العدد 1725 - الأحد 27 مايو 2007م الموافق 10 جمادى الأولى 1428هـ

استفتاءات عربية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

توجه السوريون أمس إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في استفتاء على ولايةٍ ثانيةٍ للرئيس بشار الأسد تستمر حتى العام 2014، في غياب أي منافس آخر.

مجلس الشعب أقرّ بالإجماع ترشيح الرئيس مرة أخرى، وسيظل يجدّد ترشيحه كل سبع سنوات ما دام حيا. أما المعارضة فأعلنت مقاطعتها للاستفتاء، متسلحة بمنطق ساذجٍ جدا: «إن أية انتخابات حقيقية تتطلب وجود أكثر من مرشح»! ولهؤلاء تجربةٌ سابقةٌ لم ينسوها بعد، فقد مروا بتجربة استفتاء سابقة قبل سبع سنوات، حين أجري استفتاء على ترشيح بشار الأسد للحكم في العام 2000، ومن دون منافس أيضا، بعد شهر واحد فقط من وفاة والده، وحصل على تأييد 97 في المئة من الناخبين، من بين 12 مليون يحق لهم المشاركة، ولا ندري من هم هؤلاء الثلاثة في المئة الخونة الذين لم يصوّتوا بالتأييد، والذين يصل عددهم إلى 360 ألف شخص تقريبا!

وكالة الإنباء الفرنسية قالت إن مراسليها تجوّلوا في دمشق، ولم يلاحظوا إقبالا على صناديق الاقتراع التي افتتحت الساعة السابعة صباحا. لكن صحيفة «شبه رسمية» نقلت عنها تقريرا أمس تقول فيه إن الاستفتاء بلغ ذروته إذ تجمع المواطنون في المضافات، وازدانت شوارع دمشق وساحاتها بصور الرئيس ولافتات تأييده في بناء سورية الحديثة وللنهج الوطني والقومي. بل إنها أخذت تنقل عن الوكالة الأجنبية، أنها نقلت عن طالب هندسة عمره 22 عاما، قوله: سأنتخب الرئيس لأنه قام بتطوير مناهج التعليم. ونقلت عن إعلامي عمره 27 عاما، أن يوم الاستفتاء سيفتح مرحلة مهمة وستشهد سورية نقلة نوعية لاستكمال الإنجازات التي تمت خلال السنوات السبع الماضية. وأشارت الوكالة إلى الخيم التي نصبت في أحياء دمشق لاستقبال المواطنين وإقامة حفلات غنائية ورقصات الدبكة وتقديم المأكولات والمشروبات حتى ساعة متأخرة من الليل.

إحدى افتتاحيات الصحف أمس، بدأت بالعبارات الكلاسيكية الخالدة التالية: «موطن الحب والسلام، وأرض الخير والعطاء، ومهد الحضارات والديانات السماوية... هكذا هي سورية، وفيّة لمن يحبها ويدافع عنها ويحميها... وهكذا هو شعبنا الذي زرع ساحات الوطن بالأزاهير والحب والوفاء، ردّا لدين مستحق، وعربونَ محبة لمن حمل على كاهله مسئولية جسيمة في أصعب الأوقات، وأحلك الظروف. أليس من حق هذا القائد علينا أن نبادله العطاء بالوفاء؟ فتجربة السنوات السبع زادتنا قوة ومنعة وقناعة بأننا نسير على الطريق القويم». وتصل إلى الخلاصة: «غدا هو موسم الحصاد... وليتواصل المشوار مع قائد عرفناه وألفناه ولمسنا سجاياه ونعمنا بعطاياه».

في آخر تقارير وكالات الأنباء، ورد تصريح لوزير الداخلية رئيس لجنة الإشراف المركزية على الاستفتاء، أكد فيه أن المراكز تشهد إقبالا كبيرا فى مختلف المحافظات منذ السابعة صباحا، وأن العملية تسير بهدوء ولم يعكرها أي حادث، ويمكن أن تمدّد حتى الساعة العاشرة مساء نظرا إلى كثافة الإقبال الجماهيري.

الحمد لله، لن تغرب شمس اليوم حتى تظهر نتيجة الاستفتاء، بينما كان الوضع في مصر أكثر تعقيدا، حين تجرّأ أحد المخبولين اسمه أيمن نور على الدخول في الاستفتاء ومنافسة الرئيس، وسرعان ما كشفت الأجهزة أنه زوّر بعض الأوراق الرسمية، وبالتالي لم يكن مؤتمنا على تزوير إرادة الأمة المصرية، فكان لابد من إيداعه السجن حماية للأمن القومي من شرّه!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1725 - الأحد 27 مايو 2007م الموافق 10 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً