العدد 1728 - الأربعاء 30 مايو 2007م الموافق 13 جمادى الأولى 1428هـ

«الصواري للأفلام» تجربة طموحة تتطلع للعالمية

مع إسدال الستار على فعاليات مهرجان الصواري الدولي للأفلام، كان لزاما علينا الوقوف والتصفيق تحيّة لهذا الجهد المتميز الذي بذلته إدارة المهرجان لإخراجه بهذه الصورة، وكان لزاما أيضا الوقوف عند أبرز النقاط التي تميزت بها هذه التجربة، قياسا بالتجارب السابقة ومدى الاستفادة التي تحققت منها.

أمين سر مسرح الصواري ومدير المهرجان محمود الصفار أخذنا معه في حوار مستعجل، استعرض فيه رؤيته وتقييمه للمهرجان، وأبرز الأمور التي يجب تطويرها للأعوام المقبلة، إذ كان معه الحوار الآتي:

كيف تقيّم تجربة مهرجان الصواري الدولي للأفلام هذا العام بالمقارنة مع التجارب السابقة؟

- بالنسبة إلى مهرجان هذه الدورة قياسا بالدورة السابقة في 2005 أجد أن السابقة كانت أفضل من ناحية التنظيم لكون أن اللجنة المنظمة لهذه الدورة تشكلت من الأعضاء الشباب العاملين في المسرح، والذين لم يحتكوا بالعمل الإداري مطلقا، الدورة السابقة كنت رئيس لجنة السكرتارية والبيانات فقط، بينما كان يدير الدفة كلا من حسين الرفاعي ومحمد الصفار وخالد الرويعي وهم من الأعضاء الضليعين في إدارة فعاليات المسرح وإدارة المسرح نفسه لكونهم كانوا أعضاء مجالس إدارات المسرح السابقة ولفترات طويلة. صحيح عندما أسند إلي المهرجان كان مأزقا بالنسبة لي، إذ لم أكن أبدا في موقع إدارة أي مشروع من مشروعات المسرح، قد يكون توتري الدائم ورغبتي في تطوير المهرجان نفسه وتقديمه بحلّة جديدة مغايرة للمهرجان السابق هي ما جعلت المهرجان يعاني بعض الإخفاقات.

إلى أي مدى حققت التجربة الأهداف المرجوة منها؟

- لا نستطيع أن نحدد فيما لو تحققت الأهداف أم لا بشكل مباشر، ولكن نستطيع أن نذكر أمثلة تدعم ذلك، فبعض المخرجين حضروا من خارج المملكة للمهرجان على حسابهم الخاص، وأثلج صدورنا حضورهم الجميل ونتمنى في دوراتنا القادمة أن نتمكن من استضافتهم واستضافة تجاربهم المتميزة، ففيلم «حارسة الماء» حقق نجاحا كبيرا بالنسبة إلى باقي الأفلام كما كان حضور فيلم «إطار» وهو الفائز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان «أفلام من الإمارات» واضحا بالنسبة إلى الجميع. إن استضافة مثل تلك التجارب وحضور مخرجيها الذين - لم نتمكن للأسف من استضافتهم على حسابنا الخاص - كان مفيدا حتى يتعرف عليهم صنّاع الأفلام البحرينيين عن قرب والاحتكاك بشكل مباشر معهم، وهو من أهم أهداف المهرجان.

كيف كان تفاعل الجماهير مع المهرجان وما هي انطباعاتهم بشأن الأعمال المعروضة؟

- كان الحضور جيدا، إذا قسناه بالنسبة إلى معرفة المشاركين أو الجمهور بمنطقة مركز الأليانس فرانسيز، كما أن هناك تفاعلا من الجمهور مع الأفلام المعروضة سواء أكانت جيدة أم غير جيدة، هناك جدل من الجمهور بشأن تصنيف الأفلام (الذي ارتأته لجنة التصنيف) ولكن لا يمكن للجنة أن تنحاز لأحد أو لرأي المسرح، ولكن الأمزجة تختلف باختلاف الأفراد والمجتمعات، والأهم في المهرجان نفسه هو إيجاد مساحة لعرض التجارب المحلية وتوفير الاحتكاك مع غيرها من التجارب من الخارجية، وهناك الكثيرون ممن تواصلوا معنا وقدموا شكرهم للمهرجان لإعطائهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم وطاقاتهم في مجال أفلام الفيديو.

ألا تجدون أن من الأفضل تحديد موضوع للأفلام المشاركة كي يتم المقارنة بينها أو أن يتم تصنيف الأفلام لفئات معينة؟

- هذه الدورة اعتمدت على التصنيف السابق المعمول به أساسا لذا فمن غير المعقول أن تضيف أيضا ثيمة محددة للمشاركة، ولأن المهرجان يحاول في بدايته أن يعطي فرصا للظهور للأفلام المحلية، فلا يمكن أن تجبر صنّاع الأفلام على ثيمة معينة للمشاركة، كما لا تملك أساسا التجربة الكافية التي تدعوك لتحديد موضوع المشاركة، الأمر يحتاج إلى فترة زمنية، وأقول ذلك لأني أشعر أن صنّاع أفلام الفيديو البحرينيين في تطور دائم لما يجري من حولهم في هذا المجال (فالمسألة مسألة وقت فقط) وهو من ضمن المقترحات المعروضة حاليا في أجندة المهرجان للدورة القادمة.

ما سرّ التفاوت الكبير في مستوى الأفلام المحلية بالمقارنة مع الأفلام التي تم استضافتها من الخارج؟

- ببساطة، هناك دعم للأعمال الخارجية (ولا أقصد الدعم المادي فقط) فبعض المشاركات كانت نتيجة ورش تعلم منها صانعوها كيفية الإخراج وتناول المواضيع، كما أن بعض الأعمال كانت مدعومة من قبل مؤسسات إنتاج فني، مثل مؤسسة صقر الخليج، ومؤسسة انعكاس الفنية وفراديس وغيرها، وبعضها نتيجة الوضع الاجتماعي للبلد الذي يؤهل هؤلاء المخرجين أن يبدوا آراءهم ويتعاملوا معها ببساطة، ولا ننسى أن الأفلام الخارجية كانت تتعامل مع أفلام الفيديو كأفلام فيديو. لا أقصد هنا أن الأفلام البحرينية سيئة، هناك الكثير من الجهد المقدم، هناك الكثير من الطاقات والأفكار هناك الكثير من التطور والمعالجات الناجحة، ولكن البحرينيين يحتاجون إلى من يحتضنهم ويعيد تقديمهم بشكل أفضل، يحتاجون إلى مؤسسات لديها الطاقة في توفير الورش في كل مجالات صناعة الأفلام من كتابة السيناريو، طريقة طرح الأفكار، استخدام التقنيات المتوافرة لعمليات المونتاج. كما أن المخرجين البحرينيين لديهم هدف واضح وهو معالجة القضايا المجتمعية ولكن لعدم الإطلاع على التجارب الخارجية قد تكون من الأسباب التي تجعلنا نلاحظ نمطية معينة في هذه الأفلام. وأكرر أن الأفلام البحرينية ليست سيئة.

العدد 1728 - الأربعاء 30 مايو 2007م الموافق 13 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً