لو مسكت القلم وكتبت على الورق وذهبت وقدمت إلى أي شيء خاص بك أنت البحريني (عمل، سكن، مساعدات، تعاطف، بعثات، أو ما شابه ذلك) فلن تحصل على نتيجة لأنه «لا حياة لمن تنادي»! فإن تقدمت إلى عمل يجب أن تكون لديك هناك «واسطة» أو أن يكون ذلك عن طريق شخص يطلب فيها مقابل! وإذا كان الطلب لسكن فستعجز من لعبة «المنوبولي» لأنه ليس هناك بيوت، وطلبات 92 مازالت عالقة، والشقق كلها تمليك، وشقق مؤقتة خالية ولكن هناك «الجن» فهو أيضا بحريني ومن حقه أن يسكن لأنك إذا جريت جري الوحوش يأتونك هم وبكل برود «يوجد من هو قبلك»، وإذا ذهبت لتجد الشقة التي تحدثت عنها تجدها مثل ما هي حتى لو كنت قد ذهبت بعد مدة طويلة (الزبدة: أنت لا تستحق)، ويعني ذلك بأنك مادمت لا تملك مالا يجب ألا تبحث عن بيت، وأما إذا كان طلبك لشراء بيت فلا تستغرب من سرعة حصولك على فرض لأن المبلغ لا تستطيغ شراء أرض به فكيف ستشتري بيتا؟! وإذا ضغطت على أنفاسك ستشتري البيت وتعيش على بساط الفقر (والله يعينك)، وإذا لم تقدر فراحت عليك الفرصة. إذا طلبت مساعدة لأي غرض تجد نفسك أنت الكاتب وأنت القارئ، و2 في المئة هم من استفاد من المساعدات، وإذا أردت ان يتعاطف معك أحد ما عليك إلا أن تكتب شكوى باسم «فتاة» لتجد المتعاطفين (يا كثرهم)، وأما البعثات العملية والدراسية فهي مستحيلة من دون «الواسطة» وصعبة على الرجل، وممكنة للفتاة التي يجب ألا تنكسر لسلطة هذا النوع من الرجال. إننا محرومون من أعز الأشياء وحقنا مهضوم ومعيشتنا لا تطاق وحياتنا سراب ومستقبلنا عذاب والحل: (!)، يعني الصلاة والدعاء وليس حرق الإطارات وغيرها فتلك سلبيات لا تفتح بابا للإيجابيات، بل ومن الممكن أن تصل بنا إلى الأيام السوداء الذي كانوا فيه أخواننا خلف القضبان وأمهاتنا وأباؤنا بالبكاء قانتين، والرعب من كل الشيء، والبلد نار، والبيوت بلا رجال، وفي الليل هدوء، والصباح فضائح وقضايا تبكي عيوننا وترهق جفوننا، ولا ندري ماذا نفعل وماذا سيفعلون؟!
واليوم، وبعد ان تحقق ما يقال عنه «برلمان» صرنا لا نعرف شيئا غير الوعود والرفض، وإذا وصلوا إلى قرارات تعديلية وجدت أحدهم قد فر، وآخر مرض، وغيره يقرأ عن التعديلات (والمعنى في قلبك يا شاعر «يا بحريني»).
إننا نعيش لنضيع الوقت ونحن نراقب النواب فيما هو مستحيل تغييره، وننتظر الأحلام الوردية ونحن نعلم بأنها فقط أحلام، وإلا لم لا نرى أو نسمع بأن هناك مكانا مخصصا للشعب في القاعة، كما هو الحال في دولة الكويت الشقيقة؟!
إننا نصرخ، وكأننا تحت الماء، لا أحد يسمعنا، ويوما ما سنغرق!
عارف حسن
العدد 1743 - الخميس 14 يونيو 2007م الموافق 28 جمادى الأولى 1428هـ