة لشغل وقت الفراغ والتباهي ومجال للتعبير عن ميول فردية. ويشيرون أيضا إلى أن من يعاني من شعور بالنقص وتحديدا من الناحية المادية لديه ميل كبير للمحاكاة كي لا يبدو اقل من غيره.

صحيح أن الهواتف النقالة أصبحت ضرورة لا غنى عنها في وقتنا الحالي، لكن تعدد موديلاتها وتزايد أكسورها جعل اقتناءها هاجسا يؤرق الشباب الذين بدوا كأنهم مهووسون بكل جديد في هذا المجال، وكثير منهم غدا في سباق من اجل اقتناء المزيد منها، لكن الجميع تجاهل أنه كشخة في النهار وهم بالفواتير في الليل.

العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً