العدد 1748 - الثلثاء 19 يونيو 2007م الموافق 03 جمادى الآخرة 1428هـ

رسالة قارئة متفائلة جدا جدا

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

في زحمة الشارع السياسي… وفي غلبة الهم الاجتماعي لهذا الشعب المطحون، لا بد لنا من البندره بعض الشيء، والبندره في عرف أهل البحر، هي المكان المأمون من الرياح والأعاصير… وبندر العزيزة القارئة هو بندر من نوع آخر... بندر للنظر إلى المستقبل ومن ثم توجيه الدفة ناحية خيارات مستقبلية طموحة؛ ليس بالتنكر للماضي، بل بالاستفادة منه والبناء على ما هو جدير بالأمل.

وصناعة الأمل هي شأن لا يعرفه إلا الناس «الكبارة» في كل فن. إليكم رسالتها كما طلبت مني ذلك.

لا يمكن النظر للمستقبل بفتات الماضي

يستطيع الإنسان النظر إلى المستقبل بنظرة مشرقة وزاهية تشع الألوان منها، ولكن هل من الممكن أن ينظر للمستقبل بعين الماضي أو بفتاته ولو كان مؤلما؟ من وجهة نظري لايستطيع المرء خلق مستقبل زاهر بالنظر إلى فتات الماضي، وأقصد بهذه الكلمة ذكريات الماضي المرة والقاسية، وبأن يضعها أمام عينية ولا يستطيع نسيانها أبدا، ولوم نفسه دائما على ما فاته وانقضاء فترة من حياته لم يستطع القيام بأي إنجاز يحسب له، سواء كان في الدراسة أو في العمل أو في الحياة عموما. ولكن باستطاعته أن يجعل الماضي حافزا لبناء مستقبل جميل لا يتفتت أبدا، أو أن يكون، على الأقل، أفضل من الماضي الذي فات وكما يقول إخوانا المصريون «إلي فات مات». فهل من المعقول أن يرجع الميت إلى الحياة!؟ ولو كان بيد أي إنسان استرجاع الماضي لكانوا جميع الناس على هذه الدنيا أسعد المخلوقات على الأرض، وسعادتهم لا تقدر بثمن، وبالتالي، لا يكون عندهم أي حافز لكي يصبحوا أفضل وأحسن من قبل. في النهاية على الإنسان أن يضع الماضي وراء ظهره، وأن لا ينظر إلى الخلف أبدا، وأن لا يجلس و»يتحسر» في حجرة مظلمة ليس بها أي نافذة تدخل من خلالها شمس المستقبل المشرق، ولا يتجلى فيها لون النهار الجميل، ولون اشعتة الزاهية وألوان قوس قزح. وعليه أن «يستبشر خيرا» من الله سبحانه وتعالى، ويحذف من قاموسه كلمات «ياليت اللي جرى ما كان».

القارئة المتفائلة

«عطني إذنك»...

تقول كوكب الشرق (أم كلثوم) في رائعة «أنت عمري»: «قبل ماتشوفك عينيه عمري ضايع يحسبوه أزاي عليّ»، وفي رأيي أقول: يجب عدم التحسر على العمر الذي ضاع وإنما النظر إلى العمر الآتي. فالإنسان يجب أن لا يكره ماضيه، فلولا فشل الماضي لما أصبح الإنسان ناجحا. هذه معادلة فيجب تذوق الفشل المرّ لكي يصبح المستقبل «شيزكيك».

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1748 - الثلثاء 19 يونيو 2007م الموافق 03 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً