العدد 1730 - الجمعة 01 يونيو 2007م الموافق 15 جمادى الأولى 1428هـ

اللهجات العامية تغزو الجامعة

«سجل مبدئي وأنت جذي... شسالفه... خلك ويانا»

بعد أن بدأنا نعتاد على اتجاه عدد كبير من شبابنا إن لم تكن غالبيتهم، لكتابة رسائلهم القصيرة بأحرف لا تنطق سوى بـ«العامية»، سواء عبر مراسلاتهم عبر البريد الإلكتروني أو الهواتف المتحركة، الشباب والشابات ينشرون تحياتهم وعباراتهم على شاشات القنوات الفضائية بالحروف تارة، وبالأرقام لاختصار العبارات تارة أخرى برموز ومعانٍ لم يكن الحرف العربي يعرفها قبل وقتنا الحاضر. وقد نزيد عليه بعض من ابتكارات الشباب في مجال التواصل عبر الكلمات العامية، وكل هذه الأمور تقف في مواجهة موقف الكثير من النقاد والباحثين، والمدافعين... الداعين لصدها، إلا أنها على ما يبدو تبقى موجودة في الكثير من الأماكن، ولعلها (موضة) شبابية لغوية يبدو من الصعب تكسيرها.

الغريب في الموضوع هو أن تغزو اللهجة العامية أروقة الجامعة، بكلمات وعبارات عامية تدعو الطلبة الى مختلف النشاطات الجامعية وعلى الصعيد الرسمي أيضا، وما نسميه بالغزو هنا، ولا يشمل حديثنا أحاديث الطلاب وحواراتهم الداخلية فقط، بل نتحدث عن لافتات وعبارات عُلقت في ممرات كليات الجامعة بتصريح من قبل إدارة الجامعة ذاتها.

وفيما تعقد الندوات في الجامعات العربية والعالمية لابتكار سبل تنمي قدرات الأطفال والشباب وتوجههم نحو العربية الفصحى، أو على الأقل تبعدهم قدر الإمكان عن اللهجات والمحكيات العامية في تفاعلهم مع البرامج العلمية، نجد صرحا أكاديميا كجامعة البحرين، يقبل بالإعلان عن نفسه من خلال عاميات وعبارات محلية، مثل عبارة «سجل مبدئي» و «أنت جذي»، والتي تدعم الطلاب للمبادرة للتسجيل المبدئي لتسهيل عملية التسجيل النهائي على الجامعة والطلبة فيما بعد. وكذلك الحال بالنسبة لعبارات مثل «خلك ويانا» أي أبقى معنا، و «شسالفة» بمعنى ما الموضوع؟، والتي تدعو إلى بعض الأنشطة الطلابية، وغيرها من العبارات، جميعها عبارات ظهرت على لافتات في الكثير من الأماكن في الجامعة.

يبرر البعض العبارات العامية بأنها ستجعل الخبر أو المعلومة أقرب للطالب، ما يحثه على التفاعل معها، وأنها طريقة جديدة للتواصل مع الطالب «الجامعي».

يرى مازن الكوهجي، أحد الأشخاص الذين شاركوا في إحدى هذه اللافتات من خلال صورته، والتي دعوا فيها الى المشاركة في العمل الطلابي، يرى أن مخاطبة الطالب بالعامية (Ok)، على حد تعبيره، وانه «تواصل مع الطالب من خلال لغته التي يتكلم بها دائما»، فما العيب في أن تستثمر العامية بهدف التواصل مع الطالب، فالتواصل بالعامية سيوصل المعلومة بشكل أفضل، ولا يرى أن في الأمر أية إشكالية كون المكان هو الجامعة، فهل كون المكان هو الجامعة يعني ألا نستعمل العاميات والكلمات الدارجة في لافتات الجامعة ووسائل التواصل مع الطالب بشكل عام، ويضيف أخيرا «دعونا نوجد شيئا مختلفا ولو قليلا».

فيما يقف الطلبة مواقف متباينة من الأمر، ما بين المؤيدين للفكرة، والمعتبرين إياها نوعا من أنواع التجديد، وأن في اللهجة العامية في حد ذاتها لها بعض الجماليات، يعلن آخرون أن النموذجين العامي والفصيح متساويان لديهم فلا يهمهم نوع لغة والعبارة بقدر أهمية المعلومة بالنسبة إليهم، وتقف مجموعة أخرى من الأمر موقفا رافضا مستنكرا، فكيف لجامعة أن تبرر تداول العاميات في أروقتها، كأن الأمر عاديا جدا ولا يلفت الأنظار، ولعل غالبية المعترضين هم من طلبة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، والأمر مبرر، فمن المفترض أنهم حماة «اللغة».

يبرر البعض موقف المؤيدين من الطلبة، أنهم في غالبيتهم من كليات تدرس باللغة الإنجليزية لغة أساسية للتدريس، وغالبية هؤلاء الطلاب لديهم إشكالية من مقررات العربي الإلزامية التي تفرضها الجامعة.

ولعل لا عجب أن تسمح الجامعة بهذه العبارات، فبعض أساتذة اللغة العربية في الجامعة، (وهم قلة للأمانة)، يستعملون عبارات عامية في محاضرات اللغة العربية، فما العيب في أن توضع عبارات عامية على لافتات، ما دام الغرض الرئيسي هو إيصال المعلومة بأسهل طريقة.

تبقى المفارقة الأخيرة أن غالبية هذه اللافتات تم اشهارها في كلية الآداب، على السور الخاص بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية الآداب.

العدد 1730 - الجمعة 01 يونيو 2007م الموافق 15 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً