العدد 1742 - الأربعاء 13 يونيو 2007م الموافق 27 جمادى الأولى 1428هـ

عبداللطيف: علينا رفض الأنساق الفكرية المتعالية

وسط حضور كبير من المثقفين والمهتمين في مجال الفكر والنهضة العربية، قدّم أستاذ الفلسفة السياسية والفكر العربي المعاصر بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالمملكة المغربية كمال عبداللطيف محاضرة بعنوان «أسئلة النهضة العربية من إدراك الفارق إلى وعي الذات» تطرّق خلالها إلى آليات فهم الواقع العربي بدءا من إدراك الفارق ومماثلته مع التجارب العالمية، ووصولا إلى وعي الذات.

استهل عبداللطيف حديثه بمسألة إدراك الفارق بين العالم العربي والدول الغربيّة بتعميم عملية القياس وشمولها الأصعدة كافة، بما فيها المالية والتعليمية والعسكرية، الأمر الذي يترتب عليه الاطلاع على النماذج المعرفيّة الغربيّة المتميزة، حتى وإن كان بعضها غير ملائم للواقع الذي نعيشه، إلا أن إدعاء الكمال والوصول إلى الحقيقة الكاملة كما يرى عبداللطيف أمر خاطئ، وخصوصا في مجال الفكر، وهو ما يقدّم الأسباب لاستعراض النماذج المعرفيّة الغربيّة، وتجنب الحديث عن الخصوصية في الفكر، وعدم السماح بدخول أفكار خارجية عليه.

قام عبداللطيف بعد ذلك باستعراض مجموعة من الأفكار التي اهتمت بالنهضة العربيّة والإصلاح، وجاء تركيزه بشكل رئيسي عن الفكر الحداثي، الذي قدّمت فيه عشرات الندوات المختصة على فترات طويلة، إذ وصفها بالقول «ليست الحداثة مشروعا فلسفيا نسفيا وإنما مجموعة من المبادئ المستوعبة لطبيعة الإنسان والطبيعة والمجتمع، نشأت في أوروبا وحينما انتقلت إلينا أخضعناها للفكر واللغة العربيّة، وبذلت جهود كبيرة في تعريب ونحت مفردات تتمكن من إيصال الدلالات، وكل ذلك جهد عربي يصب في مصلحة الموائمة».

على رغم ذلك فقد وجد عبداللطيف أن طرح المشروعات الحداثيّة يتم رفضها بحجة أنها فكر مستورد من خلال بعض المتمسكين بالأفكار الدينية، في الوقت الذي يجد أن العالم العربي يملك آليات نقد وتوسيع المفاهيم، وهو ما علق عليه بالقول «نحن ننتحل المفهوم، ولكننا نطوّعه بحسب واقعنا، وحتى أسئلتنا معنية بطبيعة مجتمعاتنا ولا يمكنها أن تخرج عنها كإطار»، مؤكدا أن الحداثة تقوم على مبدأ المخاطرة وعدم الخوف من مواجهة التحدّيات وطرح الرأي العقلاني.

«من يقول إن الإسلام هو الحل لا يعي حقيقة الإسلام، إذ اكتشفت من خلال البحث والدراسة أن الفكر السياسي في الإسلام مستمد من المرجعية الفارسيّة واليونانيّة والعربيّة القديمة، وهذا دليل يثبت أن العرب قادرون على الاستماع لمواقف الآخرين والاستفادة من خبراتهم».

عبداللطيف أكد أن التصورات السياسية إبان عهد النبوة كانت تستقي من الآخرين، والناس في الوقت الحالي يلومون على العودة إلى التجارب الأخرى، إذ علّق على ذلك بالقول «مكاسب الحضارة الغربيّة لا علاقة لها بالروح الدينيّة، وهذا هو سر تفوق الشعب الياباني الذي اقتبس من الغرب مكاسبهم في كل المجالات، وحافظ على خصوصيات دولته، وهو ما يجب أن نقوم به».

«المجتمعات المتعددة أغنى ولا أجد في التناقض أية مشكلة، يجب الاستفادة من التواصل مع الآخرين، ورفض الأنساق الفكرية المتعالية، وقبول الرأي الآخر؛ لنتجاهل العنف المحيط بنا ولنركز على التواصل وتجاهل الغطرسة والمواقف المتناقضة للولايات المتحدة - على سبيل المثال - في المنطقة، والاستفادة منهم ومن خبراتهم».

العدد 1742 - الأربعاء 13 يونيو 2007م الموافق 27 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً