قبل أسبوع واحد من ختام مسابقة الدوري الاسباني لكرة القدم ومع اشتعال المنافسة على اللقب بين المنافسين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة ومعهما أشبيلية تزايدت التساؤلات وثار الجدل في الأيام القليلة الماضية بشأن فكرة «المكافآت التحفيزية» التي تبدو كأحد أنواع الفساد في عالم كرة القدم.
وتدفع الأندية التي تنافس على اللقب أو التي تصارع من أجل البقاء في الدوري «مكافآت تحفيزية» إلى الفرق التي تلتقي مع منافسيها في المراحل الاخيرة من الدوري لتحثها على تقديم عروض قوية وتحقيق نتائج قوية في هذه المراحل الحاسمة كنوع من العرقلة للمنافسين.
وسيحصل لاعبو فريق ريال مايوركا على سبيل المثال على 600 ألف يورو (800 ألف دولار) إذا نجحوا في تجنب الهزيمة وحققوا الفوز أو التعادل خلال مباراتهم مع ريال مدريد في المرحلة الأخيرة من المسابقة والتي تقام جميع مبارياتها يوم الأحد المقبل.
وذكرت صحيفة «ماركا» الاسبانية الرياضية في موقعها على الانترنت اليوم الاثنين أن نادي برشلونة سيدفع للاعبي مايوركا هذا المبلغ إذا حققوا الفوز أو التعادل في مباراتهم مع ريال مدريد على ملعب الأخير في استاد سانتياغو برنابيو.
ولم يدل رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا بأي تصريح رسمي بشأن هذه «المكافآت التحفيزية» ولكن جميع الصحف نقلت عن لاعبي برشلونة أندريس إنييستا والارجنتيني الشاب ليونيل ميسي أمس الاثنين قولهما إن ناديهما سيقدم مالا على مايوركا.
ويحتاج برشلونة من أجل الحفاظ على لقب الدوري الاسباني أن يتغلب على مضيفه خيمناستيكا تاراجونا بشرط ألا يخسر مايوركا أمام ريال مدريد.
ويتقاسم ريال مدريد وبرشلونة صدارة جدول الدوري الاسباني برصيد 73 نقطة لكل منهما ولكن ريال مدريد يتفوق على برشلونة بفضل نتيجة المواجهة المباشرة بين الفريقين في الدوري هذا الموسم إذ أحرز ريال مدريد أربع نقاط من مباراتيه أمام برشلونة في الموسم الجاري مقابل نقطة وحيدة حصل عليها برشلونة.
ويطلق على «المكافآت التحفيزية» أيضا لقب «الحقائب بسبب الطريقة التي تسلم بها الأندية هذه المكافآت غير القانونية في إسبانيا إلى الأندية الأخرى. ولكن الاتحاد الاسباني للعبة يتغاضى حتى الآن عن هذه المكافآت غير القانونية.
ويسيطر الغضب على برشلونة بسبب ادعاءات بشأن المكافآت التي منحها ريال مدريد إلى فريق اسبانيول لتحفيزه على تحقيق التعادل 2/2 مع برشلونة السبت في المرحلة قبل الأخيرة بالدوري.
وأثار مشهد احتفال لاعبي اسبانيول بهذا التعادل الشكوك والسخط لدى لاعبي برشلونة وجهازهم الفني ومشجعيهم وخصوصا أن الاحتفال كان بشكل هائل لا يتناسب مع موقع اسبانيول في وسط جدول المسابقة والذي لم يتغير بعد هذا التعادل.
ويسعى برشلونة الآن إلى رد الصفعة لريال مدريد من خلال رصد هذه المكافأة الضخمة لفريق ريال مايوركا الذي لم يعد يمتلك هدفا يسعى لتحقيقه في المسابقة إذ يحتل مركزا وسطا في جدول المسابقة مثل اسبانيول تماما.
ولا تمثل «المكافآت التحفيزية» فكرة جديدة في كرة القدم الاسبانية إذ يشهدها الدوري الاسباني منذ سنوات طويلة وفي الوقت الذي يسعى معظم اللاعبين للحصول عليها لم يسبق أن أدانها أي أحد من العاملين في مجال اللعبة.
وسبق أن قدم برشلونة مكافآت ضخمة لفريق تينيريفي لفوزه على ريال مدريد في المرحلة الأخيرة بالدوري لموسمين متتاليين عامي 1992 و1993 ليقدم اللقب في الموسمين الى برشلونة على طبق من ذهب.
والمعروف تماما أن ريال مدريد قدم مكافآت مجزية ومغرية الى ريال سوسييداد في ربيع العام 2003 ليخسر سوسييداد عددا من النقاط ويفوز ريال مدريد باللقب.
وللمرة الأولى في تاريخ المسابقة بدأت وسائل الإعلام في طرح التساؤلات بشأن هذه الممارسات والمكافآت التحفيزية.
وأوضحت إذاعة «كوبي» الاسبانية أمس (الاثنين) أن هذه الاموال «يجب أن تمنع ويجب إجراء التحقيقات بشأنها».
أما إذاعة «كادينا سير»فذهبت لابعد من ذلك وذكرت أن النادي الذي سيدفع لناد آخر من أجل الفوز على منافسه يمكنه أن يدفع أيضا لمنافسه هو نفسه من أجل الهزيمة أمامه.
وكان حارس مرمى ريال بيتيس كوكي كانتريراس هو اللاعب الوحيد الذي تحدث بهذا الشأن.
ويشعر ريال بيتيس الذي أقال مديره الفني لويس فيرنانديز أمس الأول (الأحد) بأن مثل هذه المكافآت التحفيزية بالإضافة إلى الحكام المترددين قد يتسببوا في هبوط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية.
وطالب كونتريراس الأسبوع الماضي بإجراء تحقيق «بالاسلوب الايطالي» في «الفساد بكرة القدم الاسبانية أيا كانت العواقب.
وعلى رغم ذلك حظي طلب كونتريراس بمساندة عدد قليل من العاملين في مجال اللعبة ولذلك ستستمر المكافآت التحفيزية من دون توقف وخصوصا في هذا الأسبوع.
العدد 1740 - الإثنين 11 يونيو 2007م الموافق 25 جمادى الأولى 1428هـ