العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ

مؤتمر الإعلام العربي والغربي في لندن

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عقدت جامعة لندن مؤتمرا الإثنين الماضي جمعت فيه كبار المحررين في عدد من الصحف ووسائل الإعلام البريطانية، مثل «التايمز» و«الغارديان» و«الدايلي ميل» و«البي بي سي» و«رويترز»، مع عدد من كبار المحررين في عدد من وسائل الإعلام والصحف العربية مثل «الجزيرة» و«العربية» ووكالة الأنباء الكويتية و«الحياة» و«الشرق الأوسط» و«القدس العربي» و«الأهرام» و«الغد» و«الوسط»... وتركز الحديث على عدة محاور استهدفت توضيح الفرق بين الإعلام العربي والإعلام الغربي في تناول القضايا الحساسة، مثل العراق وفلسطين والديمقراطية وحرية التعبير والحركات الإسلامية.

في مداخلتي أمام المؤتمر طرحت أن الإعلام العربي ليس مستقلا عن الإعلام الغربي، فالصحف في عالمنا العربي - مع بعض الاستثناءات - تركز على أخبار العراق وفلسطين وقضايا عالمية، ومعظم هذه الأخبار تأتي من وكالات الأنباء الغربية، مثل وكالة «الأنباء الفرنسية» و«رويترز»، وتقوم الصحافة العربية بنشر تلك الأخبار على صفحاتها الأولى والداخلية، والفرق الوحيد يكمن في التعليقات وبعض التحوير على طريقة عرض الخبر، بحيث يضاف إليه الجانب الإيديولوجي القومي أو الإسلاموي... ولكن الخبر جاء من وكالات غربية أساسا. حتى أن المراسلين العرب إذا أرادوا أن تصل تقاريرهم إلى كل مكان فإن عليهم الالتحاق بإحدى الوكالات الغربية. وعليه، فإن إعلامنا العربي مستهلك حتى للأخبار التي تحدث في بلاده، وينتظر إعلامنا أن تتحرك ماكنة الإعلام الغربي لكي يصبح الخبر مهما لديه. وحتى الصحف العربية الرائدة فإنها تقوم حاليا بترجمة مقالات وأخبار وتحليلات خاصة من الصحف الغربية لتنشرها على صفحاتها وتتفاضل على غيرها بما لديها من محتوى أنتجه الإعلام الغربي عن بلداننا.

هذه النقطة أضاف إليها أحد المتحدثين من «الشرق الأوسط» الذي أوضح أن فضيحة كبيرة هزت أميركا والعالم، وهي فضيحة التعذيب في سجن «أبو غريب» وهي لم تكن ستنتشر لولا أن الصحافي الأميركي سيمون هيرش قد نشرها في أميركا. وأشار متحدث آخر إلى أن حتى قناة «الجزيرة» عندما التقطت خبر الفضيحة طرحت تعليقات ساهمت في تخفيف الأمر على الأميركان، عندما قالت ان مثل هذا التعذيب يجري في كل السجون العربية، هذا في الوقت الذي كان الإعلام الغربي يمارس ضغطا شديدا على الإدارة الأميركية بشأن ماحدث.

إحدى المشاركات من أميركا شرحت كيف شاركت في تغطية الغزو الأميركي للعراق، إذ كانت مع القوات التي دخلت العراق من الكويت، وقالت إن زرع المراسلين مع القوات الأميركية أحدث أزمة داخل أميركا بشأن حرية الإعلام... إذ كيف سيكون الإعلام حرا إذا كانت التقارير تمرر على القادة العسكريين أولا؟ وكيف ستكون الصورة واضحة إذا كان الإعلامي مزروعا مع قوات عسكرية تهجم على قوات أخرى؟ الحوارات تنوعت كثيرا، وتقاطعت بشأن ضرورة التزام الصحافي بأخلاقية المهنة، وهذه صفة نادرة في بلداننا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً