العدد 1759 - السبت 30 يونيو 2007م الموافق 14 جمادى الآخرة 1428هـ

الغموض يلف وفاة صهر جمال عبد الناصر في لندن

رئيس سابق للموساد يقول إن أشرف مروان عميل لـ «اسرائيل»

توفي الملياردير المصري ومستشار الرئيس المصري السابق أنور السادات وصهر الرئيس جمال عبد الناصر، أشرف مروان بعد أن رمى بنفسه من شرفة شقته في لندن الأربعاء الماضي وهو ثالث مصري يقفز من الشرفة بالعاصمة البريطانية.

وكتب مدون مصري شاب الجمعة «يجب أن يكون هناك شيء جذاب للغاية في شرفات لندن التي تجذب المشاهير المصريين ليلقوا بأنفسهم منها».

وفي يونيو/ حزيران قبل ست سنوات زعم أن الممثلة المصرية الشهيرة سعاد حسني ألقت بنفسها من شرفة برج سكني بمايدا فالي بشمال لندن.

وفي منتصف السبعينات ألقى القائد السابق للحرس الجمهوري للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات الليثي ناصف بنفسه أيضا من شرفة البرج نفسه (مايدا فالي) .

وكان الثلاثة على صلة بالمخابرات وترددت شائعات تفيد بأنهم بدأوا يكتبون مذكراتهم وقت انتحارهم المزعوم.

وساعد ناصف السادات في القيام بثورة تصحيح في أعقاب وفاة سلفه الرئيس جمال عبد الناصر إذ ألقى القبض على كل معاوني عبد الناصر العام 1971.

ويزعم أن النجمة الراحلة سعاد حسني كانت تعمل لحساب المخابرات المصرية خلال الستينات وظل هذا النشاط وصمة في حياتها حتى بعد سقوط من كانوا يجندونها.

وأمضت سعاد السنوات العشر الأخيرة من عمرها في لندن إذ عانت اكتئابا وفقرا شديدين. ولذلك تردد عند وفاتها العام 2001 أنها تفكر في البحث عن ناشر لمذكراتها كي تؤمن لنفسها نقودا.

ثم جاءت وفاة أشرف مروان الأسبوع الماضي(زوج ابنة الرئيس جمال عبد الناصر) لتعود وسائل الإعلام المصرية لتسليط الضوء على كل نظريات المؤامرة بشأن وفاة المصريين في لندن.

وتمثل حياة مروان المهنية واتصالاته فرصة كبيرة لأي شخص مهتم بنظريات المؤامرة. وصار مروان الذي تزوج ابنة عبد الناصر بعد وقت قصير من وفاته العام 1970 المستشار السياسي الشخصي للرئيس السادات في مطلع السبعينات ورأس في وقت لاحق هيئة التصنيع الحربي المصرية قبل أن ينتقل إلى لندن في الثمانينات عندما أصبح ملياردير.

وفي العام 2004 زعم رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الميجور جنرال المتقاعد خلال حرب السادس من أكتوبر/ تشرين أول العام 1973 تسفي زامير أن مروان كان مجندا لصالح المخابرات الإسرائيلية (الموساد) قبل عام من وفاة عبد الناصر. وادعى زامير أن مروان استمر في تزويد «إسرائيل» بالمعلومات بعد حرب العام 1973 في ظل استمرار علاقته الوطيدة بالسادات.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الجمعة الماضي عن زامير قوله إنه «لا توجد لدي معلومات بشأن ما إذا كان مروان قد انتحر أم قتلوه، لكن الواضح هو أن النشر في «إسرائيل» وكشف اسمه هو الذي أدى لموته».

يشار إلى أنه نشر في «إسرائيل» في السنوات الأخيرة الماضية أن مروان، أبلغ «إسرائيل» بنية مصر ودول عربية مهاجمتها وذلك قبل نشوب حرب 73 بيوم واحد. وبحسب الرواية الإسرائيلية فإن زامير سافر إلى لندن للقاء مروان بعد أن تلقى الموساد إشارة منه تلمح إلى احتمال شن مصر هجوما على «إسرائيل». وجرى سجال في «إسرائيل» بشأن ما إذا كان مروان جاسوسا لـ «إسرائيل» أم أنه كان جاسوسا مزدوجا لمصر و»إسرائيل».

وكأن التجسس لم يكن كافيا بالنسبة لمروان فقد ارتبط اسمه أيضا بادعاءات ممارسة تجارة السلاح غير المشروعة في الشرق الأوسط. وترددت شائعات تفيد بأنه عدو محمد الفايد صاحب متاجر هارودز ووالد دودي الفايد صديق الأميرة البريطانية الراحلة ديانا الذي لقي حتفه معها في حادث سيارة بباريس.

ويقال إن مروان لعب الدور الأهم في المعركة بين رجال الأعمال تايني رولاند ومحمد الفايد على شراء شركة «هاوس أوف فريزر» التي تتبعها متاجر هارودز.

وفي كتابه «من قتل ديانا» خصص سيمون ريجان الصحافي وكاتب مذكرات الأمير تشارلز والأميرة مارغريت فصلا خاصا في الكتاب لمروان.

وقال ريجان إن «المنطق الصحافي البارد يوصل المرء لنتيجة محتومة وهي أن أشرف مروان كان أفضل عميل مزدوج لكل وكالات الاستخبارات في الغرب والشرق الأوسط تقريبا». وترددت الكثير من الشائعات التي تفيد بمقتل مروان إذ يبدو أن حصانته المزعومة رفعت عنه للأبد.

إلى ذلك فتحت محكمة في لندن تحقيقا قضائيا بشأن وفاة مروان.

وأطلق القاضي بول ايه. نابمان من محكمة وستمنستر (وسط لندن) هذا التحقيق القضائي أثناء جلسة قصيرة تم إرجاؤها إلى 15 أغسطس/ آب المقبل. والتحقيق القضائي عملية محددة في إنجلترا وويلز وتهدف إلى تحديد أسباب الوفاة في حال حصولها في ظروف عنيفة أو غامضة.

ومن دون التطرق إلى أسباب الوفاة، أوضح القاضي نابمان أنه كان تم التعرف على مروان المولود في الخامس من يناير/ كانون الثاني 1944 في القاهرة، في مشرحة وستمنستر من قبل نجله أحمد مروان المقيم في العاصمة المصرية. وقال القاضي إن مروان (63 عاما) كان متزوجا ويعمل في القطاع المالي.

وأشارت بعض المعلومات إلى أن مروان قد يكون «سقط» من شرفة منزله الكائن في الطابق الرابع من كارلتون تيراس هاوس على مقربة من سانت جيمس بارك في حي فخم في وسط لندن. وقالت شرطة سكتلنديارد إنها تتعامل مع هذه الوفاة على أنها «غامضة».

العدد 1759 - السبت 30 يونيو 2007م الموافق 14 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً