العدد 1730 - الجمعة 01 يونيو 2007م الموافق 15 جمادى الأولى 1428هـ

«أفيون أفغانستان» يظهر بجنوب العراق

في السابق كان الغزو الأميركي ودوامات العنف عوامل مشتركة بين العراق وأفغانستان... وحاليا، تمت إضافة عامل جديد هو إنتاج مخدر الأفيون، إذ تزايدت مؤخرا بجنوب العراق زراعة نبات الخشخاش المستخدم في إنتاج هذا المخدر الذي تشتهر به أفغانستان.

وفي عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي، نقلت صحيفة «ذي إندبندنت» عن مصادر عراقية بالمنطقة قولها: إن «مزارعي الأرز بطول نهر الفرات غرب مدينة الديوانية، في الجنوب من العاصمة بغداد توقفوا عن زراعة الأرز الذي كانت المنطقة تشتهر به؛ ليستبدلوا به زراعة الخشخاش».

وبحسب الصحيفة، فإن الزراعة تتركز في الأراضي الواقعة غرب وجنوب محافظة الديوانية، وخصوصا بشأن مدن الشافعية والدغارة والشنافية. وبالنسبة إلى أبرز مشكلة تواجه المزارعين في الزراعة فهي درجة الحرارة العالية والرطوبة.

وأعربت مصادر عراقية وسكان محليون للصحيفة عن مخاوفهم من تحوّل العراق إلى منطقة تنافس أفغانستان في إنتاج الأفيون، مشيرين إلى أن الظروف مهيأة لذلك، ربما بصورة أكبر من أفغانستان ذاتها.

وبالمقابل، تنامى التفاؤل لدى عصابات المخدرات بأن تتحول المنطقة لصورة من أفغانستان، توفر لهم أرباحا طائلة أكثر مما كان يأتي من زراعة الأرز، متوقعين بأن تسبب المغريات التي يقدمونها للمزارعين في تحوّل عدد كبير منهم لزراعة الخشخاش، بحسب «ذي إندبندنت».

حكومة عاجزة

وعلى رغم أن زراعة الخشخاش مازالت في مراحلها الأولى، فإن الحكومة لا تستطيع فعل الكثير لاحتواء تلك الظاهرة، بسبب سيطرة الميليشيات الشيعية المتنافسة على الديوانية والمناطق المحيطة بها، فضلا عن استمرار المواجهات بين المسلحين والشرطة والجيش العراقي والقوات الأميركية، بحسب الصحيفة.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الخشخاش لم يكن يزرع في العراق حتى وقت قريب، لكن زراعته بدأت تنتشر في المناطق التي تشتد فيها المواجهات.

وربطت الصحيفة، بحسب ما نقلته عن مصادر قريبة من المنطقة، بين الإقبال على زراعة الخشخاش والزيادة الكبيرة في أعمال العنف في الديوانية والبصرة والناصرية والمدن ذات الغالبية الشيعية الأخرى الواقعة جنوب العراق.

وتشهد المنطقة قتالا ضاريا بين الميليشيات الشيعية المختلفة، خصوصا بين قوات مقتدى الصدر ومنظمة بدر التي تمولها إيران.

ونسبت الصحيفة إلى تقرير لم تحدد مصدره أن العنف في الديوانية اندلع بشدة منذ شهرين بهدف السيطرة على مناطق إنتاج الأفيون، ثم ما لبث أن تحول لأهداف أخرى.

بين العراق وأفغانستان

ولفتت الصحيفة إلى أنه وإن كانت زراعة الخشخاش شيئا يحدث للمرة الأولى في العراق، فإن المهربين والتجار استخدموا أراضي العراق كـ «مركز توزيع للهيروين» لفترة طويلة، إذ كان يتم إنتاجه في معامل داخل أفغانستان، بعدها ترسل إلى العراق؛ ليتم تقسيمه وتحديد وجهته، لينقل عبر إيران إلى سوقه الرائجة في السعودية ودول الخليج العربي.

كما اتهمت الصحيفة جهاز الأمن العراقي في البصرة جنوب العراق، والذي كان تحت سلطة الرئيس العراقي السابق صدّام حسين، بالتورّط في عمليات تجارة للمخدرات على نطاق واسع.

وتشير الصحيفة إلى أن الحال متشابهة بدرجة كبيرة بين أفغانستان والعراق، إذ إنه بعد سقوط طالبان في العام 2001، فإن الفوضى التي لم تجد حكومة تقاومها أدت إلى ازدياد نشاط العصابات الإجرامية وتجّار المخدرات ومنتجيها.

لكن الفارق من وجهة نظر «ذي إندبندنت» هو تمتع أفغانستان بتاريخ طويل في إنتاج الأفيون وامتلاكها معامل عديدة ذات كفاءة عالية في تحويل الخشخاش إلى هذا المخدر.

وكان الملا عمر زعيم حركة طالبان قد نجح في وقف زراعة وإنتاج الأفيون خلال فترة حكم حركته، لكن زراعة الخشخاش والتجارة فيه نشطت في مدينة قندهار الجنوبية مع بدء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان، وهو ما يتشابه مع الوضع بالعراق.

العدد 1730 - الجمعة 01 يونيو 2007م الموافق 15 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً