العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ

برامج انتخابية مع قطع «شوكولا»

الفطائر الانتخابية بطلة المشهد الانتخابي في الجامعة

فيما يستعد المنتخبون الجدد لمجلس طلبة جامعة البحرين لبدء أعمالهم، يقف البعض على أطلال ما بقي من الحملات الانتخابية بكل ما حملت من برامج وشعارات و«أطعمة»، آملين في أن يجدوا تفسيرا لهذا الكرنفال الملون المحمل برائحة الفطائر الذي مر أخيرا على كليات الجامعة.

المشهد ليس بمُحدث، رأيناه في العام الماضي، إلا أن التوقعات كانت تأمل في أن تكون التجربة الجديدة في إدارة الحملات الانتخابية أكثر نضجا، ومقدرة على فهم العوامل الحقيقية والفعالة في تحديد قرار الطالب عند اتخاذ قرار اختيار مرشحه.

مرت الحملات والأسماء، وأظن أن روائح المعجنات والفطائر التي ملأت أروقة كلية الآداب وكلية إدارة الأعمال طيلة الأيام الماضية، قد لملمت أطرافها الآن.

ولم يبق إلا التعليقات المتداولة ما بين الطلاب، والتي تتفاوت ما بين الساخرة والمؤيدة أو حتى المستنكرة.

إلا أن تعليقا من بين التعليقات المنتقدة لنموذج ترويج المرشحين لأنفسهم قال: «يبدو أن الفطائر ستحسم النتيجة هذا المرة، الفطائر بطلة الموقف في الانتخابات»، هذا التعليق قيل بعد أن احتدم الزحام أمام طاولة أحد المترشحين المكتنزة بالأطايب، (والبرامج الانتخابية أيضا).

من خلال هذه الموائد، التي تترأسها عادة قائمة المعجنات وبعض أنواع الحلويات الخفيفة بالإضافة الى المترشح ذاته، حاول الكثير من المرشحين أن يجلبوا الناخب (الطالب) إلى موقعٍ يتجمع فيه هو ومجموعة من مؤيديه، وذلك بغرض عرض برامجهم ومشروعاتهم، سعيا منهم للإجابة عن استفسارات وتساؤلات الطلاب، هذا ما قاله جميع المرشحين الذين قابلناهم كلٌ بأسلوبه.

مريم أنور أحمد مترشحة من قسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب تقول: «الطاولة خدمتني جدا، لأنها أعطتني وأعطت الناس فرصة للتواصل معي عن قرب»، وتظن أن أهمية وضع بعض المأكولات على طاولة المترشح أتى من كونها وسيلة لبدء حديث ما بين المترشح والطالب.

كما برر البعض من المترشحين اعتماده لهذا الأسلوب، قالت: «كما قام المترشحون في الحملات السابقة بهذا الأمر أجد أنه من الطبيعي أن نقوم به نحن أيضا»، وترى أنه بات النموذج المتبع لدى المترشحين للترويج لبرامجهم الانتخابية.

تفضل مريم أحمد أن تكون طاولة المترشح بسيطة، وتدلل على شخصيته، وتنتقد مبالغة بعض المترشحين بوضع عدد كبير من المأكولات والمشروبات بما لا يتناسب والهدف الرئيسي لطاولة المرشح.

في حين يرى عبدالكريم المير، مترشح عن كلية الآداب قسم الإعلام والفنون الجميلة، أنه لا يمكن الاعتماد على الطاولة كمصدر يدعم عدد الأصوات التي ستؤيدك، فهذه الطاولة هدفها الرئيسي التواصل القريب مع الطالب، أما عن موضوع المأكولات فيقول: «هناك عدد كبير من الأشخاص يأتون ليجربوا ما وضع على الطاولات، لا لأي شيء آخر، يتذوق ما لدينا ويمشي، ولا يمكننا صد أحد أو منعه فالطاولات وضعت ليقصدها الجميع».

يرى عبدالكريم أن التعرض المتكرر للاسم من قبل الطالب سيساهم في دعم موقفه عندما ينتخب، ويقول: «كوني أدرس (إعلام)، أعرف أنه كلما تعرضت للفكرة أو للاسم أكثر كلما علق بذهنك، فعند مدخل الجامعة ترى اسم عبدالكريم، بعد قليل ترى ملصقا (بوستر) للمترشح نفسه، ويوزع عليك بعد هذا حلويات كتب على غلافها اسمي، كل هذه التراكمات لابد أن تؤثر».

على رغم أن هذ الأسلوب (تعريض المشاهد للفكرة أكثر من مرة حتى تعلق في ذهنه وبالتالي يتبنى موقف تجاهها)، قد يجدي نفعا في حملة دعائية لمستحضر تجميل مثلا، لكن يبدو أنه لا مانع من تجربة الفكرة في نموذج انتخابي طلابي جامعي، فلابد للناخب من أن يتذكر شيئا من هذه الأمور، (البرنامج الانتخابي المفضل لديه، أو المترشح، أو حتى قطعة الشوكولا)، وحينها سينتخب ما يمثله ويهمه.

(لكنه حفظ اسمك ولم يعرف برنامجك الانتخابي/ فهل سينتخب حبة شوكولا أو برنامجا)

العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً